نتنياهو يتوعّد بتشديد القمع.. بـ"كبسة زر"! .. هبّة فلسطين: شهيد كل 10 ساعات وجريح كل 8 دقائق
افراسيانت - السفير - يوماً بعد يوم، تزيد الهبّة الشعبية في فلسطين من مأزق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدأ خطابه التصعيدي يبلغ مستوى هستيريا، كان من تجلياته، يوم أمس، استخدام تعابير «داعشية» من قبيل «سنحيا للأبد بالسيف»، وإطلاق تهديدات وهمية، من بينها الحديث عن تطوير تطبيق على الهواتف الخلوية لمستوطنيه تسمح بقمع الفلسطينيين بـ «كبسة زر»، والتلويح بإجراءات عقابية جديدة إضافية ضد المقدسيين.
ولم يتأخر الردّ الفلسطيني، يوم أمس، على تهديدات رئيس الحكومة الاسرائيلية، إذ نفّذ شابان فلسطينيان عمليتي طعن جديدتين ضد جنود الاحتلال، الذين قاموا باطلاق النار عليهما، ما ادى الى استشهادهما، فيما استشهد فتى في المواجهات المستمرة في مختلف الاراضي المحتلة، ما رفع عدد شهداء الهبّة الجماهيرية منذ مطلع تشرين الاول الحالي الى 62، فضلاً عن مئات المصابين، بحسب حصيلة أولية.
واستشهد فلسطيني متاثراً بجراحه التي اصيب بها برصاص الجيش الاسرائيلي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بعدما حاول طعن جندي اسرائيلي، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي.
كما استشهد فلسطيني آخر بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بعدما طعن اسرائيليا.
واستشهد فتى فلسطيني في السابعة عشرة من العمر بالرصاص في مواجهات مع جنود اسرائيليين في بيت عينون قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، وفق ما افادت الشرطة ومسعفون فلسطينيون.
وقبل ذلك، كانت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية تقدّم حصيلة اولية لشهداء الهبّة الجماهيرية ومصابيها منذ مطلع شهر تشرين الاول الحالي، مشيرة الى ان عدد الشهداء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية تشرين الأول الشهر الجاري بلغ 59 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء الأطفال 14 شهيداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما نسبته 23.7 في المئة من اجمالي عدد الشهداء.
ومن الناحية المناطقية، اكدت الحصيلة الاولية ان الهبّة الجماهيرية وحّدت فلسطين بالدم، مع استشهاد 41 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، و17 في قطاع غزة، من بينهم أم حامل وطفلتها ذات العامين، فيما استشهد شاب من منطقة حورة في النقب داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن معدل ارتقاء الشهداء منذ بداية تشرين الأول الحالي هو شهيد كل 10 ساعات، فيما يصاب كل 8 دقائق مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي ما يخص الإصابات، فقد سجلت حوالي 2100 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي والضرب المبرح والحروق، في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينها 983 إصابة بالرصاص الحي، و906 إصابات بالرصاص المطاطي، بالاضافة إلى أكثر من خمسة آلاف حالة اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع.
الى ذلك، قال مسؤول في الحكومة الاسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح احتمال حرمان بعض الفلسطينيين في القدس الشرقية من حقوق السفر و «المزايا» التي يتمتعون بها رداً على الهبّة الجماهيرية.
وبالرغم من أن تطبيق هذا الاقتراح لا يبدو وشيكا، أو حتى مثمرا سياسيا، فإن مجرد طرحه ينافي المزاعم الإسرائيلية منذ عقود بأن القدس مدينة موحدة يتمتع فيها العرب والإسرائيليون بحقوق متساوية.
وقالت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن هذه الخطوة اذا اتخذت فإنها ستحرم الفلسطينيين في القدس من معظم الحقوق والخدمات الأساسية وتؤدي الى مواجهات.
