العربي سيبحث مع المسؤولين الجزائريين ملفات الأمن العربي المشترك وإنشاء قوة عربية موحدة لمواجهة التهديدات الإرهابية.
افراسيانت - الجزائر - العرب اون لاين - يزور، اليوم الأحد، الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجزائر، حيث سيلتقي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ومسؤولين جزائريين.
ويتوقع المتابعون أن يكون موضوع تشكيل القوة العربية المشتركة لمواجهة الجماعات المتطرفة على رأس هذه المحادثات.
وقد أكد، أمس السبت، نبيل العربي أن زيارته للجزائر تأتي بهدف معرفة وجهة نظر قادة هذا البلد فيما يتعلق بالتهديدات المحيطة بالمنطقة، وما يمكن القيام به لحماية الأمن القومي العربي.
وكان نائب الأمين العام للجامعة الدول العربية أحمد بن حلي قد أكد في وقت سابق أن موضوع مواجهة الإرهاب الذي تغوّل في المنطقة والذي يهدد عددا من الدول العربية وآخرها الاعتداء الإرهابي الذي ضرب تونس سيكون محورا رئيسيا في محادثاته مع بوتفليقة.
وأوضح أن موضوع الأمن العربي المشترك وكيفية تفعيل المرجعيات الأمنية العربية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب سيكون ضمن أهداف هذا اللقاء.
وتشكيل قوة عربية مشتركة هو مسعى مصري مدعوم من عدة دول عربية، بالنظر إلى التهديدات الكبيرة الناجمة عن تمدد الجماعات المتطرفة في عدد من الدول العربية التي تعاني من غياب الاستقرار السياسي والأمني على غرار ليبيا وسوريا واليمن.
كما تعتبر مصر أن تشكيل هذه القوة ضرورة حتمية للحيلولة دون تدخل قوات غير عربية بالمنطقة، بالنظر إلى التداعيات الخطيرة لذلك على الأمن القومي العربي ككل مستندة في ذلك إلى ما حل بالعراق وليبيا من دمار حينما تدخلت الولايات المتحدة الأميركية فيهما، وهي تتبنى في ذلك مقولة “على الدول العربية نزع أشواكها بأيديها”.
وسيكون لهذا الطرح الأولوية في نقاشات القمة العربية المقرر انعقادها يومي 28 و29 من الشهر الجاري في شرم الشيخ المصرية.
ويرى مراقبون أن الجزائر كما هي الحال بالنسبة إلى الجارة تونس غير مقتنعة بفكرة تشكيل هذه القوة، رغم أنها لم تعلن عن ذلك صراحة.
وترفض الجزائر بشكل قاطع أن يكون لها أيّ قوات تحارب خارج الحدود الجزائرية، بذريعة أن الدستور لا يقر بذلك، فضلا عن رفضها لوجود أيّ قوات أجنبية على حدودها.
نقطة أخرى من المتوقع أن يتطرق لها كل من الرئيس الجزائري والأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو الموقف الجزائري من الأزمة الليبية.
وتملك الجزائر موقفا مختلفا عن معظم دول المنطقة فيما يتعلق بهذا البلد، فهي تصر على رفض أيّ نوع من التدخل الخارجي (حتى وإن كان عربي) للتصدي للمجاميع الإرهابية التي تغلغلت في هذا البلد، وتصر على ضرورة الحوار مع الجماعات الإسلامية للوصول إلى حل سياسي.
وكشفت مصادر عدة، أن الجزائر أجرت على مر الأشهر الماضية لقاءات مع قيادات بارزة في الجماعات الإسلامية وفي مقدمتهم إخوان ليبيا، الذين يتحملون النصيب الأكبر فيما وصلت إليه البلاد من فوضى.
وإلى جانب رفضها لأيّ تدخل أجنبي بذريعة ما وصل إليه الحال عقب تدخل حلف شمال الأطلسي في 2011 للإطاحة بالعقيد معمر القذافي، فهي ترفض أيضا الموقف القائل بضرورة تسليح الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات المتطرفة.
وفي هذا الصدد يقول نبيل العربي في تصريحاته الأخيرة إن هناك خلافا مع الجزائر بشأن تسليح الحكومة الليبية المؤقتة، حيث أن للجزائر تحفظات على هذا الأمر.
ويستغرب العديد من المتابعين الموقف الجزائري حيال ذلك، خاصة وأن الوضع في ليبيا وتمدد الإرهاب سيرتد عاجلا أم آجلا عليها، وبالتالي لا بد من الإسراع في اتخاذ خطوات عاجلة لمنع ذلك.
وللإشارة هنا فإن عديد التقارير الاستخباراتية قد كشفت أن مئات من المتطرفين قد عادوا من كل من سوريا والعراق، فضلا أن العشرات من التونسيين والجزائريين يستمرون في التدفق باتجاه هذا البلد للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وفضلا عن الأزمة الليبية التي ستكون حاضرة بامتياز في لقاء بوتفليقة والعربي، هناك الصراع السوري، حيث تبدي الجزائر موقفا نوعا ما مواليا للرئيس السوري بشار الأسد، وهي من أكثر الرافضين لحصول الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لمقعد سوريا في الجماعة العربية. وهذه المسألة تعد أحد النقاط الخلافية الكبرى بينها وبين عدد من الدول الخليجية.