افراسيانت - يتواصل لليوم التاسع والثلاثين على التوالي، إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، وسط إجراءات إسرائيلية تزداد شدة وقمعا، وتعنتا ورفضا مطلقا للتفاوض مع قيادة الإضراب، ما دفع الأسرى للتهديد باتخاذ إجراءات تصعيدية غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع ، إن الأسرى مصممون على مواصلة الإضراب خلال الفترة المقبلة، حتى تستجيب إدارة السجون وسلطات الاحتلال لمطالبهم.
وأكد قراقع أن إدارة السجون تمتنع حتى الآن عن الدخول في أي مفاوضات مع قيادة الإضراب، وتشترط وقف الإضراب حتى تذهب إلى المفاوضات، وهو ما يرفضه الأسرى تماما.
وأوضح قراقع أن الأسرى هددوا بالامتناع عن تناول الملح والماء، والتوقف عن الخضوع للفحوصات الطبية، في حال استمرار تعنت إدارة السجون.
وأكد قراقع أن الأسرى بدأوا يصارعون الموت، وقد تم نقل العديد منهم إلى المستشفيات الميدانية نتيجة تعرضهم لهبوط حاد في نبضات القلب، ومشاكل في الأمعاء والكلى والكبد، إضافة لهبوط حاد في أوزانهم، وأوجاع حادة في كافة أجزاء الجسم.
من جانبها أكدت عضو اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، فداء نجادة، أن غالبية الأسرى المضربين نُقلوا خلال الأيام الأخيرة إلى ما تسمى بـ"المستشفيات الميدانية"، التي أقامتها سلطات الاحتلال داخل السجون، مضيفة أن تلك المستشفيات هي أقل من مستوى عيادة طبية، يُعطى الأسرى فيها الغلوكوز فقط، ويتم مساومتهم من قبل الأطباء الإسرائيليين على فك إضرابهم، مقابل تلقي العلاج.
وبيّنت نجادة أن إدارة السجون الإسرائيلية تفرض تعتيما تاما وحجبا شاملا للمعلومات والأخبار القادمة من المعتقلات حول أوضاع الأسرى المضربين، مشيرة إلى أن اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، لم تتمكن بسبب تلك الإجراءات المشددة من معرفة أعداد وأسماء الأسرى الذين ينقلون للمشافي الميدانية، أو يعودون منها إلى الزنازين.
وحول الفعاليات الشعبية لمناصرة الأسرى المضربين، أوضحت نجادة أنه سيتم تنظيم مؤتمرات شعبية في كل خيم الاعتصام في المحافطات الفلسطينية يوم غد الخميس، كما سيتم التوجه إلى نقاط الاحتكاك مع جنود الاحتلال بعد صلاة يوم الجمعة.
وبشأن الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية دعما للأسرى المضربين، قال المحلل السياسي، أكرم عطا الله، إن "القيادة الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه، ولا تتحمل أن تقصير".
وأضاف أن تلك الجهود "لم تؤتِ ثمارها إلى الآن نتيجة عنجهية الطرف الإسرائيلي، الرافض للتجاوب مع أي من مطالب الأسرى".
ولفت المحلل السياسي إلى أن القيادة الفلسطينية تعمل على دعم الأسرى لتحقيق مطالبهم عبر القنوات الأمنية والمدنية، والتواصل مع الجهات الدولية عبر وزاراتها ومؤسساتها المختلفة، من أجل توضيح الظروف الخطيرة التي يعيشها الأسرى في إضرابهم المفتوح والمتواصل لليوم التاسع والثلاثين على التوالي.
عطا الله قال أيضا إنه "لا يتوقع أن تمارس الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب أي ضغوط على إسرائيل للتجاوب مع الأسرى، مشيرا إلى "أن تلك الإدارة غير متعاطفة بالحدود الدنيا مع قضية المعتقلين في سجون الاحتلال، بل إنها تتبنى الموقف الإسرائيلي الذي يتعامل مع الأسرى كإرهابيين".
التخوف والتوجس الشديد من جانب الفلسطينيين تجاه سلامة الأسرى في سجون الاحتلال، قد يدفعهم للقيام بردود أفعال غير متوقع تجاه إسرائيل، كما يقول عطال الله، موضحا أن التجربة التاريخية خلال الإضرابات السابقة علمتنا أن قضية الأسرى هي قضية جوهرية للشعب الفلسطيني، الذي قد يقوم بهبة شعبية دعما للأسرى في حال وفاة أحد الأسرى أثناء الإضراب داخل معتقلات الاحتلال.