افراسيانت - تعيش ام محمد من مخيم بلاطة التي اعتقل زوجها قبل نحو 8 سنوات، حالة قلق وخوف خشية فقدان مصدر إعالة ابنائها الثلاثة مع تفاقم الضغوط الاسرائيلية والامريكية على السلطة الفلسطينية لقطع مخصصات اهالي الاسرى والشهداء.
عندما اعتقل زوجها، الاسير خالد الاقرع المحكوم بالسجن 16 عاما، كان لديها ثلاثة اطفال، زادت اليوم متطلباتهم واحتياجاتهم، كما قالت ام محمد في حديث لـ "القدس"دوت كوم، مشيرة الى انه لا يوجد منذ اعتقال زوجها من يعيلهم سوى ما تتلقاه العائلة من مساعدة تقدمها السلطة.
وتقول الام "اننا نعيش في حالة قلق من فقدان هذه المساعدة التي يذهب جزء منها لزوجي داخل السجن، والجزء المتبقى نشتري به الطعام والشراب والملابس".
وتتخوف الالاف من أسر الاسرى والشهداء من فقدان مخصصاتها جراء الضغوط الاسرائيلية والامريكية على السلطة الفلسطينية، ما من شأنه ان يفقدهم مصادر اعالة ابنائها.
وقالت زوجة الاسير هارون عياد، المحكوم بالسجن مؤبدين وعشرين عاما (من بلدة سلواد قضاء رام الله)، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، بان "هناك مخاوف حقيقية من أن لا نجد ما يسد احتياجاتنا اليومية في ظل التهديدات الاسرائيلية بقطع المخصصات التي نتلقها من السلطة الفلسطينية لمساعدتنا على البقاء" مشيرة الى ان زوجها الذي يقبع منذ 15 عاما في سجون الاحتلال ترك طفلين في حينها بدون معيل، وان "الراتب الذي نتلقاه اليوم يذهب توفير الاحتياجات الاسياسية من طعام وشراب وعلاج، وتعليم".
ويحول نحو 40% من مخصصات الاسرى الى داخل سجون الاحتلال لتمكين الاسرى من شراء وتوفير احتياجاتهم اليومية التي لا توفرها سلطات السجون من خلال ما يعرف بـ"الكنتين".
وكانت لجنة شؤون التشريع الوزارية الاسرائيلية صادقت على مشروع قانون قدمه وزير الجيش أفيجدور ليبرمان بخصم مبالغ من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية توازي ما تقدمه السلطة من مخصصات لذوي الاسرى والشهداء، وذلك بهدف إجبارها على وقف تقديم اي مساعدات لعائلات الأسرى والشهداء، بينما جمدت الولايات المتحدة الامريكية جزءا من مساعداتها المالية للسلطة للضغط عليها من اجل وقف تقديم مخصصات للاسرى والشهداء، وهو ما رفضت السلطة الفلسطينية الاستجابة له.
وقال رئيس نادي الاسير، قدورة فارس، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان "القانون الاسرائيلي المزمع إقراره يقضي باقتطاع اسرائيل نحو مليار شيقل سنويا من عائدات ضرائب السلطة مباشرة" موضحا ان "هذه الخطوة في حال تنفيذها ستؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية التي تعاني موازنتها من عجز كبير، تفاقم بشكل متزايد مع قطع المساعدات الامريكية".
واضاف فارس "في حال تطبيق اسرائيل هذا الاجراء فان الازمة المالية ستطول كل قطاعات السلطة وموظفيها، ولن يخصم الاقتطاع من مخصصات الاسرى وذويهم لوحدهم".
واوضح ان "نحو 35 الف عائلة فلسطينية تستفيد من مخصصات الاسرى والشهداء، ووقف هذه المساعدات الانسانية سيؤدي الى انهيار هذه الاسر، لذلك لن نسمح بان يطال هذه الاسر الجوع والحرمان وان تُلقى بالشوارع" مشيرا الى ان "هذه المخصصات تستفيد منها الاسر لتسيير حياتها اليوميه، بشراء قوت يومها ولسداد فواتير المياه والكهرباء، وتوفير العلاج، وارسال ابنائها الى المدارس والجامعات".