افراسيانت - أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن حادث استخدام الأسلحة الكيميائية ليس إلا فبركة واستفزاز، محذرا من "التداعيات الخطيرة" لاستخدام القوة ضد سوريا.
نيبينزيا: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تتبع نهجا عدوانيا ضد روسيا وسوريا ووقاحتها تتجاوز نبرة الحرب الباردة
واتهم نيبينزيا، في كلمة ألقاها امس الاثنين خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية التهديد للسلام العالمي والأوضاع في سوريا، كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باتباع نهج عدواني سافر ضد روسيا وسوريا تتجاوز وقاحته فترة الحرب الباردة.
وقال نيبينزيا، في بداية كلمته: "طلبنا عقد هذا الاجتماع بسبب قلقنا العميق من نهج بعض العواصم الغربية، وخاصة واشنطن، ولندن وباريس، نحو تصعيد ممنهج للتوتر الدولي".
وتابع موضحا: "تتبع حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، دون أي أسس أو تفكير بالتبعات، نهجا عدوانيا ضد روسيا وسوريا وتدفع الآخرين إلى ذلك، وتجري هذه العملية باستخدام طيف واسع من الأساليب، منها الافتراءات والإهانات والخطابات العدوانية والابتزازات والعقوبات وكذلك التهديدات باستخدام القوة ضد دول ذات سيادة".
وأضاف نيبينزيا، متوجها إلى نظرائه الغربيين: "إنها تهدد روسيا بلا حياء، والنبرة، التي تلجأ إليها خلال ذلك، تجاوزت كل الحدود المسموح بها، حتى في فترة الحرب الباردة لم يتجرأ أسلافكم على مثل هذه الوقاحة تجاه بلادي، وماذا سيلي بعد ذلك؟".
نيبينزيا: ما يجري في سوريا هزيمة للإرهابيين الذين دعمهم الدول الغربية وهذا يثير هيستيريا فيها
وشدد المندوب الروسي على أن كل ما تمس به هذه الدول "يتحول إلى فوضى"، مضيفا: "أن غياب أي استراتيجية واضحة لديكم يثير دهشة أغلب الحاضرين لكنهم لا يقدمون على الإعراب عنها لكم بشكل سافر".
وتابع نيبينزيا أن عدوانية هذه الدول يجري الإعراب عنها بصورة أقوى في مجال القضية السورية، موضحا: ما يجري في هذه البلاد يتمثل بهزيمة الإرهابيين المتطرفين الذين يدعمهم مانحون خارجيون، وأود التذكير أن الحديث يدور حول الإرهابيين والمتطرفين، الذين قمتم بتجهيزهم وتمويلهم ونقلهم إلى سوريا من أجل تغيير الحكم الشرعي فيها".
وأضاف المسؤول الروسي، متوجها إلى الدول الغربية: "من الواضح الآن لماذا يثير هذا الأمر هيستيريا لدى هؤلاء الذين استثمروا في هذه القوات السوداء ورأس المال البشري".
نيبينزيا: لا شك في أنه كيميائي دون استفزاز مفبرك
وشدد نيبينزيا في غضون ذلك على أن دول الغرب تسعى للحفاظ على بؤر التوتر قرب دمشق لإرهاب سكانها في ظل هزيمة المتطرفين بالغوطة الشرقية، وأشار المندوب الروسي في هذا السياق إلى أن ما تصفه بعض الجهات بالهجوم الكيميائي في دوما يحمل طابعا مفبركا سافرا.
وأوضح نيبينزيا أن صحفيا معارضا يدعى أسعد حنا ويقيم في إسطنبول نشر على حسابه في موقع "تويتر" شريط فيديو يظهر ما يعتبر موقعا للهجوم في دوما ويوثق رجلا مجهولا يقف أمام قنبلة يدوية الصنع قيل إنها سقطت في غرفة نوم لأحد مباني مدينة دوما.
وتابع بالقول: "لا شك في أن هذه العملية مفبركة، لأن المسار المرجح للقنبلة غير طبيعي على الإطلاق، حيث يفترض أنها اخترقت سقف المبنى ووقعت على فراش دون إلحاق أي أضرار به، ومن الواضح أنها وضعت مسبقا هناك خلال الإعداد لتصوير الفيديو".
وأشار نيبينزيا إلى أن العسكريين السوريين عثروا، يوم 8 أبريل، خلال تفقدهم إحدى البلدات قرب مدينة دوما، على مصنع لتنظيم "جيش الإسلام" خاص بإنتاج ذخائر الأسلحة الكيميائية، وعلى الرغم من ذلك سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى اتهام السلطات السورية، فيما حملت روسيا وإيران المسؤولية الأكبر "وذلك بسرعة خاطفة ودون أي تحقيق".
كما لفت نيبينزيا إلى أن "الاستفزاز الكيميائي في دوما يوم 7 أبريل حصل فورا بعد حصول الوفد الأمريكي في مجلس الأمن على توجيه بطلب عقد مشاورات على مستوى الخبراء يوم 9 أبريل حول مشروع قرار للولايات المتحدة بشأن التحقيق في حوادث استخدام الكيميائي بسوريا، وبعد ذلك تعرضت النسخة الأولى من الوثيقة لتعديلات كبيرة".
وشدد المسؤول الروسي على "ضرورة التحقيق في هذه الملابسات الغامضة بشكل نزيه وموضوعي وغير منحاز، دون تجاهل مبدأ قرينة البراءة".
