افراسيانت - قتل جيش الاحتلال الاسرائيلي طفلا فلسطينيا (13 عاما) قرب مدينة بيت لحم، هو الفلسطيني الثاني الذي يقتل في اقل من 24 ساعة، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مع استمرار اغلاق البلدة القديمة امام الفلسطينيين.
وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مزيدا من القمع لمنع المزيد من التصعيد في الضفة الغربية المحتلة.
واستشهد الطفل عبد الرحمن شادي عبد الله برصاصة في الصدر اطلقها الجيش الاسرائيلي عند مخيم عايدة القريب من مدينة بيت لحم، وفق مصادر امنية وطبية فلسطينية.
واكد الهلال الاحمر الفلسطيني استشهاد الطفل عبد الرحمن بعد ان كان اصيب برصاصة قاتلة في الصدر.
واكد شهود عيان لمراسل "القدس" دوت كوم في بيت لحم، ان الفتى الذي يدرس في مدرسة الذكور الاساسية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وهو في الصف الثامن الاساسي قد استشهد اثناء جلوسه وعدد من زملائه قرب مقر هيئة الامم المتحدة في محيط مدخل مفتاح حق العودة حيث كان عائدا الى منزله.
واشاروا الى ان جنود الاحتلال اطلقوا النار باتجاه مجموعة الفتية الجالسين ما ادى الى اصابة الفتى عبد الرحمن برصاصة في قلبه حيث نقل الى مستشفى بيت جالا الحكومي بسيارة خصوصية وهناك اعلن عن استشهاده.
واصيب في ذات الحادث ايضا فتى اخر برصاص الاحتلال الحي في قدمه.
وقال الناشط صلاح عجارمة مدير مركز "لاجيء" في المخيم ان جنود الاحتلال اطلقوا الرصاص الحي رغم ان المواجهات كانت قد هدأت وان الفتى كان جالسا قرب "مدخل مفتاح حق العودة" للاستراحة من المسافة بين مدرسته وبيته والمقدرة بنحو اربعة كيلومترات حيث اعتاد الفتية والطلبة ان يرتاحوا في هذا المكان.
وفي اعقاب الاعلان عن استشهاد الفتى عبد الرحمن انطلقت مسيرة غاضبة بمشاركة نحو 200 شاب وفتى معظمهم من زملاء الشهيد على مقاعد الدراسة انطلقت من داخل مستشفى بيت جالا الحكومي لتجوب شوارع المدينة وصولا الى محيط قبة راحيل شمال مدينة بيت لحم حيث اندلعت المواجهات من جديد بين عشرات الشبان والفتية وجنود الاحتلال.
وتوجه المئات من المواطنين الى منزل عائلة الشهيد في المخيم من اجل التضامن مع عائلته فيما اعلن عن الحداد في محافظة بيت لحم جراء الجريمة الاسرائيلية الجديدة، كما اعلن عن موعد تشييع جثمان الشهيد يوم غد الثلاثاء بعد صلاة الظهر.
وليل الاحد الاثنين استشهد الفتى حذيفة عثمان سليمان ( 18 عاما) من قرية بلعا في طولكرم متاثرا باصابته برصاص حي في البطن، اطلقه الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات وقعت عصر الاحد على اطراف مدينة طولكرم.
وشيع مئات من الفلسطينيين جثمان سليمان في بلدة بلعا.
واكد والده عثمان لوكالة فرانس برس "ليس اول شهيد ولن يكون اخر شهيد" مؤكدا انه "استشهد من اجل وطنه".
ومنذ السبت، تشهد العديد من المناطق والمدن الفلسطينية اشتباكات عنيفة بين شبان فلسطينيين والجيش والشرطة الاسرائيليين .
وقتل اربعة اسرائيليين منذ الخميس: مستوطنان في شمال الضفة الغربية المحتلة مساء الخميس ثم اسرائيليان مساء السبت في البلدة القديمة بالقدس.
