افراسيانت - الجمعي قاسمي - دعت الحكومة الليبية المؤقتة في خطوة غير مسبوقة روسيا لضرب معاقل داعش في ليبيا وخاصة في مدينة سرت التي أصبحت عاصمة ولايته.
و دعا عبدالله الثني رئيس الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان الليبي المعترف به دوليا، روسيا إلى التدخل في بلاده لضرب داعش، ووقف تمدده، في وقت بدأت فيه أنظار دول الجوار الليبي، والمجموعة الدولية تتجه نحو التفكير في سبل مواجهة خطر داعش في ليبيا الذي أصبح ضاغطا على الأوضاع الإقليمية والدولية أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
واتخذ هذا الضغط الذي ترافق مع توغل عناصر داعش في محيط الهلال النفطي الليبي، أبعادا ميدانية في الداخل الليبي، وأخرى إقليمية ودولية على ضوء رصد تدافع العشرات من المقاتلين الأجانب على ليبيا للانضمام إلى هذا التنظيم الذي أعلن في وقت سابق مدينة سرت الساحلية عاصمة له.
وبدت تداعيات هذا الضغط واضحة على مستوى التحركات السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية التي ارتفع نسقها بشكل لافت، حيث أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، أول أمس، أن بلاده ستستضيف في الثالث عشر من الشهر الجاري، مؤتمرا دوليا سيُخصص لبحث سبل وقف زحف تنظيم داعش.
وتأتي هذه التحركات وسط تأكيدات على نشر فرق كوماندوس غربية في أجزاء من الترابي الليبي لمراقبة وملاحقة عناصر داعش الذين باتوا يُهددون الهلال النفطي الليبي بعد اقترابهم كثيرا من مدينة أجدابيا.
وقال الثني في تصريحات بثتها المحطة الإذاعية الروسية “سبوتيك”، إن الروس “دخلوا بقوة في سوريا لمحاربة داعش، ونتمنى أن يكون لهم دور في محاربة داعش في ليبيا، باعتبار أن داعش هو واحد سواء كان في سوريا أو في ليبيا”.
وهذه المرة الأولى التي يُعلن فيها مسؤول ليبي عن دعوة روسيا لضرب داعش في بلاده، رغم أنه سبق لعدد من المسؤولين الليبيين أن طالبوا من بعض الدول العربية تشكيل تحالف لتنفيذ ضربات ضد داعش والميليشيات المسلحة الليبية يكون شبيها بالتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وذهب رئيس الحكومة الليبية إلى حد القول إن حكومته على استعداد للتنسيق مع روسيا على أعلى المستويات في محاربة داعش، و”القضاء على هذا السرطان المتمدد الذي يهدد الكل”، وفق تعبيره.
وتابع “نحن نتمنى أن تخلق روسيا وكذلك الصين نوعا من التوازن، الذي إن تم فستتغير المعادلة في محاربة داعش في ليبيا”، لافتا إلى أن قيادات هذا التنظيم في بلاده ليسوا ليبيين فقط، بل هم جزائريون وتونسيون، وسوريون وأفغان ومن كل الجنسيات”.
وترافقت تصريحات رئيس الحكومة الليبية، مع تصاعد حدة التحذيرات من مخاطر توغل عناصر داعش في محيط الهلال النفطي الليبي بعد اقترابهم كثيرا من مدينة أجدابيا التي يبدو أنها أضحت محاصرة، وسقوطها أصبح وشيكا.
وقال الرائد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر، إن كتائب داعش التي اشتد عودها باستمرار الدعم المادي واللوجستي الذي تتلقاه ، تسعى بالفعل إلى السيطرة على مدينة أجدابيا، حيث دفعت بقوات وتعزيزات إلى محيط هذه المدينة الإستراتيجية.
وأوضح في اتصال هاتفي مع “العرب”، أن داعش يريد السيطرة على أجدابيا لأنها المدخل للسيطرة على الهلال النفطي، وظهيرة مدينة بنغازي،”ونحن نُدرك خطورة ذلك، وبالتالي لن نسمح بسقوط هذه المدينة”.
وفيما أشار الرائد حجازي إلى أن الجيش الليبي وجه ضربات قوية لعناصر داعش في محور سيدي فرج ببنغازي، كما دمر العديد من الآليات في محيط أجدابيا بضربات جوية وصاروخية ومدفعية، لا تُخفي مصادر سياسية وأخرى عسكرية خشيتها من أن سقوط أجدابيا أضحى مسألة وقت فقط، ما يعني أن داعش في طريقه إلى السيطرة على منطقة الهلال النفطي.
وكان محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة الثني، قد حذر قبل أيام من أن “أجدابيا قد تصبح معقلا جديدا” لتنظيم داعش، علما وأن هذه المدينة ينتشر في محيطها عناصر تابعون لتنظيم أنصار الشريعة.
وتضم منطقة الهلال النفطي عددا من المدن والقرى الواقعة ما بين مدينتي بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وهي تحتوي على المخزون الأكبر من النفط الليبي، حيث توجد بها مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة النفطية الأكبر في ليبيا.