افراسيانت - ان الظمأ الى الحريه والاشتعال الدائم للهيب الشوق الى اغلى الأحبه هما اهم الدوافع للكتابه ان كان ذلك من خلال قصيدة شعر او قصه او مقاله او خاطره او رساله ففي هذه الحاله يستنزف القلب والعقل بما لديه من بحر من الهواجس والمشاعر والافكار حتى يترجمها ويكتبها من على هذا الورق الابيض يحاول الواحد منا ان يعتصر ماعنده من ذكريات بكل تفاصيلها ودراميتها انني حقا احاول ان انبش ارشيف ذكرياتي واستخرج من خلاله كل كنوز الكلام وجمالية التعبير جاهدا بكل ماعندي من شعور جياش وفكر وقاد لاشعله واحوله الى شعله علها تضيئ طريقنا المعتم والطويل املا ان نصل يوما الى فجر الحريه فمهما حاصرني السجن بقيوده وجدرانه السميكه وبواباته الضخمه الفولاذيه المحوسبه لايستطيع ابدا ان يحول دون تفجر ينابيع الحب والفكر عندي ان الشعر والادب هما اجمل لغه واعمق تعبير يستطيع الشاعر والاديب الصادق ان يلامس ويتحسس من خلالهما ادق المشاعر الانسانيه حساسية ان حالات البؤس والحزن والمعاناه التي تمر على الانسان قادره ان تخلق عنده الابداع بشرط ان لايقع في فخ ندب حالته التي هي جزء من الحاله البشريه عامة ففي حالتي والتي بدات بتشردي منذ الطفوله على الصعيد الاجتماعي نتيجة لتربيه ابويه خاطئه وانسحبت على حياتي السياسيه من ممارسات متواصله من القمع والملاحقه كانت نتيجتها واحدى افرازاتها الاعتقالات منذ ان كنت قاصرا حتى يومنا هذا وادخالي الى العديد من السجون خلقت عندي نزعة التمرد على هذا الواقع الاجتماعي التربوي والواقع السياسي وحافظت على عدم الوقوع في شباك اليأس والبكاء والتقوقع على الذات استطعت من خلال تجربتي الطويله ان اختلق الأليات النضاليه والشعريه والادبيه المتواضعه وان اتحرر من خلالهما من الذاتيه لاحولها رمزا للقضيه العامه على الصعيد الاجتماعي والسياسي وكل ذلك لكي اساهم ولو بتواضع بهذه المسيره الطويله من المعاناه والحلم وترك رساله ذات بعد انساني ووطني واممي للأجيال القادمه فعندما اشحذ قلمي وافرد اوراقي واستنفر افكاري لكي اكتب .. اكتب عن الأم عن الزوجه عن الأولاد عن الأحفاد عن الأوفياء من الأصدقاء والرفاق مع ايماني المطلق بأنني اكتب عن جرح وألم وحلم جماعي ومصير مشترك ليس للعائله الصغيره فقط وانما للعائله الكبيره ايضا ان كانت على مستوى مساحات الوطن او حتى ابعد من ذلك ان كل واحد من الذين اكتب عنهم واليهم هو اهزوجه ولحن وزنبقه يعطرون هذا الوطن بلمساتهم الأنسانيه وبطيبتهم فأثرت ان احول الدموع الى زيوت ننير منها قناديل الحريه فالسجن بامكانه ان يحاصر الجسد بسلاسله واقفاله وجدرانه السميكه وبسجانيه غلاظ القلوب ولكنه عاجز كل العجز ان يحاصر المشاعر والأفكار فالمشاعر الشفافه والأفكار الحره باستطاعتها ان تتجاوز كل قضبان الفولاذ وكل الاسوار الاسمنتيه الشاهقه وكل الأسلاك الشائكه العدوانيه وايضا أدق النقاط حراسه مغردة لحن الحريه مثل تغريد البلابل على سفوح وتلال وجبال وسهول الوطن ان هذه الحواجز المذكوره كان يراد لها والغايه منها ان تحول اسرى الحريه الى ارقام والى مجرد كتل لحميه بائسه ولكن الاراده والعزيمه والوعي والايمان بالحق وبالأنسانيه حطم كل هذه الوسائل القمعيه فمن خلال الأبداع بالكتابه شعرا او ادبا ومن خلال تواصل كل الأحبه استطعت ان اعمل من سجني معقلا للحريه ومن قيوده اساور اخلخل من خلالها وحشة ليالي الأسر وحرقة الغياب عن الأحبه فمن خلال كلماتي الدافئه احاوا ان اخفف من وطأة البعد والحرمان عن احبائي وان اكون بكلماتي بلسما يخفف من جراحاتهم ومعاناتهم اما من خلال كلماتي الثوريه احاول ان اخاطب وطني وشعبي وكل البؤساء في هذا العالم بلغة التفاءل بمستقبل افضل وحياه حره كريمه لايماني بان لغة الحق اقوى من لغة الباطل
تصبحون على وطن وحريه .