ماذا يريد تزامب من اعادة التجارب النووبة ؟

طباعة
تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - رغم ان ترامب لم يقدم تفاصيل عن أمره باستئناف التجارب النووية , الا انه أمر البنتاغون باستئناف اختبار الأسلحة النووية , وربما ستتمكن واشنطن من تنفيذ انفجار نووي في موقع اختبار نيفادا خلال الأشهر القادمة (إذا تم الموافقة، يمكن للولايات المتحدة إجراء اختبار نووي خلال بضعة أشهر، حسبما يقول مسؤول في البنتاغون). 


وإذا أجرى الأمريكيون اختبارا نوويا، فسوف يدمر نظام الاستقرار الاستراتيجي العالمي وسيثير سباق التسلح النووي الجديد. 


وستكون واشنطن هي الطرف الوحيد الذي سيكون مسؤولا عن التفكيك التالي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.


وبالتالي فان التجارب النووية الأمريكية ستجبر الصين وروسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والهند وباكستان وإسرائيل على إجراء تجاربنا النووية. وهذا سيدفع الدول النووية (ألمانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، إلخ) إلى إنتاج أسلحتها النووية الخاصة.


وربما تتفاعل الصين مع قرار الولايات المتحدة، ستختبر إمكانيات قواتها النووية الاستراتيجية.


- بدأت الولايات المتحدة التحضير لاختبارات نووية صغيرة ومتوسطة القوة قبل أكثر من 20 عاما ومذكرة البنتاغون تثير احتمال إجراء تجارب نووية، اما جمعية مراقبة الأسلحة) فتقول الآن اكتمل هذا التحضير. أثار ترامب موضوع استئناف التجارب النووية خلال إدارته السابقة.


لكن هنالك من يشير انه لا يستطيع العلماء الذريون الأمريكيون ضمان موثوقية الرؤوس النووية الجديدة باستخدام المحاكاة الحاسوبية فقط.

 
وايضا تمارس وزارة الحرب الأمريكية ضغوطا على ترامب، لأن قيادتها تعتقد أن تأكيد القوة النووية الأمريكية في الواقع سيحتوي على معارضين جيوسياسيين.


في السياق حثت روسيا والصين الولايات المتحدة على إدراك أخطار قرار استئناف التجارب النووية الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، وحذرتا من مخاطره.


وقال الكرملين إنه إذا تخلت أي دولة عن الالتزام بوقف التجارب النووية فإن روسيا ستتصرف وفقا لذلك.


مشيرا الى ان موسكو لا ترى أن الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التوازن الإستراتيجي وصل إلى طريق مسدود، مؤكدا أن واشنطن لم تخطر روسيا قبل تصريحات الرئيس الأميركي العلنية بخططها لاستئناف التجارب النووية.


كذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية عن النائب الروسي الكبير أندريه كارتابولوف قوله إن إجراء الولايات المتحدة تجارب نووية سيؤدي إلى عودة حقبة من عدم الاستقرار والمواجهة المفتوحة.


كما قال المحلل السياسي الروسي أندرية أونتيكوف إن إعلان الرئيس الأميركي استئناف التجارب النووية يمثل "تحولا خطِرا يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة".


وأوضح أن الولايات المتحدة كانت قد وقعت على معاهدة حظر التجارب النووية الشاملة لكنها لم تصدق عليها، ومع ذلك التزمت فعليا بعدم إجراء أي تفجيرات نووية منذ عقود، وهو ما فعلته روسيا أيضا رغم سحب تصديقها على المعاهدة عام 2023 "لتحقيق توازن مع واشنطن"، على حد قوله.


وأضاف أونتيكوف أن "قيام واشنطن بتفجيرات نووية حقيقية لا مجرد تجارب صاروخية سيجبر موسكو على الرد بالمثل"، محذرا من أن هذا السيناريو سيقود إلى تصعيد دولي غير مسبوق.


بدورها، طالبت الصين الولايات المتحدة بالالتزام "بشكل جدي" بالحظر العالمي المفروض على إجراء التجارب النووية.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غوو جياكون في مؤتمر صحافي "تأمل الصين أن تحترم الولايات المتحدة بشكل جدي الالتزامات بموجب معاهدة الحظر الشامل والتزامات حظر التجارب النووية". 