وأضافت في بيان «هذا توجه غير إنساني وغير قانوني. إن فلسطينيي القدس متجذّرون فيها منذ قرون والاحتلال الإسرائيلي هو الذي حوّلهم عن غير وجه حق إلى (مقيمين) بينما هو الغريب والدخيل الذي سيطر عليها بقوة السلاح ومنع جميع الفلسطينيين باستثناء الذين يحملون هوية القدس من الوصول اليها وحرمهم من ممارسة حقوقهم الدينية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية». وأضافت أن هذا «تصعيد مثير للقلق وخطوة غير انسانية وغير قانونية ويجب وقفها على الفور».
الى ذلك، اعلنت دائرة الاوقاف الاسلامية المسؤولة عن ادارة المسجد الاقصى في القدس ان الشرطة الاسرائيلية منعتها من نصب كاميرات في هذا الموقع الحساس.
وأوضحت دائرة الاوقاف أنها كانت تعمل على نصب كاميرات في المسجد الاقصى «عندما تدخلت الشرطة الاسرائيلية مباشرة وأوقفت العمل والعمال»، مستنكرة ما وصفته «التدخل الاسرائيلي في شؤون عمل الاوقاف في المسجد الاقصى المبارك».
وأضاف البيان ان التدخل الاسرائيلي «دليل على ان اسرائيل تريد تركيب كاميرات تخدم مصلحتها فقط ولا تريد كاميرات لاظهار الحقيقة والعدالة».
في هذا الوقت، عرض نتنياهو، في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أحد الردود على ما أسماه «موجة الإرهاب التي لا تتوقف»، في إشارة إلى الهبّة الشعبية ضد الاحتلال من خلال «كبسة زر» على تطبيق على الهاتف الخلوي.
وقال نتنياهو إنه «يجري العمل في هذه الأيام على تطوير تطبيق يتيح لكل مواطن استنفار قوات الأمن بـ (كبسة زر)، بما يتيح وصولها إلى المكان بشكل أسرع لعزل منفذ العملية».
وشدد نتنياهو على أن سوء استخدام التطبيق سيؤدي إلى اتخاذ إجراءات ضد من يفعل ذلك، مشيرا إلى أن الحديث في هذه المرحلة عن تطوير أوّلي.
وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن تصريحات نتنياهو جاءت ضمن سلسلة من العمليات التي يتم القيام بها من أجل تخفيف الخوف المنتشر في وسط الإسرائيليين في ظل موجة العمليات التي لا تتوقف.
وفي سياق متصل، قال نتنياهو إنه «منذ بدء موجة الإرهاب، فإن المجلس السياسي الأمني الوزاري عقد 8 جلسات». كما تحدث نتنياهو عن تعليمات إطلاق النار، وعن القرار بنصب جدار بين مستوطنة «أرمون هنتسيف» وبين جبل المكبر في القدس المحتلة. وقال إنه «ليس الحديث عن تغيير سياسة، وإنما عن قرار تكتيكي فقط، مثل إضاءة المحاور، وتحصين المواصلات العامة، وإدخال قوات، وتحديد عقوبة حد أدنى لراشقي الحجارة، وإخراج الحركة الإسلامية الشمالية عن القانون، ومصادرة أملاك، وتسهيلات في الحصول على تراخيص سلاح».
وفي حديثه عن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قال نتنياهو إنه «يقوم بتفعيل قوات الأمن في الضفة، ويحرّض في القدس، وأنه ليس معنيا بالمفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة، ويهدد بحل السلطة، ويعمل ضد دولة إسرائيل في توجهه إلى المنظمات الدولية».
وقال نتنياهو إنه يرفض دولة ثنائية القومية. وأكد ان على اسرائيل ان تواصل سيطرتها على المناطق كليا، مضيفاً «للابد نعيش بالسيف».
وشن نتنياهو هجوماً على احزاب المعارضة متسائلاً: «هل تعتقدون ان هناك وصفة سحرية انا اكفر بها؟ يسألونني اذا كنا سنعيش على السيف وللأبد اقول لكم نعم».
كما تطرق إلى التفاهمات التي توصل إليها مع وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، وقال إنه لن يحصل أي تغيير في الوضع الراهن في القدس.