دعا الى انتخابات رئاسية ونيابية في سوريا .. لافروف: مستعدون لدعم "الجيش الحر" في مواجهة "داعش"
افراسيانت - أعربت روسيا، عن أملها بالنجاح في جمع كافة أطراف النزاع السوري "على طاولة المفاوضات" في المستقبل القريب، مؤكدة في الوقت نفسه "ضرورة التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية" في سوريا.
وكان الموقف الأهم لوزير الخارجية الروسي، قوله إن بلاده مستعدة لدعم "الجيش السوري الحر" بضربات جوية وللتعاون مع الولايات المتحدة عن كثب في قتال الجماعات المتشددة في سوريا، بحسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء.
وأضاف أن الأمر يتطلب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا في إطار أي تسوية سياسية للأزمة، وأنه يرى إمكانية حدوث تقدم في مساعي التوصل لاتفاق في المستقبل المنظور.
وأعلن لافروف في حديث لقناة "روسيا 1 " نشرته وزارة الخارجية، أن التطور الأخير في المحادثات يظهر أن الغربيين يتجهون نحو "فهم أفضل" للوضع في سوريا.
وقال إن أزمة المهاجرين المحتدمة في أوروبا ساعدت على تغيير طريقة تفكير الساسة في الاتحاد الاوروبي.
وأضاف: "أنا مقتنع بأن أكثر السياسيين اتزاناً اخذوا العبرة، وفي ما يتعلق بسوريا يتكون فهم افضل للوضع حتى مع استمرار الخطاب المناهض للأسد حول الديموقراطية".
وأشار إلى أن هذا "يعطينا الأمل في تحريك العملية السياسية في مستقبل قريب، بمساعدة الأطراف الخارجية، لجمع كل السوريين على طاولة المفاوضات"، مضيفاً: "بالتأكيد من الضروري التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية".
ولفت وزير الخارجية الروسي النظر إلى أنه "يجب على الاتحاد الاوروبي، وقد بدأ بالفعل، التعرف على جذور أزمة المهاجرين والفوضى في الشرق الأوسط".
وأضاف "لقد بدأوا بتذكر الطريقة التي عومل فيها الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، في محاولة للخروج من وهم أن الديموقراطية تتجذر من تلقاء نفسها بمجرد الاطاحة بالديكتاتور". كما اتفق لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، على درس الامكانات الجديدة للتوصل الى اتفاق سياسي لتسوية النزاع في سوريا. و قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن وزير الخارجية ونظيره الأميركي ناقشا إجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وفي المحادثة الهاتفية التي جرت بطلب من الجانب الأميركي قالت الوزارة على موقعها الإلكتروني، إن لافروف وكيري ناقشا أيضا الاستفادة من إمكانات الدول الأخرى في المنطقة لدفع العملية السياسية.من جهة أخرى، قال لافروف إن القوات الجوية الروسية في سوريا مستعدة لتقديم غطاء للجيش السوري الحر لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وأضاف: "نحن مستعدون أيضاً لدعم المعارضة الوطنية جويًا، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر.. المهم بالنسبة لنا هو التواصل مع الاشخاص الذين يمثلونها ويمثلون مجموعات مسلحة تحارب الارهاب".
ويأتي التصريح إثر الاعلان، الجمعة، عن اتفاق بين روسيا والأردن الذي انضم الى التحالف المناهض لتنظيم "داعش" بقيادة اميركية "لتنسيق انشطتهما منها انشطة القوات الجوية في سوريا".
من جهته، أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد المومني السبت، ان اتفاق بلاده مع روسيا على التنسيق العسكري هدفه "ضمان أمن حدود" المملكة مع جارتها الشمالية سوريا.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن المومني قوله ان "آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي في شأن الاوضاع في جنوب سوريا، وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري"، مشيراً إلى أن "التعاون بين الأردن وروسيا قديم ويحدث على الصعد كافة".
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن روسيا وإيران اتفقتا على تعزيز التعاون فيما بينهما لإحلال الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
وأضافت الوزارة، في بيان على موقعها على الإنترنت، إن الوزيرين الروسي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف تحادثا هاتفياً بناء على طلب موسكو.
وجاء ذلك بعد محادثات أجراها لافروف في فيينا مع وزراء خارجية كل الولايات المتحدة والسعودية وتركيا في شأن سوريا الجمعة.
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن وزيري الخارجية الروسي والمصري سامح شكري اتفقا على مواصلة التعاون من أجل إيجاد تسوية سياسية في سوريا.
وأضافت الوزارة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن الوزيرين اتفقا أيضًا خلال اتصال هاتفي، على الاستمرار في التعاون بهدف التصدي للإرهاب في الشرق الأوسط..
في المقابل، رفضت جماعة سورية مسلحة مناهضة للحكومة، عرض موسكو في شأن استعدادها دعم الفصائل المقاتلة "المعتدلة" في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"- "داعش"، كما اعتبرت دعوة روسيا لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية غير واقعية.
وقال المتحدث باسم "الفرقة 13 " المدعومة من الغرب، احمد السعود، لوكالة "فرانس برس"، ان "روسيا ضربت فصائل الجيش الحر، والآن تريد التعاون معنا، وهي متمسكة بالأسد، لم نفهم شيئاً من روسيا!".
واعتبر القيادي في "الائتلاف السوري" المعارض سمير نشار أنه "بدلاً من ان تتحدث روسيا عن استعدادها لدعم الجيش السوري الحر، فلتتوقف عن قصفه"، مشيراً الى ان "80 في المئة من الغارات الروسية تستهدف الجيش الحر في حلب (شمال) والساحل وحمص (وسط) والغوطة الشرقية لدمشق".
وأضاف لوكالة "فرانس برس"، إن ما تفعله روسيا اليوم هو محاولة "للالتفاف على مطالب السوريين في تنحي الأسد والانتقال من نظام حكم الى آخر".
وبالنسبة له "يتجاهل الروس واقعا حقيقيا على الارض مع نزوح ولجوء الملايين في سوريا وخارجها، وحيث المدن تدمر يومياً، ما هي الانتخابات التي يتحدثون عنها في ظل اوضاع كهذه؟". واكد ان "هذا النظام ورئيسه لا يمكن ان يكونا جزءا من مستقبل سوريا".
من جهة ثانية، أكد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، خلال لقائه وفدا برلمانيا روسياً، ان العمليات الجوية المشتركة الروسية السورية تحقق "نتائج كبيرة"، بحسب ما نقلت الوكالة السورية للانباء "سانا".
وقال اللحام إن "التنسيق بين القوات السورية والروسية أثناء تنفيذ العمليات الجوية والبرية على الأرض بدأ يحقق نتائج كبيرة في مجال دحر الإرهاب والقضاء عليه في سوريا والعراق".
واعتبر ان "التعاون السوري الروسي في مجال محاربة الإرهاب والعمليات الجوية المشتركة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية هو التحالف الشرعي الوحيد ضد الإرهاب العالمي لأنه جاء منسجما مع القوانين الوطنية والدولية وميثاق الأمم المتحدة".
واضاف اللحام ان "سوريا وبالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء في روسيا وإيران تعمل أيضا للدفع بالحل السياسي بالتوازي مع محاربة الارهاب عبر تفعيل الحوار مع المعارضة الوطنية التي ترفض الإرهاب والتدخل الخارجي وتنادي بسوريا دولة ديموقراطية تعددية".
وبدأت روسيا في 30 أيلول حملة جوية في سوريا استجابة لطلب دمشق، وتقول إنها تستهدف تنظيم "داعش" ومجموعات "ارهابية" اخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة اخرى.