افراسيانت - العنصريه داخل المجتمع الاسرائيلي تتزايد وتتصاعد يوما بعد آخر، رغم محاولات تبريرها بادعاءات لا أساس لها من الصحة، وهذه العنصرية المتزايدة هي انعكاس لجنوح هذا المجتمع نحو اليمينية المتطرفة جراء التربية سواء في المدارس والجامعات او المؤسسات التعليمية التابعة للمتدينين المتزمتين، الى جانب التربية داخل معسكرات الجيش والأكاديميات العسكرية.
فمن سن القوانين العنصرية داخل الكنيست الاسرائيلي، الى دعوات كبار حاخامات اسرائيل بقتل الأغيار، الى إطلاق جنود الاحتلال النار بدم بارد على أبناء شعبنا بمجرد الاشتباه على العديد منهم بعد تحييدهم وشل حركتهم كما حصل مع الشهيد الشريف .. الخ ممن ممارسات من ضمنها الخلية الإرهابية للمستوطنين التي كشف النقاب مؤخرا عنها والمسؤولة عن إلقاء قنابل حارقه على منازل فلسطينيين والاعتداء على رجل مسن وغيره من ممارسات المستوطنين كحرق الفتى ابو خضير وعائلة دوابشة والقائمة تطول.
وآخر هذه الممارسات العنصرية ما قامت به المحكمة المركزية الاسرائيلية في الناصرة حيث ألغت مناقضة رست على عدد من المواطنين العرب من الداخل لبناء وحدات سكنية في العفولة.
ورغم ان المحكمة حاولت تبرير هذا الإلغاء بادعاءات باطلة وبدون أساس من الصحة، إلا ان الصحيح هو استجابة هذه المحكمة للرفض الواسع من قبل يهود العفولة من منطلقات عنصرية كونهم لا يريدون ان يسكن في المدينة أي عربي.
وهذا الأمر ان دل على شيء فإنما يدل على القضاء الاسرائيلي غير العادل وهو ما أشرنا اليه اكثر من مرة، فهو خاضع لأوامر الحكومة الاسرائيلية الأكثر يمينيه في تاريخ دولة الاحتلال فهو يشرع هدم منازل الفلسطينيين، ويبرر ممارسات جيش الاحتلال ويماطل في معاقبة الارهابيين اليهود والاعتداءات على الفلسطينيين سواء داخل الخط الأخضر أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ٦٧.
كما يشرع هذا القضاء سواء المدني او العسكري إبعاد المقدسيين عن مدينتهم وعن أقدس المقدسات الاسلامية في فلسطين، ألا وهو المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والتي كان آخرها إبعاد عدد من المواطنين ومنعهم من دخول الحرم الشريف الى جانب منع عدد من المواطنات ايضا من دخول الحرم والمرابطة بداخله، للتصدي لغلاة المتطرفين اليهود الذين يسعون الى المس بالأقصى.
ان العنصرية الاسرائيلية المنفلتة من عقالها هي أسوأ من نظام الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا، فعلى الأقل فالنظام البائد لم يهجر السكان الأصليين ولم يطردهم الى خارج بلادهم كما قامت وتقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي.
ولمواجهة هذه السياسة العنصرية المنفلتة من عقالها، يتوجب في البداية توحيد الصف الفلسطيني، ووضع خطط عمل على كافة الأصعدة المحلية والعربية والاسلامية والإقليمية والدولية، يلعب الإعلام فيها دورا رئيسا لكشف حقيقة المجتمع الاسرائيلي الذي يغرق في اليمينية والتطرف، وحقيقة قيادته الأشد والأكثر يمينية ممثلة بالحكومة الاسرائيلية والأحزاب التي في غالبيتها تتبنى الفكر والسياسة العنصرية التي نبذها العالم منذ عشرات السنين.
كما يتوجب العمل بصورة جدية وعملية على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وليس تملقه واستجداءه من أجل إعطاء شعبنا حقوقه الوطنية المشروعة وغيرالقابلة للتصرف.
ينشر بالتزامن مع صحيفة القدس