محاولات خارجية لافتعال ما يسمى "قضية تتار القرم" واضطهاد هذا المكون!!!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - تتار القرم مكون أساسي أصيل لسكان شبه جزيرة القرم، يتمتعون بحقوق وعليهم واجبات على قدم المساواة مع بقية مكونات الاقليم، المحاولات الخارجية لافتعال ما يسمى "قضية تتار القرم" حول اضطهاد هذا المكون الإثني لا تلقى أصداء في الوسط التتاري نفسه.

 
لم تتوقف وسائل الاعلام التابعة للغرب الاطلسي من شن الحملات التي تهدف الى تشويه صورة روسيا سواء في تعاملها مع الداخل الروسي اومع الخارج ,


وغالبا ما تكون عودة شيه جزيرة القرم الى روسيا مادة رئيسية في الادعاءات التي تنطلق ضد روسيا . 


في المؤتمر الذي جاء بمناسبة وعنوان "15 عاما من الشراكة بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي"، وشارك في أعماله، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، والممثل الدائم لروسيا لدى المنظمة، رمضان عبد اللطيبوف، والممثل الخاص لوزير الخارجية الروسي لدى منظمات الدول الإسلامية، سفير المهام الخاصة، كونستانتين شوفالوف وغيرهم. جاء ما يفند كل تلك الادعاءات .


وكانت روسيا قد انضمت بصفة دولة مراقبة، نهاية يونيو 2005، خلال أعمال المؤتمر الـ 32 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في صنعاء (وكانت المنظمة حتى 2011 تحمل اسم منظمة المؤتمر الإسلامي).


وشدّد الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمة، رمضان عبد اللطيبوف، على أن "الانضمام إلى أكبر منظمة دولية بعد هيئة الأمم المتحدة أصبح نقطة بارزة في استعادة العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي"، حيث أن روسيا تشارك المنظمة في رؤيتها للإسلام المعتدل وضرورة الحوار بين الأديان، والعمل بفعالية لمكافحة التطرف والإرهاب. من جانبها تهتم المنظمة بالتعرف على تجربة روسيا في التعايش السلمي بين الأديان والقوميات. 


كما أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، أن المنظمة تولي اهتماما كبيرا بالتعاون مع روسيا، وتأمل في مواصلة الحوار. حيث قال إن "روسيا هي الشريك الأهم للمنظمة، وتسهم إسهاما كبيرا في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي"، وتابع: "إننا نقدر المساحة القانونية للمواطنين المسلمين في روسيا، والقادرين على أداء شعائرهم بحرية. حيث أن الإسلام عنصر تاريخي مهم في التراث الثقافي لروسيا، حيث يعيش 20 مليون مسلم. بالإضافة إلى ذلك فإن روسيا مجاورة لعدد من الدول الإسلامية".


وقال العثيمين إن العلاقات القوية بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي تسهم إسهاما كبيرا في تنمية الإمكانات الفكرية للطرفين، وتساعد في تعزيز العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، وهي العلاقات التي واجهت في السنوات الأخيرة بعض الصعوبات في مجال الإرهاب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، التي فاقمتها جائحة كورونا.


أما رئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف، والذي يشغل أيضا منصب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، والذي تلا كلمته نيابة عنه نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، فاريت موخاميتشين، فأكّد على أن تتارستان تفخر بمساهمتها في تطوير العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث أن الدول الإسلامية هي الشريك التقليدي لروسيا في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات، بينما تتعاون روسيا والمنظمة لضمان الاستقرار والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي. 


أما الممثل الخاص لوزير الخارجية الروسي لدى منظمات الدول الإسلامية، سفير المهام الخاصة، كونستانتين شوفالوف، فقد قال إن منظمة التعاون الإسلامي "ليست فقط أكبر منظمة دولية بعد هيئة الأمم المتحدة، ولكنها أيضا الرابط الوحيد بين الدول على أساس المجتمع الديني والحضاري"، مؤكّدا على أن التنوع الحضاري "لا يزال شرطا مسبقا للتنمية البشرية".


كذلك أشار شوفالوف إلى أن علاقات روسيا مع دول العالم الإسلامي، منذ قرون، ذات طابع تاريخي، واكتسبت في السنوات الأخيرة سمات الشراكة بين الحضارات. وذكر أن منظمة التعاون الإسلامي هي منظمة سياسية تضع على قمة أولوياتها حل مشكلة القدس وفلسطين، بينما يوفر اعتراف روسيا بدولة فلسطين دولة مستقلة، أساسا متينا لتنمية العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي ككل، ومنظمة التعاون الإسلامي على نحو خاص.


وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن العمل في هذا الاتجاه من قبل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، منصة صلبة لتقارب موقف روسيا مع الدول الإسلامية.


دعوة إلى إردوغان للقاء وفد من ممثلي تتار القرم للإصغاء لأرائهم


رئيس الجمعية الوطنية الثقافية الإقليمية لتتار القرم يقول إن على القادة الأتراك أن يصغوا إلى أصوات سكان شبه الجزيرة، ويدعو إردوغان للقاء وفد من ممثلي تتار شبه الجزيرة. 


فقد دعا رئيس الجمعية الوطنية الثقافية الإقليمية لتتار القرم، إيفاز عمروف، الرئيس التركي للقاء وفد من ممثلي تتار شبه الجزيرة.


وقال عمروف لوسائل اعلام روسية، إن "على القادة الأتراك أن يصغوا إلى أصوات سكان شبه الجزيرة ليطلعوا على أوضاعهم بدلاً من الإصغاء فقط إلى ما يصدر من كييف". 


ويأتي هذا الموقف بعدما أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن دعمه لـ"منصة القرم" الأوكرانية عقب محادثات مع نظيره الأوكراني في اسطنبول الشهر الماضي.


ووفقا لإردوغان فإن "تركيا تدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وموقفها المبدئي هو عدم الاعتراف بما وصفه ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا".


وكان إردوغان أكّد في السابق دعم أنقرة لـ"منصة القرم" التي تهدف أوكرانيا من خلالها إلى "توحيد المجتمع الدولي حول شبه الجزيرة".


وفيما تغيب الاتهامات لاوكرانيا باضطهاد الاقليات يجئ تحذير الامم المتحدة لاوكرانيا  من قمع لغات الأقليات.


فقد أعلن سيف ماغانغو المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن المفوضية حذرت أوكرانيا باستمرار من ممارسة التمييز ضد الأقليات القومية في البلاد ولغاتها. 


وقال ماغانغو : "تقوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمراقبة وضع الأقليات القومية والحقوق اللغوية، بما في ذلك الأوكرانيين الناطقين بالروسية، وقد أعلنت عن نتائجها وتوصياتها في التقارير العامة السابقة، وكذلك في موجز تحليلي بشأن قانون لغة الدولة. نحذر باستمرار من المعاملة غير المتساوية للغات الأقليات في المجالات العام.


وأضاف: "نحن على علم بمشروع قانون مسجل مؤخرا في البرلمان الأوكراني يضم تعديلات على قانون أوكرانيا "المتعلق بالتعليم"، ونقوم حاليًا بتحليل أحكامه".


وسجلت ناتاليا بيبا عضو البرلمان الأوكراني في نهاية سبتمبر الماضي مشروع قانون يحظر استخدام أي لغة غير الأوكرانية في المدارس في أوكرانيا، بما في ذلك أثناء فترات الراحة.


"فورين بوليسي": أوكرانيا تنتهك حريات الناس وتضطهد الناطقين باللغة الروسية


أشارت صحيفة "فورين بوليسي" إلى انتهاك حرية الدين والصحافة في أوكرانيا، وتعرض متحدثي اللغة الروسية للاضطهاد، سواء من خلال المواقف تجاه اللغة أو الثقافة أو التاريخ أو الدين. 


وذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة رود نيكولاي بيترو، في المقال أنه لا يتم الاعتراف بالروس في أوكرانيا باعتبارهم السكان الأصليين للبلاد أو حتى أقلية، ولهذا السبب لا يمكنهم الاعتماد على حماية تراثهم الثقافي أو لغتهم، وهو ما يتناقض مع المادة 10 من الدستور الأوكراني.


وبالإشارة إلى الدراسات الاستقصائية، يشير عالم السياسة إلى أن نسبة الأوكرانيين الذين يعتبرون الروس والأوكرانيين شعبا واحدا قد انخفضت مؤخرا بشكل حاد، لكن عدد أولئك الذين يلاحظون التمييز المنهجي ضد المتحدثين باللغة الروسية في أوكرانيا قد زاد.


وقال بيترو في مقال بصحيفة "فورين بوليسي" بعنوان "أوكرانيا لديها مشكلة مع الحقوق المدنية” إن "التوتر المحيط بحقوق الأقليات لن يتفاقم إلا بعد انتهاء النزاع".


