افراسيانت - تبنى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء 17 فبراير/شباط بالإجماع مشروع قرار روسي بشأن الوضع في أوكرانيا، يدعو إلى وقف فوري للعمليات القتالية في جنوب شرق البلاد.
وينص القرار على وجوب أن ينفذ طرفا النزاع الأوكراني بنود اتفاق مينسك الخاص بتسويته بصورة كاملة، إلى جانب إعراب الدول الأعضاء في المجلس عن قلقها من استمرار العمليات القتالية في جنوب شرق البلاد.
كما يشير النص إلى ضرورة مراعاة سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى التأكيد على عدم وجود بديل لحل الأزمة في البلاد بطرق سلمية.
وأكد المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين دعم موسكو الكامل لمجموعة الإجراءات الهادفة إلى تسوية النزاع الأوكراني، كما جدد استعداد روسيا الكامل للمساهمة في تنفيذ بنود اتفاق مينسك بشأن التسوية في شرق أوكرانيا.
هذا وشكر الدبلوماسي الدول الأعضاء في مجلس الأمن على دعمهم لمشروع القرار الروسي بالإجماع.
وكانت روسيا قدمت مشروع القرار بشأن الوضع في أوكرانيا إلى مجلس الأمن يوم 13 فبراير/شباط الجاري، بعد يوم من قمة "رباعية نورماندي" في مينسك بشأن أوكرانيا، والتي شارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الأوكراني بيترو بوروشينكو والفرنسي فرانسوا هولاند، بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
تشوركين: الغرب هو الذي شجع أوكرانيا على إشعال نار النزاع
وفي مناقشة حادة حول موضوع النزاع الأوكراني دارت في مقر مجلس الأمن عقب تبني القرار، اتهم المندوب الروسي الدول الغربية بدفع أوكرانيا إلى بدء النزاع المسلح، وذلك عبر دعمها استخدام كييف القوة العسكرية ضد المواطنين المعارضين لنهج السلطات الجديدة.
هذا وأعرب تشوركين عن استياء الوفد الروسي من سير المناقشة قائلا إن بعض الدول تحاول "إعادة كتابة نص اتفاق مينسك".
المندوبة الأمريكية تتهم روسيا وقوات الدفاع الشعبي بالتصعيد
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الروسي ردا على اتهامات وجهها ضد موسكو عدد من مندوبي الدول الأعضاء في المجلس.
ومنهم المندوبة الأمريكية سامانثا باور التي اتهمت قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا بتصعيد العنف في المنطقة، واصفة إياها بـ"القوات التي تدربها روسيا وتزودها بالسلاح وتنضم إليها في ساحات المعركة"، حسب تعبيرها.
لندن تدعو لمواصلة الضغط على روسيا
بدورها، دعت لندن على لسان مندوبها الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، مارك لايال غرانت، إلى "مواصلة الضغط على روسيا إلى حين قيام قوات الدفاع الشعبي شرق أوكرانيا بتنفيذ اتفاقات مينسك بشكل كامل".
واعتبر الدبلوماسي البريطاني أن "التمسك الروسي بتطبيق اتفاقات مينسك يجب أن يظهر من خلال التأثير على قوات الدفاع في دونباس لتوقف أعمال العنف"، على حد قوله.
الصين: حل سياسي للأزمة الأوكرانية مستحيل حال تجاهل مصالح الأقليات
من جانبه، أعلن مندوب الصين الدائم لدى مجلس الأمن الدولي ليو جيه يي أن بيجين ترى أن "الحل السياسي للأزمة الأوكرانية يتطلب الأخذ بعين الاعتبار هموما مبررة لجميع الأطراف".
وقال الدبلوماسي الصيني خلال اجتماع عقده المجلس حول أوكرانيا إن "الصين تعتقد أنه يجب البقاء بالإطار السياسي في مسألة تسوية الأزمة الأوكرانية... الحل الأساسي يجب أن يشمل المصالح والهموم المبررة لجميع المجموعات الإثنية المقيمة أوكرانيا".
وحسب قوله، فإن "الصين تقييم إيجابيا اتفاقات مينسك بشأن أوكرانيا، باعتبارها قادرة على إحداث انفراجة في الوضع هناك".
بوتين: آمل من طرفي النزاع الأوكراني تنفيذ اتفاق مينسك
افراسيانت - أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء 17 فبراير/شباط عن أمله أن يتم تنفيذ اتفاق مينسك من قبل كلا طرفي النزاع المسلح في أوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المجري فيكتور أوربان خلال زيارته إلى المجر أشار بوتين إلى تقلص ملحوظ في حدة المواجهات العسكرية في منطقة دونباس.
كما أعرب الرئيس الروسي عن تفاؤله بشأن استمرار وقف إطلاق النار في جنوب شرق البلاد.
وحول الوضع في مدينة ديبالتسيفو (وسط منطقة دونباس) ومحيطها قال بوتين إن ما يحدث هناك حاليا من المواجهات كان متوقعا وتمت مناقشته في مينسك.
