دور أفريقي في "العاصفة" ومؤتمر مانحين يستبعد إيران .. هادي إلى حضرموت مقابل إنهاء الحرب؟
افراسيانت - مع دخول الحرب على اليمن شهرها الثاني، يبدو أنّ السعودية مستمرة في حملتها العسكرية من أجل تحقيق بعض «أهدافها»، وفي مقدّمتها عودة «الشرعية»، إذ برزت في هذا الإطار معلومات عن عودة عبد ربه منصور هادي إلى مدينة سيئون في محافظة حضرموت، لإعلانها عاصمة مؤقتة بعد فشل قوات «التحالف» في السيطرة على عدن، فيما رفضت الحكومة اليمنية المستقيلة مبادرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لإجراء محادثات سلام. وفيما تجدّد الحديث عن وساطة جزائرية تسعى لإنهاء الحرب، أكّدت طهران أنّ سلوك الرياض لن يبقى من دون ردّ.
ولما كانت الجزائر تحاول الاضطلاع بدور الوسيط في الأزمة اليمنية، أكّد مصدر ديبلوماسي جزائري أنّ دولاً عربية وغربية تدرس تنظيم لقاء دوليّ لكبار المانحين لإعادة إعمار اليمن، بعد انتهاء العملية العسكرية التي تقودها السعودية، مشيراً إلى أنّ «مسؤولين في المملكة العربية السعودية أبلغوا نظراءهم في الجزائر، عبر قنوات ديبلوماسية، أنّ دول التحالف العسكري التي شاركت في عملية عاصفة الحزم، بدأت في التحضير لمؤتمر دولي لكبار المانحين من أجل إعادة إعمار اليمن يشمل مانحين عرباً وغربيين».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن الديبلوماسي تأكيده أنّ «الجزائر أُبلِغت بفحوى المبادرة، نظراً لدورها كوسيط بين مختلف أطراف الأزمة، منذ انطلاق العملية العسكرية»، موضحاً أنّ مسألة «تنظيم لقاء دولي لكبار المانحين تم طرحه منذ أيام أثناء تبادل الأفكار حول مبادرة جزائرية لوقف الحرب في اليمن»، من دون أن يحدد توقيت أو مكان انعقاده.
ووفقاً للمصدر فإنّ «دول الخليج أبلغت الجزائر أنّ كل الدول التي يتّهمها التحالف بالتورط في دعم الانقلاب على الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، لن تشارك في مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار»، في إشارة إلى إيران.
وبعد الإعلان السعودي عن وصول قوات «الحرس الوطني» للمشاركة في حماية الحدود الجنوبية للمملكة، يبدو أن السنغال باتت أوّل «المتطوعين» لإرسال قوات برية إلى الداخل اليمني، وذلك بعد رفض باكستان المشاركة في «التحالف».
وفي الثاني من نيسان الحالي، اجتمع الرئيس السنغالي ماكي سال مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لمناقشة «المشاركة العسكرية» للدولة الأفريقية في «التحالف»، وذلك عقب لقائه الملك سلمان.
حينها ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية – «واس» أنّه جرى، خلال اللقاء، «مناقشة المشاركة العسكرية لجمهورية السنغال في تحالف عاصفة الحزم الذي تقوده المملكة العربية السعودية للحفاظ على الشرعية في الجمهورية اليمنية ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية واستقلالها وسيادتها، وتخليصها من التمرد الحوثي الإرهابي والداعمين له».
وفي هذا السياق، أشارت تقارير إلى أنّ السنغال أبدت رغبتها في إرسال قواتها إلى اليمن، وهو ما رحّبت به غينيا التي أعربت، بدورها، عن تضامنها مع شعب اليمن، منددةً بتصرفات من وصفتهم بـ «المتمردين».
ولكن المعارضة في السنغال استنكرت إرسال أيّ قوات برية إلى اليمن، واعتبرت الحكومة السنغالية أنّ على الرئيس استشارة الجمعية الوطنية قبل اتخاذ أيّ مبادرة من شأنها الإضرار بالأمن في البلاد.
ويحتشد في الوقت الراهن حوالي 2000 جندي سنغالي من كتائب القوات الخاصة، وقوات المظليين والمدرعات في تييس التي تبعد 70 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة دكار، وهم مستعدون للانطلاق إلى السعودية للمشاركة في الحرب على اليمن.
وفي وقت رفض وزير خارجية هادي، رياض ياسين، دعوة صالح إلى إجراء محادثات سلام، مؤكداً أن عملية «عاصفة الحزم» لم تنته، اشترطت «أنصار الله»، مجدداً، «وقف العدوان» والعودة إلى الحوار «من حيث توقّف».
وقال عضو المكتب السياسي في الجماعة محمد البخيتي إنّ «الحوار لا يمكن أن يُستأنف إلا بعد وقف العدوان الخارجي»، مضيفاً أنّ «الحوار يجب أن يستأنف من حيث توقف».