ويشير المقال أيضا إلى أنه منذ بداية النزاع في أوكرانيا، يُزعم أن الحرية الدينية "اتخذت منعطفا نحو الأسوأ" بالنسبة للجماعات المرتبطة ولو رمزيا بموسكو.


ويؤكد الكاتب أن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التي يُنظر إليها في كييف على أنها عميل مزعوم للنفوذ الروسي، "تلقت الضربة الأشد خطورة في هذا الاضطهاد".


ورأى أستاذ العلوم السياسية نيكولاي بيترو أنماطا مماثلة في قضية حرية الصحافة في أوكرانيا، لافتا إلى أن المجلس الذي تم إنشاؤه في مارس، يمكنه الآن دراسة محتوى جميع وسائل الإعلام الأوكرانية قبل النشر، وحظر ما يعتبره "تهديدا للأمة" وإصدار توجيهات إلزامية لوسائل الإعلام.


وتم اقتراح معظم هذه القوانين التقييدية قبل عام 2022 بوقت طويل، ولكن منذ العملية العسكرية الروسية، تم تسريع تنفيذها لتحفيز ما يحب القوميون أن يطلقوا عليه حقبة "ما بعد الاستعمار" الجديدة في التاريخ الأوكراني. ومع ذلك، من المرجح أن يكون مثل هذا التحول "عملية طويلة ومكلفة وخطيرة"، بحسب ما جاء في المقال.


وبعد الانقلاب في أوكرانيا، بدأت سلطات البلاد في القتال ليس فقط ضد التاريخ السوفيتي، ولكن أيضا ضد كل ما يتعلق بروسيا واللغة الروسية، وفي عام 2019، اعتمد البرلمان الأوكراني قانون "بشأن ضمان عمل اللغة الأوكرانية كلغة الدولة".


وبعد بدء العملية الخاصة الروسية تفاقم الوضع مع انتهاك حقوق المواطنين الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وصرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سابقا، بأن السلطات الأوكرانية اتبعت لسنوات عديدة مسارا عدوانيا ضد الناطقين بالروسية وسياسة الاستيعاب القسري، متهما المنظمات الدولية بتجاهل التمييز ضد الأقليات القومية وخاصة ضد الشعب الروسي. 


روسيا والاسلام :روسيا دولة يسكنها نحو 17 مليون مسلم، ومن المتوقع أن يبلغ عدد المسلمين فيها بحلول عام 2030 نحو 18,556,000 مليون مسلم. وهناك مؤشرات تدل على هذا النمو في عدد المسلمين، والسبب الأساسي لذلك هو أن المناطق التي يسكنها المسلمون تشهد معدلات ولادة مرتفعة مقارنة بالمناطق التي يسكنها الروس. على سبيل المثال، نرى أن أعلى نسبة ولادة في عام 2024 كانت في الشيشان، وهذا دليل على أن روسيا ستزيد ارتباطها بالعالم الإسلامي، ليس فقط بسبب زيادة عدد المسلمين؛ بل أيضًا بسبب الإستراتيجية التي رسمتها وزارة الخارجية الروسية، والتي تعتمد على التوجه نحو الشرق، أي نحو الدول الإسلامية، وهذه الأمور تعد مهمة لروسيا لمواجهة الضغوط الغربية.


في التسعينيات، كانت روسيا بعيدة كل البعد عن التوجه نحو الشرق، حيث كانت هناك إستراتيجية واضحة من إدارة الرئيس السابق لروسيا بوريس يلتسين لجعل روسيا تتوجه نحو الغرب، وتتحول إلى دولة ذات توجه داعم للسياسات الأوروبية. وحتى في عهد فلاديمير بوتين، لفترة معينة، رأينا هذه السياسة. ولكن منذ عام 2014، بدأت هذه السياسة تتغير تدريجيًّا، وحتى عام 2022، تغيرت السياسة الروسية تغييرًا كاملًا، وتحولت إلى سياسة عدائية ضد الغرب، بسبب عداء الغرب تجاه روسيا فيما يتعلق بالملف الأوكراني، الذي يرتبط ارتباطًا أساسيًّا بالسياسات الحالية للرئيس الروسي، الذي بدأ بتغيير ملامح روسيا.


السياسة البوتينية ترسم بوضوح صورة جديدة لروسيا، وهي أن الغرب تخلى عن روسيا وخذلها، ولذلك فإن الطريق الصحيح هو التوجه نحو الشرق وليس الغرب. وإستراتيجيًّا، يمكن القول إن روسيا سوف تستفيد من هذا التوجه في السنوات المقبلة، خاصةً في الملف الاقتصادي، الذي يعد من أهم الملفات التي تمتلكها الدول الإسلامية، مثل ملف النفط والغاز، وحتى التجارة.


كما أن التوجه نحو الشرق يعزز التعاون الثقافي والديني مع العالم الإسلامي، مما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا تسعى إلى تعزيز موقفها في المنظمات الدولية التي تضم دولًا إسلامية، مما يمكن أن يسهم في تحقيق توازن في مواجهة الضغوط الغربية. باختصار، يمكن القول إن روسيا ترى في العالم الإسلامي شريكًا إستراتيجيًّا يمكن أن يساعدها على تحقيق أهدافها المستقبلية على مختلف الأصعدة.


ومع ذلك، يبقى كثير من الأسئلة عن تأثير المسلمين في السياسات الخارجية لروسيا، وهل سيزداد هذا التأثير في السنوات المقبلة؟ حتى الآن، لا يوجد حزب سياسي أو تيار سياسي يمثل المسلمين في روسيا تمثيلًا واضحًا، باستثناء الجمهوريات مثل الشيشان وتتارستان، اللتين تعدان أهم صلة ربط بين روسيا والعالم الإسلامي في السنوات القليلة الماضية.


تتارستان- على وجه الخصوص- تضطلع بدور مهم في تعزيز التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي. تتمتع هذه الجمهورية بعلاقات اقتصادية وثقافية قوية مع كثير من الدول الإسلامية. على سبيل المثال، تستضيف تتارستان- دوريًّا- فعاليات ومنتديات اقتصادية إسلامية، مثل “قمة قازان” التي تجمع بين قادة الأعمال والمستثمرين من الدول الإسلامية وروسيا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.


تتارستان تستخدم قوتها الناعمة لتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية مع الدول الإسلامية. وتستقبل جامعاتها كثيرًا من الطلاب من الدول الإسلامية، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والفكري. كما أن الحكومة التتارستانية تنظم فعاليات ثقافية ودينية تجمع بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، مثل “المؤتمر الإسلامي الدولي” الذي يعقد سنويًّا في قازان.


بالإضافة إلى ذلك، تضطلع تتارستان بدور رئيس في مبادرات التعاون الاقتصادي الإسلامي في روسيا. على سبيل المثال، تتارستان كانت من أوائل الأقاليم الروسية التي تبنت نظام التمويل الإسلامي، مما جذب الاستثمارات من الدول الخليجية وغيرها من الدول الإسلامية. كما أن شركاتها تعمل على تطوير منتجات وخدمات تتوافق مع الشريعة الإسلامية، مثل الخدمات المصرفية.


هذا التعاون يمتد أيضًا إلى المجالات السياسية والدبلوماسية. في عام 2022، وقعت تتارستان عدة اتفاقيات تعاون مع دول إسلامية، منها اتفاقيات في مجالات الطاقة، والتكنولوجيا، والتعليم. هذه الاتفاقيات تعزز موقف روسيا على الساحة الدولية، وتدعم توجهها نحو تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي.


التعاون بين الشيشان والعالم الإسلامي.. دور رمضان قديروف


تعد جمهورية الشيشان واحدة من أهم المناطق في روسيا التي تضطلع بدور محوري في تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي. تحت قيادة الرئيس رمضان قديروف، نجحت الشيشان في بناء جسور قوية مع كثير من الدول الإسلامية، مما يعكس تحولًا إستراتيجيًّا في السياسة الخارجية الروسية نحو تعزيز التعاون مع العالم الإسلامي. وسوف نستعرض هنا دور قديروف في هذا السياق، والدول الرئيسة التي تشارك في هذا التعاون، والملفات المهمة التي تم الاتفاق عليها، وأسباب اختيار الشيشان حليفًا إستراتيجيًّا.


دور الرئيس رمضان قديروف


الرئيس رمضان قديروف، الذي تولى رئاسة الشيشان منذ عام 2007، يتمتع بشخصية قوية جعلته شخصية محورية في تعزيز العلاقات بين الشيشان والدول الإسلامية. قديروف، المعروف بولائه العميق للإسلام، وتعزيز الهوية الإسلامية في الشيشان، استغل منصبه لبناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية مع كثير من الدول الإسلامية، وزار كثيرًا من الدول الإسلامية، والتقى بزعمائها، مما عزز من مكانة الشيشان بوصفها جسرًا بين روسيا والعالم الإسلامي.