كما أعرب عن أمله أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لحماية نظام نزع الأسلحة النووية ومنع الانتشار العالمي وحماية التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين.


اختبار الترسانة النووية


في الاسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستستأنف اختبار ترسانتها من الأسلحة النووية "فورا"، دون تقديم تفاصيل إضافية.


يأتي ذلك بعدما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق إن موسكو أجرت بنجاح اختبار مسيّرة روسية تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، في تحد لتحذيرات واشنطن.


وأعلن بوتين أن بلاده اختبرت بنجاح طوربيدا فائق القدرة يعمل بالطاقة النووية من طراز "بوسيدون"، وذلك بعد أيام من إعلانه إجراء اختبار ناجح لصاروخ كروز يعمل بالدفع النووي.


لكن الكرملين شدد على أن اختبار الصاروخ ليس تجربة نووية بأي حال من الأحوال، وفق تعبيره.


تأتي هذه التطورات في ظل توترات متصاعدة بين موسكو وواشنطن، حيث تواصل روسيا تطوير قدراتها العسكرية النووية، في حين تحافظ الولايات المتحدة على موقف حازم تجاه أي تهديدات محتملة لأمنها القومي وأمن حلفائها.


وكانت آخر مرة اختبرت فيها الولايات المتحدة سلاحا نوويا في عام 1992. وتوفر الاختبارات دليلا على ما سيفعله أي سلاح نووي جديد وما إذا كانت الأسلحة القديمة لا تزال تعمل . 


عالم فيزيائي: استئناف واشنطن التجارب النووية يشكل خطرا على البشرية


هذا وقد أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استئناف التجارب النووية مخاوف كبيرة على الصعيد العالمي باعتباره خطوة خطيرة تهدد الأمن البشري، وتعيد فتح باب سباق التسلح من جديد.


وكتب تيلمان روف، من كلية الصحة السكانية والعالمية في جامعة ملبورن -في مقال بموقع ذا كونفرسيشن- أن استئناف الاختبارات النووية التفجيرية سيخلف مخاطر كبيرة من التساقط الإشعاعي على مستوى العالم.


وذكر بأن استئناف الولايات المتحدة الاختبارات النووية التفجيرية سيؤدي لردود فعل مماثلة من الدول النووية الأخرى، وخاصة روسيا والصين، مما يعمق سباق التسلح ويزيد من خطر وقوع حوادث نووية أو استخدام أسلحة نووية في النزاعات.


وذكر تيلمان روف المشارك في الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، بأن الاختبارات، حتى لو كانت تحت الأرض، ليست آمنة بالكامل، لاحتمال تسرب المواد المشعة إلى البيئة والمياه الجوفية.


وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وقعت على معاهدة الحظر الشامل لتجارب الأسلحة النووية منذ عقود، ولكنها لم تصادق عليها رسميا، ومع ذلك فهي ملزمة قانونيا بعدم انتهاك أهدافها وروحها.


ومع أن الاختبارات كانت تهدف لفهم أثر الأسلحة النووية وحماية المعدات والجنود من استخدام محتمل للأسلحة النووية من قبل الخصوم، وتطوير أسلحة جديدة، فإن هذه الحاجة لم تعد مطروحة بفضل التقدم التكنولوجي والحوسبة.


وبالفعل توقفت الدول النووية عن الاختبارات التفجيرية -كما يقول الكاتب- حيث توقفت الولايات المتحدة عام 1992، وفرنسا عام 1996، كما لم يعرف أن الصين وروسيا أجرتا أي اختبارات منذ التسعينيات، وكانت كوريا الشمالية الدولة الوحيدة التي اختبرت سلاحا نوويا علنا بهذا القرن، وكان آخر اختبار لها عام 2017. 


ورغم هذا التقدم في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية، وخاصة توقيع نصف دول العالم على معاهدة حظر الأسلحة النووية، فإن الدول النووية التسع الكبرى ما زالت تستثمر مبالغ غير مسبوقة في تطوير أسلحة نووية أكثر دقة وخفاء وسرعة.


غير أن الأخطر -حسب الكاتب- أن المعاهدات التي تحكم الأسلحة النووية تشهد تراجعا مستمرا في سياق التوترات الدولية، حيث يلف الشك تمديد معاهدة ستارت الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة، وترفض الصين حتى الآن المشاركة في أي معاهدة مستقبلية.


وخلص روف إلى أن هذه التطورات دفعت ساعة القيامة، التي تقيس التهديدات الوجودية على البشرية، إلى التقدم أكثر من أي وقت مضى، مما يجعل الوضع العالمي في الوقت الراهن أحد أخطر الفترات في تاريخ البشرية الحديث.


ما ينبغي معرفته عن استئناف أميركا تجارب الأسلحة النووية


وقد تناول تقرير نشره موقع صحيفة آي بيبر البريطانية دلالات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استئناف تجارب الأسلحة النووية لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما.


وعدّ التقرير -الذي هو بقلم الصحفية جاكي هوسدن- ذلك "تحولا مهما" في السياسة الخارجية للبلاد، التي أجرت آخر تجربة لسلاح نووي في عام 1992.


ويرى ترامب أن الخطوة ضرورية لتكون الولايات المتحدة "متساوية" مع روسيا والصين، اللتين تابعتا تطوير برامجهما النووية طيلة الأعوام الماضية، حسب التقرير.


وجاء القرار -يتابع التقرير- بعد أن صرّح  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، بأن روسيا اختبرت بنجاح طوربيدا فائق القدرة يعمل بالطاقة النووية من طراز "بوسيدون".


وأكد بوتين استحالة اعتراض الطوربيد، الذي يعتقد المحللون أن مداه يصل إلى 10 آلاف كيلومتر، ويمكنه السفر بسرعة تقارب 185 كيلومترا في الساعة، وفقا لآي بيبر.


وحسب التقرير، تُعدّ كوريا الشمالية بلدا نوويا آخر تعتبره الولايات المتحدة وحلفاؤها تهديدا خطيرا.


وفي مارس/آذار كشفت كوريا الشمالية لأول مرة عن عملها على غواصة تعمل بالطاقة النووية قد تشكل تهديدا أمنيا كبيرا لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، طبقا للصحيفة.


شبح الحرب الباردة


وتُعتبر هذه التطورات مبررا كافيا لترامب، ودليلا على ضرورة العودة للتجارب كوسيلة لمواكبة القوى النووية الأخرى، في عقلية تنافسية تذكّر بالحرب الباردة، وفق التقرير.


وفي المقابل، ألغى بوتين في 2023 مصادقة روسيا على معاهدة حظر التجارب النووية، وقال -في تصريح مشابه لترامب- إن الهدف من ذلك هو تعزيز قدرات روسيا إلى نفس مستوى أميركا، مؤكدا أن روسيا لن تعود للتجارب إلا إذا بدأت واشنطن أولا.


وفي هذا الصدد، قال خبير الأسلحة النووية داريل كيمبال -من مركز الحد من التسلح الأميركي البحثي- إن استئناف التجارب النووية الأميركية سيستغرق 3 سنوات. 


ولكنه حذر على منصة إكس من أن القرار "الأحمق" لترامب قد يثير غضبا شعبيا ودوليا من حلفاء أميركا في تلك الفترة، مما قد يدفع دولا أخرى لاستئناف التجارب النووية، ويهدد نظام منع الانتشار النووي في العالم، وفق ما نقله التقرير.


مقارنة الترسانات النووية


وتفيد بيانات خبراء من اتحاد العلماء الأميركيين بأن روسيا تتصدر سباق الترسانة النووية بنحو5459 رأسا نوويا، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 5177 رأسا، مع تأكيد أن الأرقام الدقيقة غير معلنة بالكامل، حسب آي بيبر.


وأشار التقرير إلى أن البلدين يملكان معا 87% من الترسانة النووية العالمية، فيما توقف الإفصاح الأميركي عن حجم المخزون عام 2019 في عهد ترامب، قبل أن تعيد إدارة بايدن جزءا من الشفافية بهذا الشأن.


وخلص إلى أن القرار يحمل تداعيات إستراتيجية كبرى على مستقبل نظام الحد من السلاح النووي، وأن استئناف التجارب قد يعيد تشكيل موازين القوى ويعيد العالم إلى مرحلة من المنافسة النووية المفتوحة.