أوباما وبايدن ينددان بخطوة أعضاء الكونغرس .. ظريف: رسالة الجمهوريين تقوض الثقة بواشنطن
افراسيانت - أعاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، طرح مسألة الثقة مع الولايات المتحدة، رداً على الرسالة التحذيرية التي وجهها جمهوريو الكونغرس إلى إيران في شأن الاتفاق النووي، معتبراً أن خطوة كهذه تقوض العلاقة.
وقال ظريف إن "هذا النوع من الرسائل غير مسبوق وغير ديبلوماسي. بالحقيقة، يقولون لنا إنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة".
وخلال خطاب ألقاه أمام مجلس خبراء القيادة، اتهم وزير الخارجية الإيراني "المتطرفين في الكونغرس" الأميركي بخلق "مشاكل" في المفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبراً أن الرسالة "ليس لها أي قيمة قانونية وهي من باب الدعاية".
وأميركياً، ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين حذروا بشكل مباشر القادة الإيرانيين.
واستنكر أوباما هذه المبادرة قائلاً إنه "من المفارقات أن يشكل بعض البرلمانيين في الكونغرس جبهة مشتركة مع الإيرانيين المؤيدين لاعتماد نهج متشدد"، وأضاف أنه "في هذه المرحلة سنرى ما إذا بإمكاننا التوصل إلى اتفاق، واذا حصل ذلك فسنتمكن من الدفاع عنه أمام الأميركيين".
بدوره، ندد بايدن بلهجة شديدة بزملائه السابقين أعضاء مجلس الشيوخ، وقال في بيان إنه على مدى 36 عاماً أمضاها في الكونغرس لم يشهد أبداً مثل هذه المبادرة.
وقال بايدن، في بيان، إن "الرسالة التي وجهها في التاسع من آذار 47 سيناتوراً جمهورياً إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والتي أعدت خصيصاً من أجل تقويض رئيس يمارس مهماته وذلك في منتصف مفاوضات دولية حساسة لا تليق بمؤسسة احترمها".
وأضاف أن "هذه الرسالة، بحجة إعطاء درس دستوري، لا تأخذ بالاعتبار قرنين من التقاليد وتهدد بتقويض قدرة أي رئيس أميركي مقبل أكان ديموقراطياً أم جمهورياً على التفاوض مع دول أخرى باسم الولايات المتحدة"، مشدداً على أن "هذه الرسالة توجه رسالة مضللة جداً.. رسالة خاطئة بقدر ما هي خطيرة. في وسع الشرفاء الاختلاف في السياسة لكن هذه ليست طريقة لجعل أميركا أكثر أماناً أو قوة".
من جهة أخرى، تستضيف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني يوم الاثنين المقبل في بروكسل، اجتماعاً في إطار المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني، مع وزراء الخارجية الإيراني والألماني والبريطاني والفرنسي، كما أعلن مكتبها أمس.
وهذا الاجتماع بين الأوروبيين والجانب الإيراني سيعقد غداة لقاء مرتقب في لوزان بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري وظريف ضمن إطار جولات المفاوضات.
وقالت متحدثة باسم الدائرة الديبلوماسية في الاتحاد الاوروبي إنه مع اقتراب انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق سياسي في 31 آذار الحالي، فإن هذا الاجتماع يثبت "الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوروبي لتحقيق نتيجة"، مضيفة "نبذل ما في وسعنا في هذا الصدد". وتابعت "إنها المرة الأولى التي يحصل فيها اجتماع على هذا المستوى في بروكسل".
وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تنتظر أن تحصل من إيران على مزيد من المعلومات عن برنامجها النووي بعد التقدم الذي تحقق في محادثاتهما التي تسير بشكل مواز مع المفاوضات.
وتحدث نائب الأمين العام للوكالة الدولية تيرو فارغورانتا عن إحراز تقدم في تبادل المعلومات بشأن برنامج إيران النووي، مشيراً، بعد وته من طهران، إلى أن "هذه القضايا تستغرق وقتاً لحلها ونحن نحلها".
وقال فارغورانتا إن الاجتماع التالي سيعقد في طهران الشهر المقبل، واستطرد "نتوقع أيضاً أنه في منتصف نيسان سيكون هناك إجراءات جديدة مقترحة".
إلى ذلك، انتخب المحافظ آية الله محمد يزدي أمس، رئيساً لمجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية الإيرانية العليا المكلفة تعيين المرشد الأعلى للجمهورية ومراقبة عمله، في منافسة مع الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
ونال يزدي (84 عاماً) 47 صوتاً في مقابل 24 لصالح رفسنجاني من أصل الأصوات الـ73، بحسب ما أفاد التلفزيون الإيراني. ويخلف في هذا المنصب آية الله محمد رضا مهدوي كني الذي توفي في تشرين الأول الماضي عن 83 عاماً.