افراسيانت - ديمة جمعة السمان - صدرت عام 2019 رواية "عند بوّابة السّماء" للأديب المقدسيّ جميل السلحوت، عن مكتبة كل شيء الحيفاويّة، وتقع في 206 صفحات من الحجم المتوسّط، صمّم غلافها ومنتجها شربل الياس.
" عند بوابة السماء "رواية للأديب جميل السلحوت أهداها لزوجته الكاتبة حليمة جوهر التي شاركته رحلة الحياة بحلوها ومرها.
عند بوابة السماء اجتمع كل حرّ أبي من الوطن الأكبر.. الوطن العربي .. كل مواطن يغار على أقرب نقطة الى السماء؛ ليدافع بشرف وأمانة عن المدينة المقدسة، مؤكدا أنه على استعداد أن يقدم الشهيد تلو الشهيد؛ كي لا تقع اسيرة بيد العصابات الصهيونية التي تخطط للسيطرة عليها وتدنيسها وحرمان أصحابها منها. ابتدأت أحداث الرواية في إربد الأردن .. وعرج الكاتب على عاداتهم وتقاليدهم في قريتهم فأطلعنا على علاقاتهم الاجتماعية فيما بينهم، وعلى دور المرأة فيها التي لم تكن أكثر من وعاء، رحمها يحمل الجنين وينمو فيه؛ ليصبح بعد ولادته ملك أبيه وعائلة أبيه، الرجل يتزوج أكثر من زوجة يجمع بين أربع نساء بالحلال، ويبدل بينهن وفق حاجاته ورغباته، يطلق واحدة ويتزوج من أخرى أصغر سّنّا وأكثر جمالا دون أن يكون هناك اأيّ اعتراض، فهو السلطان الذي يحكم ويرسم دون أن يسمع كلمة "لا". من هناك تحركت الأحداث تدريجيا حتى وصلت إلى فلسطين، التي كانت أكثر تقدما وحضارة.
دخلوا القدس للصلاة في المسجد الاقصى المبارك، وتفاعلت مشاعرهم واحاسيسهم الدينية والقومية، خاصة بعد أن شعروا بنية الإنجليز تقديم فلسطين هدية لليهود لتكون لهم وطنا قوميا.
ابدوا الاستعداد للتعاون مع عبد القادر الحسيني لتزويده بالسلاح من الشام، وقاموا بمهمتهم خير قيام.
زخرت الرواية كما هي عادة الكاتب في معظم رواياته بالمعلومات التوثيقية التي شعرنا أنها تقريرية في بعض المواقع، فهو يسعى أن يقدم للقارىء أكبر قدر ممكن من المعلومات والتي جاءت كثافتها على حساب الجانب الفني الذي أثر سلبا على عنصر التشويق في جزء منها.
إلا أنه يعود ويشدّنا ببعض الأحداث للمضي بقراءة ما يتبع.
وتنتهي الرواية باستشهاد ابني الشيخ الإربديّ فالح؛ ليدفن مسعود في القدس وحسان في عمواس.
بث الكاتب رسائل عديدة من خلال روايته منها السياسية والوطنية والتربوية والأخلاقية، وزخرت بالقيم التي تناول بعضها بشكل مباشر وأخرى كانت ضمنية.
عند بوابة السماء توحد الشعب العربي؛ لينقذ القدس من براثن الاحتلال.
كانت دعوة من الكاتب لأشقائنا العرب أن يشمروا عن سواعدهم ويتقدموا نحو القدس، كانت رسالة واضحة وصريحة أن القدس ليست للمقدسيين وحدهم، وليست للفلسطينيين وحدهم.. هي للأمّتين العربية والإسلامية، وها هي تضيع على مرأى من العالمين العربي والإسلامي، وليس هناك أي تدخل حقيقي لإنقاذها من براثن الصهيونية التي تسعى للنيل منها وتزوير وتشويه كل ما فيها.