التحفّظ المصري على مشاركة الاخوان المسلمين في حوار المعارضة دفع الائتلاف إلى اتخاذ قرار عدم حضور اجتماع 'القاهرة 2'.
افراسيانت - العرب - محسن عوض - تصاعدت وتيرة الاختلافات الحادة في وجهات النظر التي تشهدها المعارضة السورية، خاصة بعد أن عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا أمره لجهة مقاطعة مؤتمري "موسكو 2" و"القاهرة 2"، ممّا بات ينبئ بمزيد تعقيد الأزمة التي تعيشها المعارضة السورية، في ظلّ الشغور الدائم لمقعد سوريا في جامعة الدول العربية، وتعطل الآليات السياسية لإيجاد الحلول، رغم المحاولات التي تبذلها الأطراف من هنا وهناك للأزمة السورية.
وقد كشف قاسم الخطيب القيادي في المعارضة السورية أن الائتلاف قرر عدم المشاركة في اجتماع "القاهرة 2"، المزمع عقده شهر أبريل المقبل، وفقا لمقررات اجتماع "القاهرة 1"، الذي عقد في يناير الماضي، منوها إلى أن هذا القرار اتخذ على خلفية انسداد أفق الأزمة بين القاهرة وجماعة الإخوان المسلمين، حيث ترفض مصر التعامل سياسيا مع الجماعة، بينما يشكلون جزءا رئيسيا من مكونات الائتلاف.
وسبق للائتلاف أن أصدر بيانا أشار فيه إلى أنّه لم يحضر المؤتمر الذي عقد في القاهرة نهاية يناير الماضي، ولم يشارك في اللجنة التحضيرية التي انبثقت عنه، وأنّ مشاركة أعضاء منه لم تتم بصفتهم ممثلين عنه، بل كانت بشكل شخصي. وأوضح أنه تمت المباشرة بدراسة الإجراءات التي ستتخذ حسب النظام الأساسي.
وكانت مصر قد استقبلت خلال الأيام الماضية وفدا من المعارضة السورية يمثل جناح "التنسيقيين"، وأكدت عزمها عقد الجولة الثانية من اجتماع القاهرة، أملا في التوصل إلى حل سياسي يشمل أطياف المعارضة السورية، في الداخل والخارج، ونظام بشار الأسد.
وأشار الخطيب في تصريح لـ"العرب" إلى أنّ المنع المتوقع لزيارة أعضاء الإخوان في الائتلاف للقاهرة، وتحفّظ مصر عموما على مشاركتهم في حوار المعارضة، من أهم العوامل التي دفعت الائتلاف إلى اتخاذ قرار عدم حضور اجتماع "القاهرة 2" .
وأوضح أن قرار المقاطعة، جاء بعد أيام قليلة من إعلان الائتلاف كذلك عن مقاطعة حوار موسكو للمعارضة السورية أيضا، واصفا المشاركين في مؤتمر روسيا بـ"المعارضة الموالية لنظام الأسد، والتي لا تمثل الشعب السوري، كما أن موسكو قريبة من نظام الأسد بما يؤثر سلبا على دورها السياسي ورعايتها لمؤتمر بهذا الحجم" .
وحول مستقبل المعارضة وصعوبة توحيدها على ضوء مقاطعة الائتلاف لمؤتمري موسكو والقاهرة، أكد ممثل الائتلاف في القاهرة أنّ المعارضة سوف تسعى لتوحيد جهودها بشتى السبل من أجل إسقاط نظام الأسد.
وقال الخطيب لـ "العرب" إنّ الائتلاف لم يتلق دعوة للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في شرم الشيخ السبت المقبل، موضحا أن هناك عدة دول عربية تعارض منح الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية، منها العراق والجزائر والبحرين، وقد هددت بالانسحاب من القمة الماضية التي عقدت بالكويت، حال منح المقعد السوري للائتلاف، وهو ما استجابت له الجامعة العربية، وظل المقعد شاغرا حتى الآن .
وكان هيثم المالح، القيادي في المعارضة السورية، التقى، نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، قبل أسبوعين، وناقش معه أزمة المقعد، ولم يتوصل معه لاتفاق محدد حول تمثيل المعارضة، ولم يحصل منه على وعد بشغل الائتلاف المقعد السوري.
وقد دخلت مصر بفاعلية أكبر على خط الأزمة السورية خلال الفترة الماضية، وتحاول أن توجد نوعا من أنواع التوازن بين أقطاب معارضة الداخل والخارج، أملا في الحد من نفوذ الإخوان وتركيا داخل الائتلاف، وحتى الآن لم تتبلور رؤية أو نتائج حاسمة بشأن غلبة أي من الفريقين.
لكن بعض المراقبين قالوا لـ "العرب" إنّ "التنسيقيين" يتقدمون والائتلاف يتراجع بسبب تصاعد حدة الخلافات في الجسد السياسي للأخير.
وحول تأثير غياب الائتلاف عن القمة العربية، أكد الخطيب أنّ مواقف الدول العربية معروفة من نظام الأسد، وغياب الائتلاف لن يؤثر علي القضية السورية، وكنا نتمنى أن يكون الانسجام العربي أكبر للتوصل إلى حل للأزمة المتصاعدة.