توقعات بأن يكون الحوار بين الفرقاء الليبيين 'طويلا ومعقدا' في ظل تهديدات الميليشيات المتطرفة بتخريب نتائج مفاوضات جنيف.
افراسيانت - الجمعي قاسمي - لا ينتظر الليبيون الكثير من جلسات الحوار التي تعقد في جنيف بين فرقاء الأزمة خاصة أن المعارك على الأرض أخذت بعدا جديدا بتركيز الأطراف المسلحة على الحسم بتوظيف القوة الجوية لتحقيق ما عجزت عنه المعارك البرية.
وقال خبراء عسكريون إن القوات الجوية في الجانبين بدأت تتولى مهمة حسم المعركة بعد أن كانت اليد العليا قبل ذلك للقوات البرية والميليشيات المتحركة على الأرض.
ووسع اللواء خليفة حفتر، الذي عُين رسميا قائدا للجيش من قبل الحكومة والبرلمان المعترف بهما دوليا، عمليات قواته الجوية لتشمل قواعد مثل السدرة والواطية.
وقد مكنت هاتان القاعدتان حفتر من استهداف قوات فجر ليبيا المتشددة على طول الساحل الغربي في مدن سرت وطرابلس ومصراتة، في حين أن مدى طائرات الجيش المتمركزة في قاعدته الرئيسية في البيضاء لم يكن ليصل إلى هذه المدن البعيدة نسبيا.
لكن عدد الطائرات في قاعدة السدرة لم يكن على ما يبدو كافيا لحماية خزانات الوقود في موانئ التصدير، وأظهرت أن الهجمات الجوية على قوات المتشددين حول هذه الخزانات متقطعة إلى حد كبير.
وفي الوقت ذاته، أدى استغلال حفتر لقاعدة الواطية، التي تحظى بحماية أرضية من قبل ميليشيات الزنتان أحد الحلفاء الرئيسيين للجيش، إلى إضفاء مزيد من القدرة على طائراته المتمركزة في القاعدة لاستهداف طرابلس التي تسيطر عليها فجر ليبيا منذ سبتمبر.
لكن تقارير عدة أفادت أن ميليشيات فجر ليبيا تمكنت هي الأخرى من الحصول على قدرات جوية وإن كانت محدودة.
وأفادت مصادر ليبية أن الميليشيات التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين باتت تعتمد على طائرات زراعية صغيرة محملة بقذائف هاون يتم إسقاطها على المركبات الثابتة والمتحركة لقوات الجيش الليبي.
ونفذت ميليشيات فجر ليبيا أول هجوم جوي على قوات الجيش الليبي في قاعدة السدرة في 16 ديسمبر الماضي، وعاودت الهجوم على نفس الموقع مرة أخرى في 30 ديسمبر، لكن طائرة صغيرة إلى جانب أخرى مروحية من بين الطائرات التي شاركت في الهجوم الأخير تم تدميرهما في هجوم معاكس لحفتر على قاعدة سرت الجوية.
وبدأت قوى إقليمية في تحويل دعمها إلى الطرفين المتصارعين حيث لا يقتصر على الأسلحة والمعدات للقوات البرية فقط بل انتقل الدعم إلى سلاح الجو أيضا.
وقالت تقارير في وقت سابق إنه منذ أغسطس الماضي فقدت قوات حفتر ثلاث طائرات من طراز “ميغ 21” تم تعويضها بعد ذلك بدعم خارجي بطائرتين من نفس الطراز.
وذكر أحد قادة الجيش الليبي في 6 يناير أن 4 طائرات سوخوي 27 روسية الصنع انضمت إلى القوات الجوية للجيش من مصدر قال إنه لا يعرفه بالتحديد.
وأشار الخبراء العسكريون إلى أن طرفي الأزمة يواصلان التصعيد العسكري لتحقيق “انتصارات” على الأرض تكون أوراق ضغط في عملية الحوار سواء التي تجري في جنيف أو التي قد تحتضنها عواصم إقليمية.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون إن الفجوة بين الأطراف كبيرة، وإن الحوار سيكون معقدا.
وكانت ميليشيات “فجر ليبيا” الموالية لجماعة الإخوان استبقت نتائج هذا الحوار، بالتأكيد على أنها لن تعترف بنتائجه، بل “ستضرب بها عرض الحائط”.
من جانبه، قال محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة عبدالله الثني المنبثقة عن البرلمان المُنتخب، “إن هناك محاولات من تيار الإسلام السياسي للسيطرة على السلطة، من خلال فرض الأمر بقوة السلاح”.
وأكد الدايري أن الحكومة لها تحفظات على حوار جنيف منها “الاعتراض على إشراك رموز بقوات فجر ليبيا” الموالية للإخوان.
واعتبر في تصريحات سابقة، أن الحوار “لا يمكن أن يشمل الجميع، خاصة العناصر المتطرفة التي ضاق الشعب الليبي ذرعا بممارساتها المتطرفة (…) ثم إن الإرهابيين في ليبيا لا يمكن التعامل معهم إلا بالسلاح”.