ودعا كييف إلى عدم منع العسكريين الأوكرانيين المحاصرين في ديبالتسيفو من إلقاء سلاحهم والاستسلام إذا أرادوا ذلك، كما حث قوات الدفاع الشعبي على إعطاء الجنود الأوكرانيين فرصة للخروج من طوق الحصار.
هذا ولفت الرئيس الروسي إلى أن سلطات منطقة دونباس المناهضة لكييف وافقت على المشاركة في إصلاح دستوري في أوكرانيا، الأمر الذي يدل على تقدم في تطور مؤسسات الدولة الأوكرانية.
دونباس.. معارك شرسة حول ديبالتسيفو والهدنة قائمة في معظم المنطقة
من جهة أخرى، أعلنت وزارة دفاع "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، أن أكثر من 90 عسكريا أوكرانيا قتلوا في معارك مستمرة في بعض أنحاء منطقة دونباس، وخاصة مدينة ديبالتسيفو.
وفي تصريح صحفي قال المتحدث باسم الوزارة إدوارد باسورين الثلاثاء 17 فبراير/شباط أن القوات الأوكرانية خرقت نظام وقف إطلاق النار أكثر من 70 مرة، وذلك من خلال إطلاق النار من المنظومات الصاروخية والمدفعية ضد مواقع قوات الدفاع الشعبي.
وأكد باسورين أن قوات الدفاع الشعبي تحاصر 150 عسكريا أوكرانيا في أحد شوارع مدينة ديبالتسيفو، وأن محادثات تجري حاليا بشأن استسلامهم كأسرى.
في هذا السياق، أكد باسورين أن مئات المقاتلين الأوكرانيين استسلموا أمام قوات الدفاع الشعبي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مضيفا أن سلطات" دونيتسك الشعبية" تعتزم تسليم الأسرى إلى عائلاتهم.
إلا أنه قال:"حسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن قيادة الجيش الأوكراني تعتبر المستسلمين خونة وتهددهم بملاحقات قانونية مناسبة".
مع ذلك، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع إلى أن الأوضاع في "جمهورية دونيتسك" مستقرة بشكل عام، لأن "قوات الدفاع الشعبي لا ترضخ لاستفزازات القوات الأوكرانية".
وذكر باسورين، استنادا الى معطيات استخبارات دونيتسك، أن القوات التابعة لكييف تحشد حاليا معدات ثقيلة للهجوم على مدينة ديبالتسيفو، بهدف تحرير وحداتها العسكرية المحاصرة هناك.
"دونيتسك الشعبية" تنفي الاتهامات بخرق اتفاقات مينسك
وكان باسورين أكد في وقت سابق من الثلاثاء أن قوات الجمهورية "تطبق جميع بنود الاتفاق. ومدينة ديبالتسيفو جزء من أراضينا الداخلية"، موضحا أن "الاتفاق حول سحب الأسلحة يجب تنفيذه وفق خط الفصل" المنصوص عليه في اتفاقات مينسك.
هذا واعتبرت سلطات كييف، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، محاصرة مدينة ديبالتسيفو جنوب شرق أوكرانيا من قبل قوات الدفاع الشعبي، بأنها "انتهاك لاتفاقات مينسك".
رئيس "لوغانسك الشعبية": الهدنة قائمة في غالبية أجزاء دونباس
وفي وقت سابق من الثلاثاء أعلن إيغور بلوتنيتسكي رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية (المعلنة من طرف واحد) أن الهدنة ما تزال سارية بشكل عام في معظم أجزاء منطقة دونباس شرق أوكرانيا، لكن لا يوجد وقف تام لإطلاق النار.
وأوضح بلوتنيتسكي في تصريح صحفي، الثلاثاء 17 فبراير/شباط، إن نظام وقف إطلاق النار الذي تنص عليه اتفاقات مينسك، يتم تطبيقه بشكل عام، إلا أن القصف مستمر في مدينة ديبالتسيفو.
من جانبه، أكد ضابط أوكراني أن مدينة ديبالتسيفو تشهد معارك، حيث "يجري إعادة نشر قواتنا ونواصل عملياتنا"، وقال إن العدو (قوات الدفاع الشعبي) احتل عددا من المباني"، دون الإشارة إلى ما هي تلك المباني.
وفي وقت سابق من الثلاثاء أعلن بلوتنيتسكي أن الجمهورية بدأت أمس سحب الأسلحة الثقيلة من خط المواجهة بحسب ما نص عليه اتفاق مينسك.
ونقلت تاس عن بلوتنيتسكي:" لقد كنت أمس على الجبهة.. ودباباتنا والمدفعية خرجت بشكل فعلي.. نحن أمس بدأنا تنفيذ التزاماتنا".
وشدد بلوتنيتسكي أنه ينتظر نفس الخطوة من قبل كييف، لكنه استطرد أنه يصعب القول أن كييف جاهزة لتنفيذ الالتزامات وسحب الأسلحة الثقيلة.
وأوضح أن "كييف تحاول سحب الأسلحة بينما قوات الحرس الوطني تعيدها".
المصدر: وكالات