افراسيانت - مع ابتعاد أطراف الحوار في ليبيا عن الاحتكام إلى حل سياسي ينهي الصراع المتفاقم بين سلطتي طرابلس وطبرق، تعمل التنظيمات المتشددة وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية على تحقيق أكبر المكاسب، غير أن خلافات داخلية جدت في المدة الأخيرة بمدينة درنة قد تعرقل مخططات المتطرفين.
طرابلس - قال تنظيم الدولة الإسلامية، إنه فجر طائرتين حربيتين في قاعدة جوية استولى عليها قرب مدينة سرت بوسط ليبيا. ونشر التنظيم صورا على مواقع التواصل الاجتماعي قال إنها للطائرتين المدمرتين. وكان مقاتلو التنظيم قد استولوا على المطارين العسكري والمدني في سرت منذ أسبوعين.
وسيطر المتشددون، في وقت سابق هذا الأسبوع، على محطة للكهرباء في ضاحية بغرب سرت ليكملوا استيلاء تدريجيا على المدينة بدأ في فبراير الماضي.
ومنذ بداية العام أعلن متشددون في ليبيا موالون لتنظيم الدولة الإسلامية، مسؤوليتهم عن قتل العشرات من المسيحيين المصريين والإثيوبيين، وهاجموا فندقا فاخرا في طرابلس وسفارات وحقول نفط.
وتعمل الحكومة المعترف بها دوليا من شرق البلاد منذ أن فقدت السيطرة على طرابلس وغرب ليبيا في أغسطس.
وفي سياق الاضطرابات الأمنية التي تعيش على وقعها ليبيا أعلن “مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها”، وهو ائتلاف مكون من كتائب إسلامية مسلحة، شرق ليبيا، الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وذلك غداة مواجهات مسلحة بين الطرفين أسفرت عن مقتل قادة من الائتلاف.
وكانت مواجهات مسلحة وقعت، الثلاثاء الماضي، بين مجلس شورى مجاهدي درنة، وضواحيها وتنظيم داعش أسفرت عن مقتل سالم دربي قائد كتيبة “شهداء أبوسليم الإسلامية” السابق، وأهم القادة الإسلاميين في المدينة، صباح الخميس، متأثرا بجراحه أثناء محاولة قواته نقلة إلى مدينة طبرق لتلقي العلاج، حسب ما أكده مسؤول محلي بالمدينة.
وعلى خلفية تلك المعارك أعلن مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها في بيان له الحرب جاء فيه “إننا مجلس شوري مجاهدي درنة وضواحيها قد استعنا بالله عليهم ‘في إشارة إلى داعش’، ووضعنا فيهم السيف، وأعلنا عليهم الجهاد حتى لا نبقي منهم باقية”.
مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها يعلن الحرب والتعبئة ضد مقاتلي تنظيم داعش في المدينة وخارجها
ووجه مجلس الشورى رسالة إلى داعش عبر البيان “قد أعذر من أنذر، وقد أنذرناكم من قبل، والآن جاء القتال والله المستعان”، حسب البيان.
وعن سبب المعركة بين الكتائب الإسلامية في درنة وداعش، أوضح مصدر مسؤول في درنة فضل عدم الكشف عن اسمه، أنها بدأت “بعد اغتيال مسلحي داعش، ناصر العكر، وفرج الحوتي، القياديين في مجلس شورى مجاهدي درنة، فردّ المجلس بمهاجمة داعش، وقتل بعض منتسبيه وهو ما رد عليه التنظيم بهجوم آخر في المساء”.
وجدير بالذكر أن مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها، أعلن تشكيله في مدينة درنة، شرق ليبيا في 12 ديسمبر 2014 لمواجهة قوات الجيش الليبي.
وكان أول إعلان لوجود تنظيم داعش على الأراضي الليبية قبل أشهر، خلال ندوة أقامها مسلحون تابعون له، وكتائب أخرى موالية بمدينة درنة، شرق البلاد، تحت عنوان “مدوا الأيادي لبيعة البغدادي”، في إشارة إلى زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي.
وتبنى بعدها التنظيم العديد من عمليات التفجير جرى جلها في طرابلس، واستهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة، وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب، كما تبنى التنظيم عمليات إعدام جماعي، منها قتل 21 مصريا قبطيا في سرت الليبية، وأكثر من 28 مسيحيا أثيوبيا قبل شهرين.
وتشهد ليبيا صراعا على السلطة منذ إسقاط النظام السابق سنة 2011 تسبب بنزاع مسلح في الصيف الماضي وبانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس بمساندة جماعة فجر ليبيا التي تعد تحالفا لقوات غير متجانسة التقت مصالحها بسبب خسارة شق تيار الإسلام السياسي في الانتخابات التشريعية منتصف العام الماضي.
يذكر أن التنظيمات المتطرفة استغلت الصراع السياسي والعسكري بين مختلف الميليشيات لتجد لنفسها موطئ قدم في عدد من البلدات والقرى والمدن الكبرى (درنة وسرت).