تــاروت.. الجـزيـرة الخضراء ومرفأ الازمن.. سيرة مدينة

للكاتب السعودي: أ. د. أحمد محمد المعتوق

افراسيانت - صدر عن دار فضاءات للأستاذ الدكتور أحمد المعتوق كتاب جديد بعنوان" تاروت، الجزيرة الخضراء، سيرة مدينة، ويقع الكتاب في 380 صفحة من القطع الكبير.

هذا الكتاب يسافر فيه المؤلف أ.د. أحمد محمد المعتوق بالقارئ في عالم زاخر بالعلوم والمعارف القيمة، وهو لا يعبر في هذه الخواطر والذكريات عما رآه هو كشاهد على عصره فحسب، وإنما يستمد من ذاكرةز

والده ذلك العلّامة الجليل ما يمتد برؤاه إلى عوالمَ وآفاقٍ بعيدة، ويجعل أفكاره وتجلياته أكثر أصالة ورصانة. إن استضاءة المؤلف بتجارب والده واسترفاده من ذاكرته له دلالتان مهمتان، أولاهما إجلال الوالد والبر به والاعتراف بفضله. والثانية أن المعلومات والأفكار والرؤى التي ساقها لا بدّ وأن تصبح أكثر موثوقية ومصداقية، لأنها معززة بتجارب من كان يشهد له بالعلم والصلاح والصدق والصلة الحميمة بالمجتمع وبالأرض، وهو والد المؤلف.

أمّا من حيث المضمون فإنَّ هذا الكتاب يكتسي أهمية أثرية وسياحية وتراثية وشعبية كبيرة، لتناوله تلك المعالم الشامخة التي تضمنتها جزيرة (تاروت) هذه الجزيرة التي تجاوزت برمزيتها الحضارية حدود البلاد التابعة لها وهي: المملكة العربية السعودية. بل المنطقة الخليجية بأسرها، ولأنَّ هذا التناول جاء وفق منهج جعل من الكتاب دراسة سوسيولوجية واقتصادية وإثنية وديموغرافية وجغرافية وتاريخية وفلكلورية ولسانية أو لغوية واسعة الأبعاد.

يتضمن هذا الكتاب مادة مستفيضة لكل ما يتعلق بجزيرة تاروت. تلك البقعة الخلابة. فقد تحدث المؤلف فيه عن طبيعة هذه الجزيرة وعن تراثها الفكري والحضاري. تحدث عن الفرد والمجتمع وثقافته وتراثه الشعبي واللغوي والفني، وتحدث عن المرأة في مختلف أبعاد حياتها. وعرض كل ذلك بلغة ملؤها الحبُّ والشوق والحنين إلى تلك الأيام الدافئة، وبأسلوب أدبي سلس راقٍ، يستفيد منه القارئ نحواً وصرفاً وبلاغة وجمال تصوير. كما يستفيد في مجال الأدب والفلكلور الشعبي الشيء الكثير.

وباختصار فإنَّ هذا الكتاب يخلِّدُ تاروت وشعبها وثقافتها وعلماءها وعادات أهلها وتراثها الفكري والروحي والعمراني واللغوي والمهني ويبرز حضارتها التي بدأت ما قبل الميلاد وامتدت إلى يومنا هذا، إنه بوصلة للباحث والعالم والسائح وابن الجزيرة وغيره: إنّه تاروت في صفحات! وهو في النهاية حلقة وصل بين الماضي والحاضر، بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة. ليس من أهالي تاروت وحدها، وإنما من أجيال المنطقة الخليجية أو العربية عامة. تصلهم بموروثاتهم الحضارية وترشدهم إلى طرق المحافظة عليها.

د. أحمد محمد المعتوق، كاتب وباحث سعودي وعالم ألسنيات وأستاذ في اللغة العربية وآدابها ، ولد سنة1947م في مدينة القطيف ، وهو من أسرة علمية معروفة، يعمل حاليا أستاذ بقسم الدراسات الإسلامية والعربية ـ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن . حاصل على دكتوراه في الأدب والنقد ــ جامعة بنسلفانيا ــ الولايات المتحدة الأمريكية 1987م مع تخصص فرعي في الأدب المقارن ـ ماجستير في الأدب العربي ـ بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها . عمل في سلك التعليم الإعدادي والتعليم الجامعي في المملكة وفي الولايات المتحدة ، في جميع مجالات تخصصه . مجيد للغة الانكليزية والـفارسية وملم باللغتين الفرنسية والألمـانية. مؤلفاته: الحصيلة اللغوية : أهميتها ــ مصادرها ــ وسائل تنميتها. عالم المعرفة (212) ــ ربيع الأول 1417هـ ــ أغسطس/ آب 1996م ، الكويت .

المعاجم اللغوية العربية : المعاجم العامة ــ وظائفها ومستوياتها وأثرها في تنمية لغة الناشئة دراسة وصفية تحليلية نقدية؛ منشورات المجمع الثقافي ــ أبو ظبي ، الإمارات العربية المتحدة 1999م (306ص).

المعاجم العربية الثنائية اللغة طبيعتها ــ أهميتها ــ وسائل تطويرها : دراسة نقدية تحليلية عمادة البحث العلمي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ــ الظهران , 2004م.
نظرية اللغة الثالثة : بين العربية والأجنبية وبين الفصحى والعامية ؛ 2005م .
اللغة العليا: دراسات نقدية في لغة الشعر 2006م .
الشريف المرتضى: حياته، ثقافته، أدبه ونقده ، بيروت: ، 2008م.
ظاهرات لغوية: دراسات نقدية ومسارد، بيروت:، 2008م (208ص).
من قضايا الشعر العربي. بيروت: 2013م (238ص).
من وراء البحر: ديوان. بيروت: 2013م (190ص).
اللغة العربية المعاصرة في دول الخليج العربي وقضية الهوية. بيروت: