رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا لا يُخفي تطلعه لفرض الأمر الواقع في طرابلس مستفيدا من انخراطه في المحور التركي- القطري.
افراسيانت - العرب - الجمعي قاسمي - بدأ عبدالرحمن السويحلي المحسوب على المحور التركي القطري في فرض سطوته على العاصمة الليبية طرابلس منذ توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وذلك عبر تصفية حساباته مع خصومه السياسيين، وخاصة منهم النوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الذي أجبر على مغادرة طرابلس.
ورغم أن أبوسهمين هو الذي رشح السويحلي ودعمه لرئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الذي يُعد واحدا من الهيئات الرئاسية الثلاث التي نصت عليها الاتفاقية السياسية الموقعة في الصخيرات المغربية، فإن ذلك لم يشفع له في تحسين علاقاته مع السويحلي التي تدهورت بسبب تباين المواقف حول حكومة الوفاق.
ورأى مراقبون أن السويحلي الذي ينحدر من مدينة مصراتة، لم ينتظر طويلا لحسم خلافاته مع النوري أبوسهمين، حيث سارع مباشرة بعد تعيينه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة إلى الانقلاب على أبوسهمين، ومحاولة اعتقاله تحت عناوين سياسية مُتعددة.
وكشفت مصادر ليبية النقاب لـ”العرب”، أنه خلافا للرواية التي أعلن عنها في وقت سابق حول تسلم حكومة الوفاق لمقر المؤتمر المنتهية ولايته بطرابلس العاصمة، فإنه تم اقتحام المقر وافتكاكه بقوة السلاح.
وقال الناشط السياسي الليبي كمال مرعاش في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن السويحلي قاد بنفسه عملية اقتحام مقر المؤتمر المنتهية ولايته، في فندق “ريكسوس” التي نفذتها قبل خمسة أيام ميليشيا “الحلبوص” التي تأتمر بأوامره.
وتابع أن السويحلي “سعى خلال عملية الاقتحام إلى اعتقال النوري أبوسهمين الذي تمكن من الفرار، والاختباء في أحد المنازل المجاورة، قبل أن يتم تهريبه إلى مدينة زوارة التي وصلها قبل ثلاثة أيام ليحتمي بين أهالي عشيرته”.
وكان النوري أبوسهمين قد أبدى رفضه الاعتراف بحكومة فايز السراج المدعومة دوليا وإقليميا، وسعى إلى منعها وعرقلة جهودها لبسط شرعيتها على العاصمة طرابلس.
واعتبر كمال مرعاش أن ما أقدم عليه السويحلي لم يكن مُستغربا ولا مفاجئا للأطراف الليبية، ذلك أن السويحلي لا يُخفي تطلعه لفرض الأمر الواقع في طرابلس مستفيدا من انخراطه في المحور التركي-القطري.
الجمعي قاسمي