افراسيانت - تتوقع الأمم المتحدة تشكيل الحكومة الليبية الجديدة في يوم 14 فبراير/ شباط وإذا حدث ذلك فعلا فستظهر الظروف اللازمة لبدء عملية الناتو الثانية في ليبيا.
تجدر الإشارة إلى أن لقاءات حول تنفيذ تلك العملية عقدت في فبراير/ شباط الجاري بين وزراء دفاع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومن نافل القول أن واشنطن تؤيد هذه الفكرة وتروج لها بحرارة. وفي حال لم يتفق الاوروبيون والأمريكيون على ذلك، فستتحول ليبيا قريبا إلى المعقل الأساسي لتنظيم "داعش".
وستكون هذه، العملية الثانية التي تنفذها دول أعضاء في الناتو في ليبيا، بعد تلك التي جرت قبل 5 أعوام وأدت إلى الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي ودخول ليبيا في فوضى تزداد وتتعمق عاما بعد عام وهي التي فتحت أبواب أوروبا على مصراعيها أمام اللاجئين.
خلال الشهر الجاري اجتمع وزراء دفاع الدول، التي يحتمل أن تشارك في العملية الثانية، مرتين- في روما وفي بروكسل، وأعلنت إيطاليا بعد اللقاء الاول استعدادها لتزعم الحملة العسكرية الجديدة. في اللقاء الثاني جرى بحث موضوع صفة العملية: هل ستجري في إطار الناتو أو بشكل منفصل عنه؟.
وترى الإدارة الأمريكية أنه يجب على الحلف التكييف مع الظروف الجديدة، ولذلك يجب توسيع حدود عملية مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط التي تشهد ظهور مشاكل جديدة مفاجئة بشكل سريع وأن ليبيا أحدى هذه المشاكل.
من المعروف أنه وبعد انهيار نظام القذافي ومقتل العقيد المأساوي لم تظهر في ليبيا حكومة موحدة وباتت البلاد عمليا مقسمة إلى مناطق نفوذ تسيطر عليها جماعات مسلحة من مستويات مختلف من التطرف والراديكالية. والان يوجد أساس قوي للاعتقاد بأن المجموعات الإرهابية ستبدأ بلعب الدور الرئيسي في ليبيا.
اليوم توجد في ليبيا 3 ولايات مستقلة عمليا عن بعضها البعض وهي برقة وطرابلس وفزان ومع توسع عملية مكافحة الإرهاب في سورية التي تنفذها روسيا ودول الناتو وبعض الدول الإسلامية، بات الكثير من الإرهابيين المحليين يفضلون التوجه إلى ليبيا حيث المخاطر أقل والفرض أكبر لإنشاء معسكرات تدريب ونقاط تمركز محصنة.
في ليبيا، يزداد عدد اللاجئين من أفريقيا الراغبين في عبور البحر والوصول إلى إيطاليا ومن ثم إلى دول أوروبا الأخرى.
وقالت المستشرقة يلينا سوبونينا أنه توجد ذرائع ومبررات كثيرة لبدء عملية عسكرية جديدة في ليبيا ومن بينها التخلف والانحطاط الكامل الذي اصاب مؤسسات السلطة هناك والنمو المقلق لعدد المنظمات الإرهابية وتزايد تيارات الهجرة غير المشروعة والخارجة عن نطاق السيطرة. ولكن في ذلك الوقت ستلقى العملية العسكرية الجديدة في الوقت الراهن معارضة قوية لأن الكثيرين يعتبرونها خطرة. يدرك الأوروبيون أن الوضع في ليبيا أخطر بكثير بالنسبة لهم من الوضع الحالي في سوريا، ولكنهم يخشون القيام بعمل عسكري.
ويرى بعض الخبراء أن العملية البرية فقط يمكن أن تحسم المواجهات بين مختلف الفصائل الإرهابية.
وأفادت صحيفة The Daily Telegraph بوجود خطة تتلخص في إرسال قوة بريطانية وإيطالية يبلغ عددها 6 آلاف شخص غالبيتها من المستشارين والمدربين. وقالت أنه توجد في ليبيا منذ بداية فبراير/ شباط الجاري وحدة من القوات الخاصة البريطانية مهمتها التحضير لتنفيذ عملية مكافحة إرهاب كبيرة. وتميل الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات اكثر حزما لأنها تعتبر ليبيا من أهم مواقع تواجد "داعش" بعد سوريا والعراق.
ويحاول الأوروبيون استخدام التكتيك الروسي في سوريا الذي يتلخص في تقديم الدعم الجوي القوي للقوات البرية الموالية لحكومة وحدة وطنية. وهذا بحد ذاته يتطلب ظهور حكومة شرعية في ليبيا وهو أمر يجري التفاوض عليه منذ فترة بين مختلف الفصائل المتناحرة في ليبيا ولكن بدون فائدة ملموسة.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق أن روسيا لا تخطط للانضمام إلى عملية مكافحة "داعش" في ليبيا. لكن روسيا تعد باتخاذ الموقف البناء خلال العمل في مجلس الأمن الدولي حول ليبيا الذي سيحدد إطار التدخل العسكري الدولي.
المصدر: غازيتا. رو