افراسيانت - ولاء شمالي - يعيش الفلسطينيون الذكرى الثامنة والستين للنكبة وهم أكثر تمسكا بحق العودة للأرض التي هجروا منها قسرا عام 1948.
الأعوام الثمانية والستون من التشرد واللجوء والمعاناة، زادت من إصرار الفلسطيني على التمسك بحقه وجعلت منها بمثابة دستور لا يلزم التأويل أو الالغاء، وليس مجرد شعارات.
وكما ان الشعارات التي ترفع بذكرى النكبة هي ليست شعارات مفصولة عن الواقع وأكد مدير دائرة شؤون اللاجئين احمد حنون في رام الله ان هذا حق مكفول بالقانون، بحسب القرار 194، ينص قرار رقم 194 الصادر بتاريخ 11/12/1948 على إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل. وفيما يلي نص القرار:
"إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل".
والحديث عن حق العودة يعكس عمق الذاكرة الفلسطينية الجمعية والتمسك بها ويعكس تمسك جيل الشباب كحق فردي وقانوني وجمعي والأمر ليس شعارا في إطار الشعارات وانما في اطار التأكيد على هذا الحق.
فالحكومة الاسرائيلية تتنكر لكل الاتفاقات فهي تريد أن تجر الساحة الفلسطينية الى نقطة اللاحل بالتالي تريد من الفلسطينيين ان يستسلموا ويتعاملوا مع ما تفرضه عليهم كحقيقة لتنفذ كل مخططاتها كأمر واقع لا هروب منه، واسرائيل تحاول ان تدفع الفلسطينيين الى الاحباط وزرع اليأس في نفسوسهم .
ولكن بالمقابل، يبين مدير دائرة شؤون اللاجئين ان رفض الفلسطيني لهذه السياسات وانتفاضته ضدها هو امر مهم لمنع اسرائيل من تمرير مخططاتها وتحقيقها بالطريقة التي تريد، فالصمود الفلسطيني يعيق تنفيذ المخططات الاسرائيلية، فالكبار وان ماتوا الصغار لن ينسوا وهذا الحق يورث كما يورث الابناء والاحفاد.
ومن اهم القضايا والمسؤوليات التي تقوم بها دائرة شؤون اللاجئين هي قضية وحدة اللاجئين بالوطن والشتات ورفع الوعي والثقافة فيما يتعلق بموضوع حق العودة والحفاظ على الرواية الفلسطينية وتعزيزها في ظل ما تقوم به اسرائيل من محاولات تهويد واسرلة وتنفيذ مشروعها الصهيوني.
ان الاجيال الفلسطينية توارثت هذا الحلم، ويشير المحلل السياسي احمد رفيق عوض الى ان ليس هناك ما يدعو الى التنازل عنه، وخيبة الامل من الجهود الرسمية الفلسطينية والعربية تجعل من هذا الشعار حقيقي خاصة امام التعنت والتشدد الاسرائيلي، وما يحدث من تغيرات وانتفاضات في الدول العربية المضيفة للاجئين كسوريا ولبنان.
ويعاني اللاجئون الفلسطينيون معاناة انسانية حقيقة، فهم يعانون من واقع اقتصادي وانساني مأساوي، واكتظاظ سكاني ونسبة فقر مرتفعة وبطالة عالية وحرمان من حق التملك والعمل في بعض المخيمات وواقع صحي صعب.
ولكن بعد 68 عاما من النكبة يؤكد المحلل السياسي ان اسرائيل ليست في افضل احوالها، فهي من اكثر المناطق انعداما للأمن بالنسبة لليهود ويوجد فيها صراعات اثنية وعرقية، لا بل وزاد الوضع الامني سوءا وتراجعا، فقد خاضت حرب مع الفلسطينين لمدة 50 يوما وهذا افشل المشروع الامني لديها، وهي ايضا لم تتحول الى دولة رفاه.
وايضا بعد 68عاما الفلسطينيون ليسوا بأفضل احوالهم فما زالت دولتهم غير قائمة وليسوا مجتمعين كلهم على نفس الوطن، وما زالوا منقسمين على انفسهم وحولوا الى يهود العالم العربي فهم مطاردون في كل الدول العربية.
فلا الحركة الصهيونية حققت اهدافها ولا الحركة الوطنية حققت اهدفها في الذكرى الـ 68 من النكبة!!
ومن الجدير بذكره ان عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين بوكالة الغوث الدولية للعام 2015 حوالي 5،49 ملايين لاجئ فلسطيني ما يشكل 43% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين، يعيش حوالي 29% منهم في 58 مخيما بواقع 10 مخيمات في الاردن و9 مخيمات في سوريا و12 مخيما في لبنان و19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة، بحسب جهاز الاحصاء الفلسطيني.