افراسيانت - استعاد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" أغلب الأحياء التي خسرها ليل الاثنين /الثلاثاء في مدينة الرقة شمال شرق سورية.
وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) امس إن " تنظيم داعش استعاد شارع 23 شباط وشارع سيف الدولة والمنصور وسط المدينة، وأن قوات سورية الديمقراطية تراجعت الى منطقة السور الاثري شرق المدينة على أطراف حي الصناعة .
وأشاروا إلى أن ذلك جاء بعد قيام عناصر تنظيم "داعش" بالالتفاف من جهة نهر الفرات جنوب المدينة واستعادوا الاحياء التي انسحبوا منها ليلاً .
وأكد السكان أن عددا كبيرا من "قوات سورية الديمقراطية" سقطوا بين قتيل وجريح وان عدداً منهم سقطوا أسرى بيد التنظيم .
ولفتوا أن طائرات التحالف الدولي شنت عدة غارات على المدينة دمرت إحداها مبنى قرب مستشفى الطب الحديث وسط المدينة ، كما شنت الطائرات غارات على اطراف المدينة الشمالية والشرقية .
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، منذ اسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن معارك داخل الرقة تزامنا مع اعلانها "المعركة الكبرى لتحرير" المدينة.
وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" لاستعادة الرقة جيهان الشيخ احمد لوكالة فرانس برس "تدور اشتباكات عنيفة مع داعش الذي يلجأ بشكل كبير الى الالغام والقناصة ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة".
ومنذ دخولها الى المدينة في السادس من الشهر الحالي، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة بشكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية وحي الرومانية في الجهة الغربية.
وتسعى هذه القوات لبسط سيطرتها الكاملة ايضا على حي الصناعة (شرق) المحاذي للمدينة القديمة حيث يتحصن تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كبير.
وبرغم غارات التحالف الدولي على مواقعهم، يتصدى الجهاديون بشراسة لتقدم قوات سوريا الديموقراطية.
وتشكل السيطرة على حي الصناعة، بحسب المرصد، بداية المعركة الحقيقة في الرقة اذ ان قوات سوريا الديموقراطية ستدخل منه الى وسط المدينة انطلاقا من المدينة القديمة.
وافادت حملة "الرقة تذبح بصمت"، التي تنشط سرا داخل المدينة وتوثق انتهاكات التنظيم، على حسابها على تويتر ان "تنظيم داعش يُخلي الأحياء داخل منطقة سور الرقة" الاثري الذي يحيط بالمدينة القديمة، ويفصل بينها وبين حي الصناعة.
وتعد احياء وسط المدينة الاكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن تنظيم الدولة الاسلامية يعمد الى استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية"، بحسب شهادات اشخاص فروا من مناطق سيطرته.
وكان يعيش في مدينة الرقة التي استولى عليها الجهاديون في 2014، نحو 300 الف مدني، بينهم 80 الف نازح من مناطق سورية اخرى. الا ان الآلاف فروا خلال الاشهر الاخيرة.
ويعاني اهل الرقة حاليا من اوضاع معيشية صعبة نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه واغلاق المحال التجارية وخاصة الافران.
وقدرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بـ"اكثر من 430 الف شخص من هم بحاجة الى مساعدات في محافظة الرقة"، التي سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على اماكن واسعة منها قبل ان تدخل المدينة الاسبوع الماضي.
وطالما شكلت الرقة محط اهتمام اطراف اخرى، واعتبرتها دمشق "اولوية" للجيش السوري. الا ان الاخير لم يتدخل كثيرا في هذه الجبهة الى ان دخل محافظة الرقة من الجهة الغربية الثلاثاء الماضي.
وحققت قوات النظام منذ ذلك الحين تقدما في ريف الرقة الغربي ووصلت الى منطقة تماس مع قوات سوريا الديموقراطية على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة الرقة.
وسيطرت قوات النظام الثلاثاء على تسع مزارع وقرى غرب الرقة ليرتفع الى 36 عدد القرى التي تم طرد الجهاديين منها خلال اسبوع.