افراسيانت - علاء حلبي - بعد أسابيع من الجمود على مختلف جبهات مدينة حلب البعيدة عن نطاق سيطرة «الدولة الاسلامية»، والتي يشعلها التنظيم المتشدد الساعي الى «التمدد» شرقاً وشمالا، أعلنت «غرفة عمليات فتح حلب»، وهي تشكيل يضم مجموعة من الفصائل «الإسلامية» و «الجهادية»، باستثناء «جبهة النصرة»، بدء المعارك على جبهات قرى باشكوي، دوير الزيتون، ومزارع الملاح، في محاولات لاختراق خريطة «السيطرة» التي يفرضها الجيش السوري على هذه المحاور.
الإعلان الجديد لـ «فتح حلب»، جاء بعد يوم واحد من محاولة فاشلة لاختراق مدينة حلب عبر تفجير نفقين مفخخين في منطقة جمعية الزهراء، قرب مبنى الاستخبارات الجوية، الذي دمرته هجمات الفصائل المتشددة.
وتسبب التفجيران بهزة أرضية شعر بها سكان مدينة حلب، وتبعتها محاولات لاختراق الاحياء الغربية للمدينة، الخاضعة لسيطرة الحكومة، والمكتظة بالسكان من محور الليرمون والخالدية، بالتزامن مع قصف عنيف طال بعض الاحياء السكنية (الموغامبو، شارع النيل، الخالدية....)، الأمر الذي أدى الى مقتل 8 مدنيين وإصابة نحو 40 آخرين، وفق إحصاءات مبدئية، فضلاً عن تدمير كبير بالمباني والمنشآت.
وقال مصدر ميداني، في حديث الى «السفير»، إن مسلحي «فتح حلب» الذين تقودهم حركة «أحرار الشام»، قرروا بدء المعارك على جبهات بعيدة عن تنظيم «الدولة الاسلامية»، لأهداف عدّة، أبرزها «ترك جبهات داعش المشتعلة للفصائل التركمانية التي يعتبر أبرزها لواء السلطان مراد، الذي قامت (جبهة النصرة) بتسليمه مواقعها، سعيا لإنهاكه من جهة، ومزاحمة (جبهة النصرة) في مواقعها الفعالة من جهة أخرى»، خصوصا أن هذه المعارك جاءت بعد يوم واحد من إصدار «أحرار الشام» بيانين مفصليين، الأول أعلنت فيه تخليها عن «القاعدة» بشكل كامل، والتحالف مع تركيا، والثاني أعلنت فيه نفسها «قائداً للمنطقة»، عبر تشكيل «نواة لجيش نظامي»، تمهيداً لتطبيق الخطة التركية الرامية الى إنشاء منطقة عازلة».
المعارك الجديدة التي أعلنتها «فتح حلب» بدأت باستهداف مكثف عبر القذائف على مواقع تمركز قوات الجيش السوري والفصائل الذي تؤازره، تبعها تقدم طفيف على جبهة باشكوي، وسيطرة آنية على منطقة المداجن، رد عليها الجيش السوري بقصف عنيف، في حين قام سلاح الجو السوري بقصف مواقع تمركز الفصائل في محيط باشكوي ودوير الزيتون.
وفي وقت أكد فيه مصدر عسكري أن «الهجوم لم يتسبب بأي خرق في خريطة السيطرة»، وأن «قوات الجيش السوري المتمركزة على هذه المحاور تعاملت بشكل كامل مع هذه الهجمات»، رأى مصدر معارض أن «أحرار الشام استغلت انشغال النظام بحربه مع داعش شرق حلب، وصراع التركمان مع داعش في الشمال لفتح ثغرات لها».
وتأتي معارك «أحرار الشام» الأخيرة، في وقت شدد فيه تنظيم «داعش» هجماته على مطار كويرس شرق حلب، وتمكن من إيقاف العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري وقوات الدفاع المحلي لفك الحصار عن المطار المحاصر منذ عامين، إضافة إلى تمكنه من تفجير عربة مفخخة داخل أسواره. كذلك أعلن التنظيم عن نيته بدء المعارك نحو نقاط تمركز قوات الجيش السوري في مدينة السفيرة الاستراتيجية، الأمر الذي اعتبرته «أحرار الشام» فرصة لبدء معاركها على محاور كانت هادئة، خصوصا أن «جبهة النصرة» قامت بنقل عدد كبير من قواتها من محاور حلب إلى ريف إدلب ومنطقة الغاب في ريف حماه، ومناطق ريف اللاذقية الشرقي، وهي تخوض معارك عنيفة ضد محاولة الجيش السوري والفصائل التي تؤازره التقدم والسيطرة على تلال جب الأحمر المطلة على سهل الغاب، والتي تمكن الجيش السوري من السيطرة على ثلاثة مرتفعات فيها، والتمركز فيها استعدادا لاستكمال السيطرة على المنطقة، وفق مصدر ميداني.
إلى ذلك، ذكرت مصادر ميدانية أن الفصائل المسلحة شنت هجوما عنيفا على قرية المشيك في منطقة الغاب، بالتزامن مع هجوم عنيف جديد على مطار أبو ضهور العسكري المحاصر في ريف إدلب، والذي ارتفعت وتيرة الهجمات عليه خلال الأسبوع الحالي.
علاء حلبي