افراسيانت - بقلم: د. هشام عوكل استاذادارة الازمات والعلاقات الدولية - في عالم السياسة إذا لعنت إسرائيل ووصفتها بالاحتلال العنصري ينظرون إليك كأنك أحرقت شهادة المواطنة الدولية لكن إذا صحّيت الصبح وقررت تسوي دبّة على حدود تل أبيب تنهال عليك المنح والمساعدات وتصير ابن العالم المتحضر كما قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد زيارته لإسرائيل:
"لقد ذهبت إلى أبعد مدى من أجل السلام... وذهبت إلى العدو"
والعدو هنا مش إسرائيل بل العزلة الدولية.
العالم اليوم عنده قاعدة ذهبية من يخطب ودّ إسرائيل يخطب ودّ واشنطن ويخطب ودّ البنك الدولي ومن يدير ظهره لتل أبيب ياكلها على رأسه خذ عندك نموذج بسيط إيران سيدة الرفض العلني لإسرائيل والنتيجة؟ حصار اقتصادي تخريب داخلي اغتيالات في وضح النهار وكأن البلد تحوّل إلى ملعب تدريب للموساد .
فتّاح باشا التطبيع
العجيب أن إسرائيل اليوم صارت مثل بطاقة التموين في بغداد أيام الحصار إذا عندك تعيش وإذا ما عندك تاكلها بملح .
شوف السودان اللي كان رافع شعار لا صلح لا اعتراف لا تفاوض أول ما نطّق كلمة تطبيع رفعوا عنه اسم اإرهاب وكأنهم غلطانين بالتهمة ولسه عندك المغرب اللي كان يهمس بفلسطين وفجأة صار يوزع حبّات تمر بالتطبيع النتيجة؟
اعتراف أمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ببلاش؟ لا طبعاً كل شي بثمن لكن الدفع هنا مش بالدولار بل بالتنازل عن خطاب العداء لإسرائيل كما قال هنري كيسنجر يوماً:
"أمريكا لا تملك أصدقاء... أمريكا تملك مصالح"ومصالحها تمشي من شباك السفارة الإسرائيلية
ترامب... سفير إسرائيل في البيت الأبيض
الواقع أن القصة صارت أوضح مع قدوم دونالد ترامب ما عنده لا تكتيك ولا استحياء بل يصرّح بالواضح والشفاف:
"أنا نقلت السفارة إلى القدس، واللي قبلي وعدوا وما نفذوا... أنا نفذت!"
ويضيف في خطاب انتخابي :
"ما من رئيس خدم إسرائيل كما فعلت أنا... ولو لم أكن رئيساً، لكانت إسرائيل انتهت ٫ترامب وضع النقاط على الحروف اللي يحب إسرائيل أمريكا تحبه واللي يزعلها أمريكا تهشّ عليه مثل كلب الشارع ولم يخجل من تصريحه الصادم:
"السعودية لم تكن لتبقى أسبوعاً لولا حمايتنا. لكننا نطلب منهم فقط شيئاً صغيراً... أن يتقربوا من إسرائيل"
الخلاصة؟ إذا أردت أن تُقبل في نادي الكبار فالعنوان معروف تل أبيب شارع التطبيع الدولي........هل انا مخطئ ؟
● زاوية حادة تترك لكم سؤال
في هذا الزمن صار التطبيع مش مشروع سلام بل مشروع غسيل سمعة دولي تدخل إسرائيل من الشباك ويخرج ملف حقوق الإنسان من الباب صار الحُكم بسيطاً إن أردتَ رفع العقوبات تطبع إن أردتَ القرض تطبع إن أردتَ الاعتراف تطبع أما من بقي على موقفه سواء كان مبدئياً أو عناداً فمصيره واحد الإقصاء أو التأديب أو التدمير الذاتي برعاية الـ CIA هل هذة الحقيقة الراسخة بعد ان دمر العالم العربي لصالح الاستلام برفع شعار السلام اولا.........؟