الملفات الرئيسة للتعاون


تغطي اتفاقيات التعاون بين الشيشان والدول الإسلامية مجموعة واسعة من المجالات، من أبرزها:


•    التعليم: تستقبل الشيشان كثيرًا من الطلاب من الدول الإسلامية للدراسة في جامعاتها ومعاهدها الدينية. كما يُرسَل الطلاب الشيشانيون للدراسة في الدول الإسلامية، مما يعزز التبادل الثقافي والفكري.


•    الثقافة والدين: تنظم الشيشان كثيرًا من الفعاليات الثقافية والدينية التي تجمع بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، ومن أبرز هذه الفعاليات “المؤتمر الإسلامي الدولي”، الذي يعقد سنويًّا في قازان.


•    الاقتصاد: تم توقيع كثير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي، تشمل الاستثمارات المشتركة في البنية التحتية، والطاقة، والتجارة. كما يتم تعزيز التعاون في مجال السياحة الدينية.


•    الأمن: تضطلع الشيشان بدور مهم في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. وتشترك الشيشان مع الدول الإسلامية في تبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال؛ مما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.


لماذا الشيشان؟


تعد الشيشان شريكًا مهمًّا للدول الإسلامية لعدة أسباب، منها:


•    الهوية الإسلامية: تتمتع الشيشان بتاريخ طويل وعميق من الإسلام؛ مما يجعلها نقطة جذب طبيعية للدول الإسلامية التي تسعى إلى تعزيز العلاقات مع المناطق المسلمة في روسيا.


•    القيادة القوية: تحت قيادة قديروف، أظهرت الشيشان قدرة على تنفيذ مشروعات تعاونية فعالة؛ مما يعزز ثقة الدول الشريكة في التعاون معها.


•    الموقع الإستراتيجي: تقع الشيشان في منطقة إستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي؛ مما يجعلها جسرًا طبيعيًّا للتعاون بين الجانبين.


تحولات العلاقات الروسية مع العالم الإسلامي.. تفاعلات متعددة الأبعاد


مع أن التركيز التقليدي في النظام المتعدد الأطياف للعلاقات الخارجية لروسيا مع دول العالم الإسلامي كان ينصب على العلاقات الثنائية، فقد شهدت هذه العلاقات تطورات ملحوظة منذ انضمام روسيا  بصفة دولة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي عام 2005. هذا الانضمام سمح بتحول العالم الإسلامي إلى كيان متفاعل على نحو مستقل مع موسكو؛ مما أسهم في تعميق الروابط المتبادلة، وتوسيع نطاق المشاركة الروسية في جدول أعمال العالم الإسلامي. وقد أسرع تزايد تأثير الأمة الإسلامية الروسية ونفوذها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من عملية التقارب هذه.


التاريخ والتأثير الثقافي


لا يمكن تجاهل البعد التاريخي العميق للعلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، الذي يمتد إلى عام   991 م، حين استجاب الخليفة البغدادي “المقتدر بالله” لنداء حاكم “بلغار الفولغا”، الراغب في اعتناق الإسلام دينًا رسميًّا لدولته، وكانت السفارة التي قادها أحمد بن فضلان مفصلية، ولم تكن مجرد حدث تاريخي؛ بل تحولت إلى رمز للتفاعل الثقافي والديني بين العالمين.


التحديات والفرص المستقبلية


التوجهات الروسية الجديدة تتماشى مع رؤية شاملة لتعزيز النظام العالمي الديمقراطي والعادل، مما يتطلب تعاونًا متزايدًا وتفهمًا مشتركًا بين روسيا والعالم الإسلامي. هذه العلاقات محورية لدعم الأمن الإقليمي والعالمي، وتنمية التراث الثقافي الغني، الذي يسهم في تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان.


المنتدى الاقتصادي “روسيا- العالم الإسلامي”.. توصيات واتفاقيات إستراتيجية تمهد لمشروعات استثمارية متعددة

 
شهد منتدى قازان الاقتصادي الدولي “روسيا- العالم الإسلامي” في نسخته الخامسة عشرة، انعقاد أكثر من 150 جلسة عمل، وخُتمت الفعاليات بتوصيات إستراتيجية تهدف إلى دفع عجلة التعاون، وتوطيد الروابط الثنائية. تميز المنتدى بتوقيع كثير من اتفاقيات الشراكة التي ترمي إلى تجسيد مشروعات بنيوية واعدة.


