وبكى اليمام،، بكت تراتيل النخيل

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

                           

وبكى اليمام،، بكت تراتيل النخيل - زكريا شاهين


وفي اللجوء الثاني،، إلى أطراف الصحراء،، انكرني ذوي القربى،، بحجة أن لا وطن إلا الأول،، فسقطت في وكر الخديعة انتظر..

 

                 1                
كانوا هنا..


لكنهم رحلوا..


لم يأخذوا إلا مفاتيح البيوت..


حملوا صهيل الصبح،، لم تكن المدائن ودّعتهم،،


رحلوا وأسماء الشوارع في حنين الذكريات..


كتبوا القصائد عبر أشرعة المخيم..


وعلى ضفاف الوقت انتظروا الإياب،،


كانت أغاني " الميجنا" في المحفظة..


وتزنروا شمس الأصيل طريقهم للهاجرة..


ركب المسافة لم يضل وإنما..


يتشقق اللحم المضمخ بالجروح..


 خطوا على ارض الشتات هنيهة..


أحلامهم ضاقت بوعد الأمس..


لم يعد الزمان..


                              *****


كانوا،، هنا..


كان المكان ردائهم..


والفيء لعبتهم..


 وكذا المواضع تكتمل..


وكما انتظار الوعد يخفر صمتهم..


عشقوا الرياح لعلها تأتي بوعد من رحيق..


فالكرم ،، ظل هناك جذرا لا يغادر..


عشقوا الزوايا في انتظار الوقت..


رغم الليل ورغم أسلاك المخيم..


هو ساحة ،، وتجمع..


ومدى يذكّر بالمدى..


وتوارثوا سر الحكاية في عروق البرتقال..


سكنوا الرواية كيف كان البحر..


كيف الرمل..


كيف حنينهم..


أملا يداعبهم، وميراثا يغالب لوعة الأحداق في..


ظل السؤال..


قد يستكين الدمع في بصر العيون..


تظل الروح في الفلوات،، في النفس الكسيرة.


في أصيص الذكريات..


ما فات ،، فات..


*******


               2


جاؤوا هنا..


سكنوا السكون على ضفاف النهر وامتشقوا القصائد..


نسجوا بيوتا.. من قصاصات الجرائد..


ظلت عيون صغارهم،، تهوى الرحيل..


ألفوا المنافي،، قد يكون هنا وطن؟


من نصف قرن او يزيد هجّروا..


سكنوا النخيل لبرهة..


رحلوا إلى صمت العراء بلا مقاعد..


وبلا وسائد..


لم يشعلوا التنور في ذاك الصباح..


بكت الرياح..


وبكى اليمام مجددا..


أوّاه يا امي!!!


إنّي أمر على الصدى تشتاقني نخلة..


يا حادي الصحراء انّي ها هنا..


فلم القوافل تزدريني؟؟؟ والحدود تصك في وجهي؟؟؟..


ويعرب" لا ترى جرحي؟؟


                                    *****


إني هنا..


اطوي المسافات التي بقيت إلى وطني..


جحيم وانتظار..


وأنا أحدق في الوجوه المكفهّرة علّها..


تدع اليمام يمر بي..


ويعود بي صوب الرحيل مجددا ..


نحو الوطن.

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology