افراسيانت - نقل موقع "القدس" دوت كوم، المقرب من السلطة الفلسينية , امس( 28 آب 2017) أن الوفد الاميركي الذي ترأسه مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر والتقى قبل ايام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الخميس الماضي لم يقدم للرئيس عباس اي جديد بخصوص عملية السلام والتسوية.
وضم الوفد الاميركي الى جانب جاريد كوشنر المكلف بملف سلام الشرق الاوسط، مستشار ترامب لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات ونائبة مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي دينا باول وقد التقوا الرئيس عباس وكبار مستشاريه في رام الله الخميس الماضي.
ونقلا من مصدر مطلع فأن "كوشنر أخبر عباس بصراحة مطلقة أنه من المستحيل لحكومة رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أن تنجو إذا وافقت على تجميد الاستيطان، وبالتالي فإن إصرار الفلسطينيين على وقف الاستيطان كشرط لإعادة إطلاق المفاوضات هو ضرب من العبث، ولن يقود الى اي مكان".
وبحسب المصدر فان كوشنر اكد أن "إدارة الرئيس ترامب مصممة على إحلال سلام مستدام يعمه الازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين، ولن تتردد في اتخاذ الخطوات الإضافية من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يطمح إليه الرئيس (ترامب)".
وبحسب المصدر فإن كوشنر وفريقه "لم ينطقوا بعبارة حل الدولتين كنهاية للصراع رغم إصرار الطرف الفلسطيني وترديده هذه العبارة، مذكراً الفريق الأميركي بأن حل الدولتين على أساس حدود حرب 1967 مع تبادل أراض متوازية ومتساوية هو الموقف الأميركي الرسمي منذ أن أطلق الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش مبادرة خارطة الطريق" في شهر حزيران 2003 في الأردن، وهو الموقف الذي تتفق عليه الأسرة الدولية.
وكان جاريد كوشنر وفريقه قد زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية يومي الأربعاء والخميس الماضيين في محاولة جديدة لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي إحدى المسؤوليات العديدة التي سلمتها الإدارة الأميركية إلى صهر الرئيس دونالد ترامب البالغ من العمر 36 عاماً. وكانت هذه هي زيارته الثانية إلى المنطقة في غضون ثلاثة أشهر فقط، وقد يكون ذلك دليل على سعي الإدارة الجديدة لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين مما أثار بعض التفاؤل الحذر بين مراقبي الاوضاع في الشرق الأوسط بواشنطن بأن ترامب قد يكون قادراً على إحراز بعض التقدم، رغم افتقاره للخبرة الدبلوماسية والسياسية، ولكن وبعد انتهاء زيارة كوشنر يبدو أن هذا التفاؤل قد تلاشى، لا سيما وان زيارة كوشنر جاءت وسط تغيرات كثيرة في الحكومة الإسرائيلية حيث أن فضيحة الفساد تلاحق نتنياهو "تضعه في موقف دفاعي، يجبره على رفض تقديم أي تنازلات يمكن أن تغضب اليمين الإسرائيلي لحماية ائتلافه السياسي" بحسب المصدر.
يشار إلى أنه وبعد زيارة كوشنر في حزيران الماضي أعرب الفلسطينيون عن استيائهم من تردد إدارة ترامب في الإعلان عن تبنيها "حل الدولتين لشعبين يتعايشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام" كما كان عليه حال الإدارات السابقة.
وفي خطوة محيرة الأسبوع الماضي رفضت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت التاكيد على الالتزام بهذا الحل، الذي لطالما أيده الزعماء الأميركيون والفلسطينيون والقادة الدوليون الآخرون، واعتبرت ذلك انه "يشير إلى التحيز" وهو موقف أثار صدمة بين بعض المراقبين.
يشار إلى أن جولة كوشنر شملت عقد لقاءات مع عدد من القادة العرب الآخرين، في محاولة لأقلمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو ما يصر عليه نتنياهو.
وقال المصدر ، "الحقيقة أن كوشنر والإدارة لا يزالون بعيدين جداً عن رسم الخطوط العريضة للاتفاق الذي وعد به الرئيس ترامب، فهم لا يزالون في مرحلة البحث عن سبل لإحياء المفاوضات المجمدة منذ 2014، وهي مهمة أقل ما يقال عنها انها غاية في التعقيد" .
وحول ما حمله كوشنر كمحفزات للفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات دون تجميد الاستيطان قال المصدر ان "فريق ترامب توصل الربيع الماضي الى نقاط مهمة ويبحثها مع الفلسطينيين والحقيقة أن فريق ترامب لم يتمكن من تنقيح هذه الأفكار بعد ولكنه يعمل عليها".
يشار إلى أن هذه الأفكار تشمل مجموعة من الشروط التي "يريد الرئيس (ترامب) من الفلسطينيين القبول بها مبدئياً قبل أن تضع الولايات المتحدة زخمها وسمعتها وراء دفع جديد قوي لإطلاق مفاوضات تقود في نهاية المطاف لتحقيق السلام بين الطرفين وتحقيق الاستقلال للفلسطينيين والأمن المستدام لإسرائيل"، إلى جانب "ضمان برنامج دعم مالي وتقني أميركي قوي ومميز للفلسطينيين، مقابل قيام الطرف الفلسطيني بمحاربة الإرهاب ووقف التحريض ضد إسرائيل بشكل كامل والعمل مع إسرائيل بشراكة حقيقية خاصة في المجال الأمني".
وتعيد اقتراحات "ورقة النقاط" الحياة لفكرة "الدولة الفلسطينية المؤقتة على ستين بالمائة من الضفة الغربية" التي تطرحها إسرائيل بين فترة وأخرى حيث كان رئيس وزراء إسرائيل السابق أرئيل شارون قد أقنع الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بإيجابيتها "كخيار مرحلي" عام 2002 ووجدت طريقها ضمن "خارطة الطريق" التي أعلنها الرئيس بوش في خطاب له يوم 24 حزيران 2002 ومن ثم اكتملت يوم 4 حزيران 2003 في مدينة العقبة الأردنية.