تأسيس الهيئة الدولية للتنمية الإقليمية


تم التركيز خلال المنتدى على أهمية تأسيس هيئة دولية للتنمية الإقليمية تشمل الدول الإسلامية وروسيا، وتكون معنية بمجالات البناء والتخطيط الحضري، واستغلال الأراضي، وإنشاء مشروعات عقارية ومدن جديدة، وتهدف إلى تحفيز التبادل التكنولوجي والخبرات، بالإضافة إلى الاستفادة من الأيدي العاملة المشتركة.


المبادرات والمشروعات


“منتدى قازان 2024” كان مسرحًا لإطلاق عدة مبادرات تعنى بتطوير العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية، خاصةً في مجالات البنية التحتية، واللوجستيات، والمجالات المالية، بالإضافة إلى مجالات السياحة، والتكنولوجيا، والتعليم العالي، والإعلام، والثقافة، والرياضة.


تنمية ممر النقل بين الشمال والجنوب


تم التطرق خلال المنتدى إلى مشروع ممر النقل بين الشمال والجنوب، الذي يهدف إلى تسهيل نقل البضائع من روسيا وآسيا الوسطى إلى دول الخليج وجنوب شرق آسيا. أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات خوسنولين، التقدم المحرز في تنفيذ هذا المشروع، مع توقيع اتفاقيات مهمة لتوسيع شبكة السكك الحديدية إلى مواني الخليج العربي.


الرؤية المستقبلية والتعاون المتجدد


خلص المنتدى إلى أن التعاون المتعدد الأبعاد بين روسيا والعالم الإسلامي يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشددًا على ضرورة الاستثمارات في مجال البنية التحتية واللوجستية، وأن توجيه الاستثمارات الكبرى والتعاون الفعال بين الطرفين يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية المستدامة والمشاركة الاقتصادية على مستوى عالمي.


شدد المنتدى أيضًا على الحاجة إلى إزالة العقبات التجارية، وإنشاء نظام تجاري تفضيلي بين روسيا والدول المشاركة؛ ما يعد تقدمًا في تسهيل التبادل التجاري والاقتصادي. من الجدير بالذكر أن النظام المصرفي الإسلامي في روسيا قد تطور أيضًا، مع تعميم الخدمات المصرفية الإسلامية التي كانت مقتصرة على بعض المناطق، مثل تتارستان، والشيشان، وداغستان؛ مما يفتح المجال أمام مزيد من التعاون الاقتصادي والمالي بين روسيا والدول الإسلامية.


الاستنتاجات

 
في الأفق المستقبلي للعلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، نرى توجهًا نحو تعميق التعاون الإستراتيجي الذي يمتد عبر مختلف المجالات، من الاقتصاد والتجارة إلى الثقافة والتكنولوجيا. الجسور التي تُبنى اليوم لا تُعزز الروابط الثنائية فقط؛ بل تفتح آفاقًا جديدة لتحالفات إقليمية قد تغير ملامح السياسة الدولية.


المبادرات الحديثة مثل المنتدى الاقتصادي “روسيا- العالم الإسلامي”، والدور النشط الذي تضطلع به روسيا في منظمة التعاون الإسلامي، تشير إلى رغبة موسكو في استثمار مواردها وقدراتها في إقامة شراكة مستدامة مع الدول الإسلامية. هذه الشراكة لا تهدف إلى تحقيق منافع اقتصادية فقط؛ بل تسعى أيضًا إلى إيجاد قاعدة قوية للحوار الثقافي والحضاري.


تشكل هذه التطورات بارقة أمل لمستقبل يشهد تعاونًا أكثر فاعلية بين الشرق والغرب، حيث يمكن أن تكون روسيا الجسر الذي يربط أوروبا بالشرق الأوسط وما وراءه. من خلال تعزيز الفهم المتبادل وتبادل الخبرات والتكنولوجيا، يمكن للطرفين تجاوز التحديات المشتركة، مثل الأمن الإقليمي، والتنمية المستدامة، والتحول الرقمي.


من المتوقع أن يسهم التقارب بين روسيا والعالم الإسلامي في تعزيز الاستقرار العالمي، وفتح أبواب جديدة للتقدم في عصر يتسم بالتغيرات السريعة، والتحديات المعقدة. مع توسع الروابط الاقتصادية، وتعميق الحوار الثقافي والعلمي، تتكون ملامح مستقبل يعد بكثير من الفرص لكل من روسيا والدول الإسلامية لتحقيق التنمية المتبادلة، والرخاء المشترك. 

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology