افراسيانت - خلال 10 أيام كاملة لعب فيها منتخب مصر لكرة القدم مبارياته الثلاث في مونديال روسيا، وتلقيه 3 هزائم متتالية، أصابت المصريين بالغضب والإحباط، ونتج عنها وفاة كل من الفنان الشاب ماهر عصام، متأثرا بإصابته بانفجار في أحد شرايين المخ عقب نهاية مباراة أوروغواي، والمدرب عبد الرحيم محمد بأزمة قلبية عقب نهاية مباراة مصر والسعودية.
لماذا تؤدي الانفعالات الكبيرة خلال مشاهدة مباريات كرة القدم لتعرض البعض للإصابة بأزمة قلبية تكاد تؤدي للوفاة، وبعضها يؤدي للوفاة بالفعل؟ ولماذا ينصح الأطباء بعدم مشاهدة مرضى القلب للمباريات التي يمكن أن يتعرضوا خلال مشاهدتها لضغوط وانفعالات يمكن أن تقضي عليهم؟ ثم ما الذي يحدث للقلب خلال اللحظة التي يسقط فيها المشجع بسبب الحزن الشديد للهزيمة والمؤدي لوفاته؟
الدكتور أيمن عمار أستاذ أمراض القلب يقول : إن ما يحدث للقلب خلال مشاهدة المباريات كفيل بأن يجعل مرضى القلب يتبعدون تماما عن مشاهدتها أو متابعتها بأي وسيلة، ففى الحالة الطبيعية وخلال مشاهدة المباريات والتفاعل معها سلبا أو إيجابا، يتعرض الجسم لمحفزات ومثبطات تفرزها الغددد المختلفة، تؤثر على الدورة الدموية، ونشاط القلب، مضيفا أنه على رأس تلك الإفرازات هرمون الإدرينالين الذي تتسبب زيادته في التأثير على ضربات القلب وضغط الدم.
وأضاف أنه في حالة الصدمة الشديدة سواء بالفرحة للفوز أو الحزن للهزيمة، يفرز الجسم هرمون الإدرينالين، الذي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية، وفي حالة الفنان الشاب ماهر عصام والمدرب عبد الرحيم محمد فإن ارتفاع الإدرينالين بسبب الصدمة الكبيرة من الهزيمة، أدى لزيادة ضربات القلب بسرعة كبيرة لم يتحملها قلبهما، وأسفرت عن توقف عضلته بصورة مفاجئة، ومن ثم الهبوط الحاد في الدورة الدموية والوفاة.
وأضاف أستاذ أمراض القلب أن هذه الحالة تحدث بشكل كبير مع الأشخاص الذين يعانون من العصبية الشديدة، والمدخنين بشراهة، والمرضى بارتفاع ضغط الدم، والمصابين بالسكري، حيث تضعف مقاومتهم خلال تعرضهم لانفعالات شديدة أثناء مشاهدة المباريات والتشجيع الجنوني، فيزداد إفراز الجسم للأدرينالين لديهم، وتزداد ضربات قلبهم، وتزداد معها فرص تعرضهم للوفاة.
وينصح الدكتور أيمن عمار الراغبين في تجنب التعرض لأزمات قلبية خلال مشاهدة المباريات بضبط ضغط الدم، ونسبة السكر والدهون، والابتعاد التام عن التدخين، والسيطرة قدر المستطاع على النفس خلال لحظات التوتر والانفعالات والتشجيع الجنوني.