ياسين، من جانبه، أكّد، في مؤتمر صحافي في لندن، أنّ دعوات صالح «غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه. لا مكان لصالح في أيّ محادثات سياسية في المستقبل»، مشيراً إلى أنّ «عملية عاصفة الحزم لم تنته.. لن يكون هناك أي تعامل مع الحوثيين حتى ينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها».
وعلى ما يبدو، فإنّ عدم تمكّن «التحالف» من السيطرة على عدن، دفعه إلى البحث عن بديل بهدف إعادة هادي وحكومته إلى الداخل اليمني، وتحديداً إلى حضرموت حيث يسيطر تنظيم «القاعدة» على أجزاء واسعة من المحافظة، وتحديداً عاصمتها المُكلّا وما جاورها على ساحل بحر العرب.
وقالت قناة تلفزيونية تابعة لهادي، إنّ مدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت، ستكون العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية. وأضافت قناة «الشرعية» أنّ «هادي سيعود إلى سيئون وسيعلنها عاصمة مؤقتة مطلع أيار المقبل».
وفي هذه الأثناء، أكّد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ سلوك الرياض في محاصرة اليمن ومنع إرسال المساعدات الإنسانية إليه، لن يبقى من دون رد، مشدداً على أنّ الرياض لا يحق لها أن تقرر مصير الآخرين في المنطقة.
وأوضح عبد اللهيان أنّ جميع الخيارات لمساعدة الشعب اليمني وإرسال المساعدات الإنسانية إليه ونقل جرحاه تحظى باهتمامنا، معتبراً أنّ نتيجة استمرار «العدوان السعودي على اليمن، لن تكون سوى عدم الاستقرار في السعودية ومنطقتنا المشتركة».
من جهته، أكد قائد القوة البحرية الإيرانية العميد حبيب الله سياري أنّ الاسطول الـ34 للقوات البحرية موجود في خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب، ويقوم بإدارة الدوریات والمهام في المنطقة، ليناقض بذلك رواية مسؤولين أميركيين قالوا إنّ السفن الحربية الإيرانية تتجه شرقاً بعيداً عن اليمن، وهو ما دفع بالولايات المتحدة إلى سحب حاملة الطائرات «روزفلت» والبارجة القاذفة للصواريخ «نورماندي» من المياه اليمنية.
ونفى سياري، في مقابلة تلفزيونية، أمس الأول، ما نُشر من أخبار حول توجيه تحذيرات إلى السفن الحربية الإيرانية في خليج عدن، موضحاً أنّ سلاح البحرية الإيراني موجود في خليج عدن لمرافقة السفن التجارية ومكافحة القرصنة في منطقة باب المندب.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية - «إرنا» عن سياري قوله، أمس، إنّ البحرية الإيرانية تعتزم إرسال الأسطول الـ35 التابع لها إلى خليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب في 11 تموز المقبل، بعد انتهاء مهمة أسطولها الـ34، الذي وصل إلى سواحل اليمن في 22 نيسان الحالي.
ودعت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري «الحوثيين وأولئك الذين لديهم تأثير عليهم للذهاب إلى طاولة المفاوضات». وأضاف «نأمل أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من التهدئة وأن نتمكن من الوصول إلى مكان يمكن فيه إجراء مفاوضات».
وفيما أعلنت السعودية أنّ طياراً سعودياً ومتدرباً قُتلا، أمس، عندما تحطّمت طائرتهما أثناء طلعة تدريبية، رفضت تحديد موقع التحطم.
وهزّت انفجارات عنيفة، نتجت من غارات جوية، العاصمة صنعاء للمرة الأولى منذ الإعلان عن وقف «عاصفة الحزم»، مستهدفة ما قال سكان إنه مواقع عسكرية ومنطقة قرب مجمع القصر الرئاسي، بينما قصفت سفن حربية مواقع حول الميناء التجاري الرئيسي لمدينة عدن وحوض السفن، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المناطق.
وذكر مصدر عسكري أنّ طائرات «التحالف» شنت 12 غارة على معسكر العرقوب التابع للحرس الجمهوري، ودمّرت «مبنى القيادة، ومخازن الأسلحة والقوى البشرية، والإمداد، والميز ومحطة الوقود».
واستمرت الاشتباكات في عدن بين «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» ووحدات الجيش اليمني من جهة، وميليشيات هادي من جهة أخرى، كما جرت معارك عنيفة، يوم أمس، بين الطرفين، في شرق العاصمة صنعاء، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى.
وأرسلت قبائل تعزيزات إلى منطقة صرواح شرق صنعاء للتصدي للجماعة، بهدف منعها من التقدّم في محافظة مأرب. وأشارت مصادر إلى مقتل 90 من اللجان والجيش في صرواح.
كما شنّ «التحالف» أربع غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع الحوثيين من إرسال تعزيزات عسكرية إلى مأرب.
وقالت قناة «المسيرة» إنّ «العدوان السعودي - الأميركي قصف بنحو 45 صاروخاً، منذ الصباح (أمس)، مناطق الملاحيط والمنزالة والمروي في محافظة صعدة شمال البلاد».
السفير