افراسيانت - تجددت الاشتباكات، يوم أمس، بين شرطة الاحتلال الإسرائيلية والفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى، بعد أسبوع من المواجهات التي امتدت إلى الضفة الغربية، بسبب محاولات المستوطنين اليهود المتكررة ممارسة طقوسهم الدينية في المسجد بتواطؤ من قوات الاحتلال، الأمر الذي يرى فيه الفلسطينيون محاولات اسرائيلية لتهويد القدس وتغيير الوضع القائم في الأقصى منذ العام 1967.
ورفضت المتحدثة باسم قوات الاحتلال تقديم تفاصيل حول عدد الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين الذين لا يمتلكون غير الحجارة للدفاع عن أنفسهم في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، التي وصفتها المتحدثة «بالوسائل المناسبة لفض أعمال الشغب». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد «أعلن الحرب» على راشقي الحجارة من الفلسطينيين، الأسبوع الماضي.
ورفضت المتحدثة تقديم المزيد من التفاصيل ولكنها قالت إن الهدوء عاد إلى المنطقة. وقال راديو إسرائيل إن الشرطة أطلقت أعيرة مطاطية، باتجاه الفلسطينيين. وعبَّر فلسطينيون شاركوا في الاحتجاجات عن خشيتهم من تزايد زيارات الجماعات اليهودية إلى الحرم القدسي، تمهيداً لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى منذ العام 1967 الذي يمكن أن يسمح لليهود بدخول المسجد أو ممارسة طقوسهم فيه.
وتأتي اشتباكات، أمس، عشية «عيد العرش» عند اليهود ومع نهاية عيد الأضحى. وزعمت قوات الاحتلال أنها حظرت الزيارات اليهودية للحرم القدسي «في محاولة لتقليل التوترات»، إلا أن الفلسطينيين يؤكدون أن اليهود يتسللون بشكل دوري إلى داخل المسجد.
وعبَّر البيت الأبيض عن «قلقه البالغ» إزاء ما أسماها «أعمال العنف» في القدس، ودعا «الجانبين إلى ضبط النفس والتوقف عن أي تصرفات أو تصريحات استفزازية».
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر قد قرر، الاسبوع الماضي، فرض عقوبة السجن بحد أدنى أربع سنوات على الفلسطينيين الذين يلقون قنابل حارقة أو حجارة على قوات الاحتلال، كما قام بتوسيع الصلاحيات الممنوحة لشرطة الاحتلال لإطلاق الرصاص الحي على راشقي الحجارة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في وقت متأخر مساء أمس الاول، إنها اعتقلت أربعة شبان فلسطينيين من القدس يُشتبه أنهم ألقوا حجارة على سيارة في 13 أيلول الماضي، ما أسفر عن وفاة سائقها الإسرائيلي. ولفتت الشرطة إلى أن الشبان الأربعة تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاماً، وهم من سكان حي صور باهر في القدس المحتلة.
وبدأ اليهود مساء أمس، الاحتفال بـ «عيد المظلات» (سوكوت) الذي يستمر سبعة ايام ويُعدّ من العطلات التي تدفع عدداً اكبر من اليهود الى التوجه للحرم القدسي. ويدخل اليهود المتطرفون عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، إلى باحة المسجد الأقصى لممارسة طقوسهم الدينية والإعلان عن نيتهم إعادة بناء «هيكل سليمان» مكان المسجد.