ومع موجة جديدة من المواجهات في القدس والضفة الغربية المحتلتين، يلوح شبح اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، مماثلة للانتفاضتين السابقتين في 1987 و2000.
ووقعت اشتباكات عنيفة الاثنين في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة واحياء في القدس المحتلة.
وتظاهر عشرات من الفلسطينيين بينهم عدد من الطلبة الذين يحملون حقائبهم المدرسية على ظهورهم الاثنين بالقرب من مستوطنة "بيت ايل"، عند مدينة رام الله وقاموا بالقاء الحجارة باتجاه الجنود الاسرائيليين.
واندلعت ايضا مواجهات في مخيم الجلزون القريب وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي.
وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي مساء الاحد من ان اسرائيل "تخوض معركة حتى الموت ضد الارهاب الفلسطيني مؤكدا انه اعطى تعليماته "لوقف الارهاب وردع المهاجمين ومحاسبتهم".
وقال نتنياهو في شريط مصور بثه مكتبه ان "هذه الاجراءات تشمل خصوصا تسريع وتيرة هدم منازل الارهابيين".
والاجراءات المعلنة تتصل خصوصا بلجوء اوسع الى اعتقال المشتبه بهم اداريا من دون محاكمة وتعزيز قوات الامن في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وقد تستهدف هذه الاجراءات منزل الشاب مهند الحلبي (19 عاما) الذي قتل جنديا اسرائيليا وحاخاما السبت في البلدة القديمة في القدس قبل اطلاق النار عليه.
وليل الاحد الاثنين، قام عشرات من الشبان باشعال الاطارات لاغلاق الطرق المؤدية الى قريته القريبة من مدينة رام الله.
ولليلة الثانية على التوالي، وضع جنود اسرائيليون اليات مدرعة بالقرب من المنزل، بينما قاموا باستخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، بحسب مراسلين لفرانس برس.
واعلن الهلال الاحمر الفلسطيني الاثنين اصابة ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات في الضفة الغربية.
وبحسب الهلال الاحمر، فان شابين اصيبا بالرصاص الحي بدون تأكيد مدى خطورة الاصابات.
من جانبها، اتهمت الرئاسة الفلسطينية حكومة اسرائيل بانها تحاول جر المنطقة الى دوامة عنف مشيرة الى انها تقوم بذلك "للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية".
والاحد، اغلقت قوات الاحتلال ليومين البلدة القديمة في القدس امام الفلسطينيين بعد هجومين بالسكاكين اسفرا عن مقتل اسرائيليين اثنين وساهما في تأجيج التوتر في الضفة الغربية المحتلة.
وهذه المرة الاولى منذ سنوات تغلق فيها اسرائيل البلدة القديمة امام الفلسطينيين.
وقالت الشرطة ان هذا الاجراء الاستثنائي يشمل الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس المحتلة غير المقيمين في البلدة القديمة البالغ عدهم نحو 300 الف نسمة.
واوضحت الشرطة انه على مدى يومين لن يسمح بالدخول سوى للاسرائيليين والمقيمين في البلدة القديمة والسياح واصحاب المحلات والتلاميذ.
وبدت البلدة القديمة صباح الاثنين فارغة تماما من الفلسطينيين، بينما مشت مجموعات من السياح في ازقة البلدة القديمة المهجورة التي امتلأت بحواجز الشرطة الاسرائيلية.
وحتى منطقة باب الاسباط بدت هادئة، وهو باب القدس الوحيد المسموح بالمرور به والمؤدي الى المسجد الاقصى.
وتشهد باحة المسجد الاقصى والمسجد نفسه منذ منتصف ايلول/سبتمبر مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الامن خصوصا بسبب اصرار بعض المتشددين اليهود على الصلاة داخل المسجد.
كما اتسعت دائرة التوتر لتشمل ايضا البلدة القديمة في القدس الشرقية.
ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الاقصى في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة داخله.