افراسيانت - سيطرت قوات النخبة اليمنية التي تتولى الإمارات و الولايات المتحدة تدريبها على محافظة شبوة النفطية في جنوب اليمن، مع انسحاب مسلحي تنظيم "القاعدة" منها.
ووفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس" فإن مقاتلي القاعدة تجنبوا المواجهة المباشرة مع قوات النخبة اليمنية، وقاموا بتراجع تكتيكي إلى محافظة أبين المجاورة.
ويأتي هذا التراجع من قبل القاعدة بعد عملية عسكرية شنتها قوات النخبة اليمنية التي تدعمها قوة تجمع بين الإمارات والولايات المتحدة.
وتنتشر عناصر تنظيم القاعدة في اليمن منذ عقدين، واغتنمت الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة والمسلحين الحوثيين لتعزيز مواقعها، وخصوصا منذ اشتداد حدة النزاع مع تدخل التحالف العربي بقيادة سعودية على الخط دعما للرئيس هادي.
وكشف مسؤول عسكري يمني لفرانس برس: "قوات النخبة التي دخلت هذه المناطق الأربعاء الماضي، هي قوات يمنية لكنها تدربت لأشهر في (مدينه) المكلا على يد قوات إماراتية والعملية العسكرية كلها أدارتها الإمارات"... "مشاركة القوات الأمريكية اقتصرت على مروحيات حلقت في سماء المناطق التي دخلتها القوات".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس، أعلن الجمعة أن القوات الخاصة الأمريكية "تساعد المواطنين والقوات المحلية في عملياتها ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وأن الهدف من هذه العمليات، التي تجري في محافظة شبوة، هو "تدمير" قدرة شبكة القاعدة على القيام بعمليات"، وأن "هناك عددا قليلا جدا من القوات الأمريكية على الأرض وأنهم هناك من أجل المساعدة في تدفق المعلومات".
وتابع ديفيس أن الولايات المتحدة شنت أكثر من 80 غارة جوية منذ الـ28 شباط الماضي في اليمن.
وفي سياق متصل أشار مسؤولون عسكريون يمنيون وسكان محليون إلى أن عناصر التنظيم تجنبوا الاشتباكات مع قوات النخبة اليمنية.
وقال أحد سكان مدينة عزان (التي كانت تسيطر عليها القاعدة) في محافظة شبوة لفرانس برس أن "القاعدة كانت تتحرك قبل دخول هذه القوات، لأنه لم تكن توجد سلطة ولم تفرض سيطرتها على المنطقة لأنها فشلت في خوض هذه التجربة سابقا".
وأضاف أن "التنظيم وجد نفسه أمام مأزق.. إذ هو غير قادر على مواجهة هذه القوات لأن معظم المقاتلين هم من أبناء قبائل شبوة وأي مواجهة وسقوط ضحايا سيفقدهم الحاضنة الشعبية، وسيدفع القبائل إلى دخول المواجهة ومشاركة القوات في تصفية التنظيم".
وتابع قائلا: "الكثير من مسلحي التنظيم غادروا. البعض منهم باتجاه المناطق الصحراوية المحيطة بالمنطقة، فيما لجأ آخرون إلى محافظة أبين المجاورة".
وأعرب عسكريون يمنيون عن الخشية من عدم بقاء تنظيم القاعدة بعيدا لفتر طويلة، ما يؤكد صعوبة العودة إلى إنتاج النفط والغاز في محافظة شبوة.
يذكر أن القاعدة لطالما تبنت هذا التكتيك خلال العمليات الواسعة النطاق للقوات المسلحة اليمنية.
كشف تفاصيل عملية عسكرية بإسناد أمريكي إماراتي ضد "القاعدة" في اليمن
في السياق , كشفت وكالة الأنباء الإماراتية عن تنفيذ قوات النخبة اليمنية بمساندة قوات أمريكية وإماراتية عملية وصفت بالنوعية ضد تنظيم "القاعدة" في محافظة شبوة.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري إماراتي مسؤول وصفه العملية العسكرية المشتركة بأنها نوعية وكبيرة ضد مسلحي تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية" المنتشرين في تلك المحافظة اليمنية.
وذكر المصدر أن قوات التحالف عملت "بواسطة القوات الإماراتية خلال الفترة الماضية على تدريب وتأهيل وتجهيز وإعداد هذه القوات من قبائل محافظة شبوة".
وأوضحت أن القوات الإماراتية قامت بعد ذلك بجمع "مجندين من عدة قبائل وتوجيههم لمعسكرات التدريب المخصصة التي قامت بتأهيل عناصر النخبة الشبوانية على مهارات استخدام الأسلحة والآليات، الأمر الذي برزت نتائجه بشكل واضح خلال العملية التي نفذتها هذه القوات اليوم في محافظة شبوة".
وأفادت الوكالة بأن القوات اليمنية قوات النخبة الحضرمية و بإسناد إماراتي أمريكي تحركت "من مواقعها لدحر عناصر التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية".
ولفتت إلى أن هذا التنظيم كان استغل "الظروف التي كانت تمر بها محافظة شبوة وقام بالانتشار فيها خاصة بعد الهزائم التي مني بها أثناء عمليات قوات التحالف في مكافحة الإرهاب بمحافظة المكلا خلال العام الماضي".
وأفاد المصدر بأن تلك القوات وجدت ترحيبا شعبيا عارما بمدن وقرى المحافظة ، ما "أجبر عناصر التنظيم الإرهابية على الهرب والفرار من هذه المدن و البحث عن ملاذات آمنه في المحافظات الأخرى".
المصدر: وام