افراسيانت - من ربيع يحيى -" المنار المقدسية " - تتحدث تقارير عن دعم لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية (أيباك) حملة تقودها شخصيات سياسية أمريكية، تحمل اسم “مواطنون من أجل إيران خالية من السلاح النووي”، وأن تلك الحملة التي ستتكلف ملايين الدولارات، هدفها الضغط على الكونجرس الأمريكي لعرقلة الاتفاق النووي مع إيران، على أن تشمل تلك الحملة إعلانات بالصحف والمواقع الإلكترونية وشبكات التلفزة ضد الاتفاق، الذي تم التوقيع عليه الثلاثاء 14 تموز/ يوليو.
وعبر محللون إسرائيليون عن اعتقادهم بأن قرار لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية، والذي عكسته وثيقة نشرتها بشأن الاتفاق النووي، تعني أنها “بدأت الحرب على الرئيس باراك أوباما، من أجل تحقيق هدف مستحيل”، على حد قولهم.
وبحسب التحليل الذي نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة (هأرتس) مساء الجمعة، فإن السباق على وصف الاتفاق النووي بأنه “كارثة تاريخية”، يصب لصالح الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي أطلقت هذا الوصف، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشي يعلون، ووزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف، ووزير التعليم نفتالي بينيت، ولكنه لا يضاهي وصف السيناتور الجمهوري “ليندسي جراهام”، عضو لجنة القوات المسلحة بالكونجرس، والذي وصفه بـ”حكم الإعدام ضد إسرائيل”.
وتقول الصحيفة إن روبرت كوهين، رئيس لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية (أيباك) أرسل وثيقة إلى جميع أعضاء اللوبي اليهودي الأمريكي الموالي لإسرائيل، هي الأكثر حدة، وأنها أشارت إلى أن “الاتفاق لا يلبي الحد الأدنى من التسوية المنشودة”، واصفة الوثيقة بأنها “تحتوي على عبارات تعلن الحرب الصريحة على إدارة أوباما والعالم”، على حد وصفها.
وورد في الوثيقة أنه “على الكونجرس رفض الاتفاق وحث الإدارة على العمل مع حلفائها للحفاظ على الضغوط الدولية المفروضة على إيران”، داعية إلى “بدء نقاش فوري حول السبل المتاحة لغلق جميع الطرق أمام إيران لامتلاك السلاح النووي”.
وأشار المحللون إلى أنه على افتراض أن اللوبي الإسرائيلي سينجح في التغلب على الرئيس الأمريكي في الكونجرس، وهو أمر صعب، فإن هناك شكوكا في أن يخضع أوباما لإرادة هذا اللوبي، أو أن يعمل على تشديد العقوبات، وأنه من غير الممكن أن تستجيب دول مثل الصين وروسيا لهذا الموقف.
وانتقد المحللون الحملات التي يقودها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وقالت إنه لم يعد من الممكن تغيير الواقع، وأن السيناريو المنتظر هو أن تلتزم طهران بالاتفاق النووي، أو انتظار فوضى هائلة ستنجم عن انتهاك الاتفاق، بما في ذلك بدء حرب مدمرة بقيادة الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ووصفت الصحيفة الوثيقة التي وزعتها لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية بأنها تشبه (الأمر 8) الخاص بالاستدعاء الفوري لجميع قوات الاحتياط الإسرائيلية، وأنه سيتسبب في أن تقوم الجالية اليهودية الأمريكية بمراجعة مواقفها تجاه الرئيس أوباما والحزب الديمقراطي، مضيفة أن بعضهم سيفضلون الابتعاد عن الصخب الذي يحدثه معارضو الاتفاق، ولكن بعضهم ربما يتخذ خطوات وينتقل إلى تأييد المعسكر الجمهوري.
وتقول الصحيفة إن رجل الأعمال اليهودي الأمريكي “شيلدون أديلسون” هو “القاسم المشترك في جميع محاولات الحشد اليهودية ضد الاتفاق، والتظاهرات المرتقبة في 22 تموز/ يوليو الجاري، وأنه منسق هذه الفاعليات ما بين مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالقدس، وبين مقار الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية”.
ذهب المحللون إلى أن الأضرار التي ستلحق بالجالية اليهودية ووضع إسرائيل أمام قرابة نصف الشعب الأمريكي، ستشكل خطورة كبيرة مستقبلا، وأنه في حال لم تكن أنشطة (أيباك) الحالية بهدف الضغط مقابل الحصول على المزيد من الدعم العسكري والأمني لإسرائيل فحسب، فإن الأمر يعني أنها تشن حرب خاسرة ضد الرئيس الأمريكي. وبحسب الصحيفة، “تحمل هذه الحرب مصالح شخصية خفية وخطوات متوارية عن الأنظار، وتتجاهل الواقع الذي نجم عن التوقيع على الاتفاق النووي”.