افراسيانت - لروسيا وتركيا مصالح متعارضة ومشتركة ايضا في سوريا. ورغم ان احتمال الخلافات سيظل قائما فيما لو ان التدخلات الغربية خاصة الامريكية منها ظلت تعمل من خلف الستار لتمرير استلااتيجيتها الخاصة .
هذه المسالة باتت مفهومة من كل من روسيا وتركيا على حد سواء.
لقد أثبت الرئيسان بوتين وأردوغان أن بإمكانهما الحديث مع بعضهما.
وهما يدعمان، مع إيران، محاولة لبدء عملية سلام في سوريا. وباعت روسيا لتركيا نظام دفاع جوي متطورا.
لكن القتال بالقرب من الحدود التركية، الذي يضر بأهداف يعتبرها الطرفان حيوية، أدى إلى مهاجمة روسيا من قبل عضو أساسي في حلف شمالي الأطلسي "الناتو". وهذا كاد ان يمثل تطورا خطيرا.قبل ان يتم الاتفاق على التوافق بدل الاختلاف.
اتفقت تركيا وروسيا على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في محاولة لتجنب تصعيد كبير.
في موسكو، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أيضاً على إقامة ممر أمني وتسيير دوريات مشتركة.
تم إعلان الاتفاق بعد نحو ست ساعات من المحادثات بين بوتين وأردوغان في العاصمة الروسية.
وقال الطرفان إن الاتفاق تضمن:
• وقف إطلاق النار ابتداءً من 00:01 بالتوقيت المحلي يوم الجمعة (22:01 يوم الخميس بتوقيف غرينيتش) على طول خط المواجهة.
• إقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمال وستة كيلومترات جنوب الطريق الدولي السريع الرئيسي في إدلب "أم 4"، وهو الطريق الذي يربط المدن التي تسيطر عليها الحكومة السورية في حلب واللاذقية.
• نشر دوريات روسية - تركية مشتركة على طول طريق "أم 4" ابتداءً من 15 آذار/ مارس.
في الوقت نفسه، قال بوتين إنه يأمل أن يمثل هذا الاتفاق "أساساً لإنهاء القتال في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وأن ينهي معاناة السكان المدنيين".
كما حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، سير تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية حول إدلب شمال غربي سوريا.
وجاء في بيان للكرملين ، أنه جرى خلال المكالمة التي صدرت عن الجانب التركي، "تبادل الآراء حول مسائل التسوية السورية، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية للـ5 من مارس 2020 حول إحلال الاستقرار في منطقة إدلب".
وأضاف البيان أن الرئيسين تطرقا أيضا إلى الوضع في ليبيا وجدول الأعمال الثنائي مع التركيز على التعاون التجاري والاقتصادي.
يذكر أن الرئيسين بوتين وأردوغان توصلا خلال لقائهما في موسكو في الـ5 من مارس الماضي إلى تفاهمات بشأن إعلان وقف إطلاق النار في إدلب وإجراءات أخرى لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وعلى الرغم من المواجهات العسكرية في منطقة إدلب لخفض التصعيد، حافظت موسكو وأنقرة على علاقة صحية. فهذه المرة، اتهمت القيادة التركية "الجماعات المتطرفة" بمهاجمة دورياتها.
يشير انعطاف موسكو وأنقرة الحاد، من حالة المواجهة إلى التفاهم المتبادل، إلى أن الطرفين يدركان تكافؤ القوى السائد في المنطقة ويفهمان عدم جدوى المواجهة المسلحة.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن المحادثة الهاتفية بين فلاديمير بوتين والرءيس السوري بشار الأسد التي جرت مؤخرا لم تشهد الاتهامات المألوفة ضد أنقرة (التي تسيطر قواتها بشكل غير قانوني على المناطق الشمالية من البلاد)، ولا الانتقادات التقليدية الشديدة لواشنطن على احتلالها شرقي الفرات وسرقة النفط وغيره من الثروات.
يصعب القول إلى متى سيستمر الوضع الراهن. فحتى الآن، لا دلائل على تصعيد محتمل للأعمال العسكرية في المستقبل القريب. عما بأن أنقرة وواشنطن تلتزمان الهدوء، على الرغم من نشاط دمشق العسكري المحدود في المناطق الجنوبية الغربية من محافظة إدلب، ونشاط المجموعة البحرية الروسية الضاربة بالقرب من الساحل السوري.
بدوره كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد أكد أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم في إدلب السورية، وأن تفاهما كاملا يسود فيما بينهم، معربا عن أمله في إمكانية خفض حدة التوتر هناك.
وقال لافروف في تصريحات للصحفيين في ختام مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن: "الممثلون العسكريون لكل من روسيا وتركيا، المنتشرون ميدانيا في سوريا في منطقة إدلب، يتابعون مستجدات الوضع وهم على تواصل دائم مع بعضهم البعض".
وأضاف: "سمعنا من عسكريينا والعسكريين الأتراك على حد سواء، أن هناك تفاهما كاملا فيما بينهم، وآمل في أن يتمكنوا من طرح أفكار كفيلة بخفض حدة التوتر في المنطقة على أساس الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين رئيسي روسيا وتركيا.
لافروف ايضا شدد على أن فصل المسلحين المستعدين للحوار مع الحكومة السورية، عن الإرهابيين، يمثل مفتاحا لتسوية الوضع في إدلب، وأضاف أن انعدام التقدم على هذا الصعيد أدى إلى توقيع اتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل إدلب، لكن تنفيذ هذا الاتفاق تعثر أيضا رغم نشر نقاط مراقبة تركية هناك.
وأوضح لافروف أن "الإرهابيين استمروا في قصف مواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم الروسية من خلف نقاط المراقبة التركية، الأمر الذي لم يكن ممكنا تركه دون رد، وتصدت القوات السورية بدعم روسي لكل تحرك من هذا القبيل".
الاتفاق مثل خطوة في الاتجاه الصحيح لاغلاق الباب امام التدخلات الغربية التي لا تريد خيرا لسوريا والمنطقة بشكل عام