افراسيانت - أعربت الروائية الأمريكية آليس ووكر عن استنكارها للسياسة الإسرائيلية المعتمدة إزاء الفلسطينيين وعن تضامنها مع الشعب الفلسطيني برفض ترجمة رواياتها "اللون الأرجواني" الى اللغة العبرية.
أعربت الروائية الأمريكية آليس ووكر عن استنكارها للسياسة الإسرائيلية المعتمدة إزاء الفلسطينيين وعن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ، وجسدت ذلك من خلال رفضها لترجمة رواياتها "اللون الأرجواني" الى اللغة العبرية.
ووفقاً لما نقله موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني فإن ووكر رفضت طلب تقدمت به دار نشر تابعة للصحيفة الإسرائيلية بترجمة الرواية المذكورة، وأشارت الى ان "إسرائيل دولة عنصرية تمارس الاضطهاد بحق الشعب الفلسطيني، سواء في داخل اسرائيل أو في الأراضي المحتلة".
وقد سبق للروائية الأمريكية ان عبرت عن تضامنها مع الفلسطينيين في أكثر من مناسبة، فزارت في عام 2009 قطاع غزة بعد حرب "الرصاص المصبوب"، كما كانت ضمن نشطاء توجهوا الى القطاع المحاصر في رحلة "اسطول الحرية" بهدف فك الحصار عن القطاع المحاصر قبل عامين.
وتعتبر ووكر المولودة في عام 1944 في ولاية جورجيا من أبرز الناشطين الأمريكيين المنحدرين من أصول افريقية، وتعد من أهم الكتاب الأفروأمريكيين الذين انتهجوا نهج الزعيم الأمريكي التاريخي المناضل من اجل حقوق الأمريكيين السود مارتن لوثر كينغ.
تناولت آليس ووكر في مؤلفاتها المتعددة المجالات الأدبية كالروايات والدواوين والشعر والقصة القصيرة الكثير من القضايا المهمة والحساسة كختان الإناث في القارة السمراء، والعنصرية في الجنوب الأمريكي التي تطرقت اليها في رواية"اللون الأرجواني" الصادرة في عام 1983 والفائزة بجائزة "بوليتزر" المرموقة. ويُذكر ان الرواية تحولت الى فيلم سينمائي بهذا الاسم ، شاركت فيه الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري والممثلة ووبي غولدبيرغ، أول ممثلة أمريكية سوداء تفوز بجائزة أوسكار، وذلك بعد ان رُشحت للمرة الأولى عن دورها في هذا الفيلم الذي قام بإخراجه ستيفن سبيلبيرغ، المنحدر من أصول يهودية أوكرانية.
ولم يكن رفض آليس ووكر في الآونة الأخيرة أول تعبير عن المقاطعة الثقافية لإسرائيل، اذ سبق للمخرج المصري يسري نصر الله ان أعلن رفضه بيع فيلمه "بعد الموقعة" في إسرائيل. وكان نصر الله قد أعلن عن ذلك في مايو/أيار الماضي خلال مشاركته في مهرجان "كان" الأخير. وكان يُسري قد علل سبب رفضه عرض الفيلم في اسرائيل، الذي يلقي الضوء على الايام الأولى من ثورة "25 يناير" بأن إسرائيل دولة "ليست حليفة للثورة المصرية"، مضيفاً انه لا يحبذ ذلك طالما تحتل إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وهو ما قوبل بترحيب من جانب صحفيين غطوا الحدث السينمائي الكبير.
لم تكن آليس ووكر أول روائية ترفض ترجمة إبداعاتها الى اللغة العبرية تعبيراً عن تعاطف مع الفلسطينيين، كما لم يقتصر التعبير عن التضامن بهذه الطريقة على المبدعين غير اليهود، اذ سبق للأديب اليهودي المغربي الراحل إدموند عمران المالح ان أكد رفضه القاطع لترجمة أعماله الى اللغة العبرية التي وصفها باللغة "غير المهمة"، والترويج لها في إسرائيل.
ولكن البعض يرى ان تضامن الكاتبة مع الفلسطينيين كان يجب ان ينعكس في موافقتها على ترجمة روايتها للعبرية ، لتكون بمثابة رسالة توجهها للمجتمع الإسرائيلي تشير فيها لوجه الشبه والتقارب بين سياسة تل ابيب العنصرية إزاء الفلسطنيين وما كان يتعرض له الأمريكان السود في الولايات المتحدة. فيما يرد آخرون على ذلك معتبرين ان ترجمة "اللون الأرجواني" لن يعني أكثر من ان تكون هذه الرواية مجرد رقم في قائمة الروايات المترجمة الى العبرية، فيما يرمز الرفض الى موقف مهم سجلته الكاتبة الأمريكية.