افراسيانت - شهدت زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عُمان فصلاً جديداً في المساعي الإسرائيلية المدعومة أميركيا لتطبيع العلاقات مع الدول العربية ابتداءً من دول الخليج العربي بصدد تحويل الحوار من القضايا الفلسطينية نحو التهديدات الإقليمية التي تمثله إيران من وجهة نظرهم وتمرير "صفقة القرن".
وينظر كل من نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان كحلفاء محتملين في شرق أوسط يعاد تنظيمه حول معارضة إيران ، وأقل اهتماما أو قلقاً (من قبل هذه الدول) بشأن الاحتلال الإسرائيلي المزمن للأراضي الفلسطينية واستعصاء توقيع اتفاق سلام "حيث يأمل المسؤولون الأميركيون في أن تتمكن المملكة العربية السعودية ودول أخرى من الضغط على الفلسطينيين للقدوم إلى طاولة المفاوضات وقبول شروط إدارة ترامب" بحسب قول مصدر مطلع للقدس.
يشار إلى أن نتنياهو تعهد يوم الأحد، 28 تشرين الأول 2018 بعقد اجتماعات إضافية معلنة مع عمان لمتابعة الرحلة التي أعلن عنها بعد انتهائها يوم الجمعة الماضي فيما كان مسؤولين اسرائيليين آخرين يزورون دول خليجية أخرى مثل الأمارات العربية وقطر فيما يدعى الإعلام الإسرائيلي أن من المقرر أن يقوم مسؤولوون إسرائيليون بزيارات متابعة معلنة لدول الخليج في الأيام القليلة المقبلة "للاستفادة من الظروف المتاحة النادرة الآن للكشف عن هذه العلاقات التي طالما جرت سرا في السابق، خاصة بين أجهزة المخابرات لتلك الدول وجهاز المساد الإسرائيلي الذي يحظى بخبرة وإمكانيات فريدة في المنطقة" بحسب المصدر.
ولا يوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع أي دولة عربية ، باستثناء مصر والأردن، ولكنها تشارك سرا الكثير من المعلومات الاستخبارية وتقيم علاقات متينة مع دول في مجلس التعاون الخليجي و "توفر إسرائيل حماية أمنية وتقنية للعديد من المسؤوليين في تلك الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة".
ويعتقد المصدر "من ناحية ثانية ، يقوم نتنياهو من خلال بناء العلاقات مع عُمان ، بفتح قناة خلفية محتملة مع طهران بينما تحاول إسرائيل طرد إيران من سوريا مع انتهاء الحرب هناك".
يشار إلى عُمان كانت بمثابة الوسيط بين الفرقاء المتحاربين في المنطقة ، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران في عام 2013.
وقال نتنياهو "في اجتماعنا الطويل ناقشنا بالتفصيل التحديات التي تواجه الشرق الأوسط. كانت هذه محادثات مهمة - بالنسبة لدولة إسرائيل ومحادثات مهمة للغاية لأمن إسرائيل" مدعيا بأنه "سيكون هناك المزيد".
ويعتقد نتنياهو أن السلطان قابوس بن سعيد سلطان، سلطان عُمان، يستطيع أن يربطه بالقادة الإقليميين الآخرين الذين قد لا يكونوا مستعدين حاليا للاجتماع العلني معه. وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ان بلاده يمكن أن تسهل المناقشات وتقدم أفكارا جديدة لعملية السلام الفلسطينية رغم أن البلاد لم تلعب سوى دور محدود في الماضي كما قال مسؤولون سابقون وحاليون شاركوا في محادثات السلام. وقال علاوي يوم السبت في مؤتمر عقد في البحرين بعد الاجتماع "إسرائيل دولة موجودة في هذه المنطقة ونحن جميعا ندرك ذلك، ربما حان الوقت لكي تعامل إسرائيل بنفس الطريقة التي تعامل بها الدول الأخرى".
واستقبلت عمان نتنياهو بحرارة وعلنا ، حيث عرضت وسائل الإعلام الحكومية صورًا ومقاطع فيديو لرئيس وزراء دولة الاحتلال في مسقط ، الذي شارك بسلسلة من الاجتماعات.
وجاء الاجتماع بعد شهور من المناقشات بين الدبلوماسيين في كلا البلدين لتحقيق الزيارة بحسب قول السيد نتنياهو.
من جهته قال دنيس روس الذي شغل مناصب بارزة في الإدارات الأميركية السابقة ويعمل حاليا كمستشار للواجهة الإسرائيلية "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأحد أن "بغض النظر عن المنافع السياسية للاجتماع داخل إسرائيل - وهي حقيقية وكثيرة- أرى أن هذا مدفوع إلى حد كبير بإسرائيل التي تحتاج إلى إيجاد وسيلة فعالة للتواصل مع الإيرانيين ، وخاصة لأغراض الردع".
وما زالت إسرائيل تواجه تحديات في بناء علاقات مفتوحة مع الدول العربية الأخرى، فقد أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر في البحرين على موقف الرياض بأن العلاقات مع إسرائيل لا يمكن تطبيعها إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
وقد أدانت حماس يوم الأحد زيارة السيد نتنياهو لعمان ووصفتها بأنها "طعنة في ظهرها" وإشارة إلى أن المسؤولين العرب قد تخلوا عن القضية الفلسطينية، فيما استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبعوثً السلطان قابوس في رام الله يوم الأحد لإجراء مزيد من المشاورات وتعهد بتعزيز التعاون مع سلطنة عمان.
وكان قد التقى السيد عباس بالسلطان قابوس في مسقط قبل عدة أيام من زيارة نتنياهو، ولكن العمانيين لم يخبروه بزيارة نتنياهو المتوقعة بحسب قول مصدر دبلوماسي مطلع للقدس في واشنطن.
يشار إلى أن لقاء نتنياهو مع قابوس مع قصف إسرائيلي مركز لقطاع غزة المحاصر، استهدف أكثر من 100 هدف ، كما قامت منظمة "الجهاد الإسلامي" أكثر من 35 صاروخا على إسرائيل يومي الجمعة والسبت ردا على ذلك.
ويعتقد الخبراء أن المسؤوليين الإسرائيليين "يأملون في أن تكون زيارة عمان إشارة على أن العلاقات العامة ممكنة بدون اتفاق سلام مع الفلسطينيين ، حتى لو كانت هذه العلاقات محدودة نوعًا ما".
وقامت ميري ريغيف ، العضو في ائتلاف نتنياهو ووزيرة الثقافة الإسرائيلية المعروفة بمواقفها العنصرية المتطرفة، ليس فقط ضد الفلسطينيين، بل ضد العرب والمسلمين التي طالما وكالت لهم الشتائم والاحتقار، قامت بزيارة "أبو ظبي" خلال عطلة نهاية الأسبوع كجزء من وفد إسرائيلي إلى بطولة الجودو. وعلى عكس العام الماضي ، سُمح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة تحت العلم الإسرائيلي ، وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتكفاه" هناك يوم الأحد .