نيبينزيا: لم يتم العثور على أي جثث أو مصابين بمادة سامة في دوما ولا أثر لاستخدام الكيميائي فيها
ولفت نيبينزيا انتباه المشاركين في جلسة مجلس الأمن إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما أمر غير مؤكد تماما.
وأوضح بالقول: "تم إرسال خبراء روس مختصين في الحماية من الإشعاع والحماية الكيميائية والبيولوجية إلى دوما بعد تحريرها من المسلحين، من أجل أخذ عينات التراب في المدينة، وجمعوا عينات منه وأظهرت غياب أي مواد مشلة للأعصاب أو محتوية على الكلور، كما قاموا باستطلاع السكان المحليين والمسلحين الذين أوقفوا القتال".
وشدد المندوب الروسي على أن "أيا من السكان المحليين لم يؤكد وقوع هجوم كيميائي"، مشيرا إلى أن "المستشفى المحلي لم يستقبل أي مصابين بعلامات التأثير بموادة سامة من نوع السارين والكلور... وليس هناك أي مؤسسات طبية عاملة في المدينة".
وأكد نيبينزيا أنه لم يعثر في دوما على "جثث قتلى جراء التسميم، ولا معلومات لدى الموظفين أو السكان حول مواقع مقابر محتملة".
وتابع: "بالتالي، فإن استخدام السارين أو الكلور في دوما أمر لم يتم تأكيده، وأدعو كل من سيلقي كلمة لاحقا... للانطلاق من أنه لم يكن هناك أي هجوم كيميائي".
نيبينزيا: ندعو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للوصول إلى سوريا لإجراء التحقيق وسنضمن الظروف الضرورية
ولفت نيبينزيا إلى أن السويد وزعت بين أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار للتحقيق في حادث دوما، لكنه أشار إلى أن إجراءه لا يحتاج إلى أي قرار على الرغم من استعداد روسيا للنظر في الوثيقة السويدية.
وبين: "نقترح اليوم ما ينص عليه مشروع القرار، ليتوجه موظفو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق فورا يوم غد، لا سيما أنها قالت، على لسان أمينها العام، أحمد أوزمجو، إنها مستعدة لتحديد ملابسات الحادث".
وتعهد نيبينزيا بأن العسكريين الروس والسلطات السورية سيهيئون جميع الظروف الضرورية لإجراء التحقيق، بما في ذلك "الوصول إلى موقع الهجوم المزعوم والاطلاع على الوضع على الأرض".
وأشار إلى أن هذا الأمر هو الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزعماء غربيون آخرون.
نيبينزيا: فبركة كيميائي دوما يهدف أيضا لصرف الانتباه عن قضية سكريبال
كما اعتبر المندوب الروسي أن "فبركة السبت في دوما تهدف كذلك إلى صرف اهتمام المجتمع الدولي عن مسرحية قضية سكريبال، التي ارتبكت فيها لندن نهائيا بعد أن انهالت على روسيا باتهامات غير مؤكدة على الإطلاق".
وشدد على أن الحكومة البريطانية "تمكنت من تنفيذ مهمتها الأساسية في هذه القضية وهي تضامن حلفائها في بناء الجبهة المعادية لروسيا".
وأوضح: "الآن يقوم البريطانيون بتجنب إجراء تحقيق شفاف وتقديم أجوبة عن الأسئلة المطروحة وإخفاء الآثار".
نيبينزيا: أبلغنا الولايات المتحدة بأن الأعمال القتالية ضد سوريا ستسفر عن تداعيات خطيرة للغاية
وحذر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة من توجيه أي ضربات ضد القوات السورية بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما.
وقال: "لقد أبلغنا الولايات المتحدة عبر قنوات اتصال مناسبة بأن استخدام القوة العسكرية بذريعة كاذبة ضد سوريا، التي انتشرت فيها بطلب من الحكومة المحلية الشرعية مجموعة من القوات الروسية، قد يسفر عن تداعيات خطيرة للغاية".
دي ميستورا: الأمم المتحدة لا تستطيع تأكيد صحة التقارير حول الهجوم الكيميائي في دوما السورية
بدوره، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن الأمم المتحدة لا تستطيع تأكيد أو نفي صحة التقارير حول الهجوم الكيميائي في دوما السورية.
ودعا دي ميستورا مجلس الأمن الدولي، في تقرير قدمه خلال الجلسة الطارئة له، إلى بحث الوضع في سوريا، لإيجاد آلية مناسبة للتحقيق في التقارير حول الهجوم الكيميائي في دوما.
كما لفت دي ميستورا إلى أن المنظمة الدولية غير قادرة على تحديد الجهة التي وجهت اليوم الاثنين ضربات إلى قاعدة "T4" السورية، لكنه حث جميع الأطراف على إبداء ضبط النفس والامتناع عن خطوات قد تسفر عن تصعيد الوضع في سوريا.
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، امس الاثنين، جلسة طارئة بمبادرة من روسيا لمناقشة "تهديد السلام العالمي".
ومن المقرر أن يلي هذه الجلسة اجتماع طارئ آخر دعت إليه مجموعة من الدول الأعضاء للمجلس لبحث الأوضاع في سوريا على خلفية التقارير حول استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما.
المصدر: RT + وكالات