افراسيانت - بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» بتحصين دفاعاته في مدينة الرقة وحولها، عبر سحب مقاتلين من مناطق أخرى وحفر خنادق حولها، وذلك بعد التقدم السريع للمقاتلين الأكراد، واقترابهم إلى مسافة 50 كيلومتراً من الرقة.
ويأتي هذا في الوقت الذي واصلت فيه القوات السورية عملياتها في محيط مدينة تدمر، حيث استطاعت تحصين حقل جزل النفطي، وذلك بعد عمليات عسكرية عدة انتهت بانسحاب مسلحي «داعش»، الذين استهدفوا مدينة الحسكة بتفجيرات عدة، بينها «انغماسية»، استهدفت نقاطاً عسكرية للأكراد والقوات السورية.
وقال رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم إن «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقود هجوماً على معاقل لتنظيم «داعش» لا تخطط لتوسيع الهجوم ليشمل الرقة، التي تعتبر «عاصمة» للتنظيم التكفيري.
وأشار مسلم إلى أن هذا التقدم ينبغي أن تقوده جماعات معارضة سورية. وقال «هذا (القرار) مرتبط بالقوى الثورية الموجودة في الرقة، من أهل الرقة، من القوى التي تدافع عن الرقة، يعني ثوار الرقة وقوات بركان الفرات. وعندما تكون ظروفهم مهيأة لتخليص الرقة وتحريرها، عندها ربما تقرر وحدات حماية الشعب أن تكون إلى جانبهم، ولكن وحدات حماية الشعب لوحدها ليس لديها قرار بهذا الصدد إلى الآن».
وتقدم المقاتلون الأكراد إلى مسافة 50 كيلومتراً من مدينة الرقة أمس الأول، بعد سيطرتهم على بلدة عين عيسى ومقر «اللواء 39».
وذكرت أنباء أن «داعش» عزز مواقعه قرب المدينة، حيث حفر خنادق وجلب أسلحة. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «الدولة الإسلامية جلب تعزيزات، شملت 100 شاحنة تحمل أسلحة وذخيرة، من المعتقد أنه سينشرها في قاعدة عسكرية على مشارف الرقة». وقال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل إن الأكراد تلقوا معلومات بأن التنظيم «بدأ في حفر خنادق قرب الرقة لتعزيز دفاعاته».
وفي وقت ذكرت فيه مصادر «جهادية» أن «داعش» قام بسحب جزء كبير من قواته من مدينة تدمر نحو ريف الرقة، نجح الجيش السوري والفصائل التي تؤازره في تحصين حقل جزل النفطي قرب تدمر في ريف حمص، وذلك بعد عمليات عسكرية عدة انتهت بانسحاب مسلحي «داعش» إلى تدمر.
وذكر «المرصد» إن عناصر من «الدفاع الشعبي» استطاعوا صد هجوم لعناصر «داعش» على قرية جب الجراح، ذات الغالبية العلوية، في ريف حمص الشمالي الشرقي، مشيراً إلى أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 19 عنصراً من التنظيم التكفيري، وثلاثة من قوات «الدفاع الشعبي».
من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقريره الشهري حول وصول المساعدات إلى سوريا، مجلس الأمن إلى القيام «بتحرك عاجل» بشأن الأزمة، محذراً من أنه ما لم يحدث ذلك فستغوص سوريا في مزيد من الفوضى.
وقال بان كي مون، في التقرير، «أطلب من المجلس القيام بتحرك عاجل في مواجهة استمرار الفظائع والانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا على أساس يومي. عدم التحرك سيدفع بسوريا لمزيد من الفوضى، ويحرم البلد من مستقبل سلمي ومزدهر».