القاهرة - افراسيانت - يعتبر من أشهر جبال شبه جزيرة سيناء، اتخذه الإرهابيون مأوى لهم استغلالا لطبيعته الوعرة، قبل أن يشن الجيش المصري قبل أيام حملة لتحريره .. إنه "جبل الحلال".
يبعد جبل الحلال نحو 60 كيلو مترا جنوب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة، ويمتد الى حوالي 60 كيلو مترا من الشرق إلى الغرب، بارتفاع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر.
وسمى الجبل بهذا الاسم لأن كلمة "الحلال" تعنى "الغنم" لدى بدو شبه جزيرة سيناء، وكان هذا الجبل أحد أشهر مراعيهم، حيث كانت النباتات تنمو فوق صخوره بعد سقوط الأمطار.
ويقع الجبل في المنطقة (ج) التي وفقا لبنود اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل، يمنع فيها تواجد قوات الجيش المصري.
وتتكون أجزاء من جبل الحلال من صخور نارية وجيرية ورخام، وهي منطقة غنية أيضا بالموارد الطبيعية، كما أنه يمتلئ بمغارات وكهوف وشقوق يصل عمقها أحيانا إلى 300 متر.
ودفعت الطبيعة الوعرة لجبل الحلال الذي يتشكل في الواقع من سلسلة هضاب، الإرهابيين والخارجين على القانون إلى اللجوء إليه للهروب من قبضة قوات الأمن، ما جعله ملاذا للعناصر الإرهابية ومخزنا للأسلحة والمخدرات بعيدا عن سيطرة القانون.
وتتقاسم قبيلتا "الترابين" و"التياهة" السيطرة على جبل الحلال، وتحاولان بمساعدة الدولة التخلص من العناصر الإرهابية والإجرامية التي تحتمي بالجبل، وساعدتا الشرطة مؤخرا في ضبط ما يقرب من تسعة أفدنة مزروعة بالنبات المخدر.
واكتسب جبل الحلال شهرته في أكتوبر 2004 بعد تفجيرات استهدفت فندق (هيلتون طابا)، ووقعت حينذاك اشتباكات بين الشرطة وجماعات متورطة في التفجيرات، كانت تختبئ في الجبل الذي ظل محاصرا عدة أشهر من قبل الشرطة.
وتكررت الأحداث في عام 2005 بعد تفجيرات وقعت في منتجع شرم الشيخ السياحي، وقيل وقتها ان العناصر التي نفذت الهجوم لجأت إلى جبل الحلال للفرار من الشرطة.
وبعد الهجوم على الجنود المصريين في مدينة رفح خلال شهر رمضان 2012، والذي راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا، نفذ الجيش المصري عملية عسكرية هي الأكبر منذ استرجاع سيناء، وهي العملية (نسر)، التي شملت جبل الحلال.
وتشير تقارير صحفية إلى أن عناصر جماعة (أنصار بيت المقدس) التي غيرت اسمها إلى (ولاية سيناء) بعد إعلان ولائها لتنظيم (داعش) ، تختبئ داخل كهوف جبل الحلال.
وخاضت قوات الجيش الثالث الميداني بقيادة اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش معركة حاسمة لإحكام السيطرة الكاملة بمنطقة جبل الحلال، والقضاء على بقايا العناصر الإرهابية المختبئة داخل كهوف ومغارات الجبل، حسب الصحافة المحلية.
وحاصرت قوات الجيش جميع الطرق والدروب المؤدية إلى الجبل لقطع كل أشكال الدعم المادي والأسلحة التي يتم تهريبها للعناصر الإرهابية المختبئة بالجبل، وداهمت في الوقت ذاته عشرات الكهوف والمغارات بالجبل تحت غطاء جوي.
وعثرت القوات بداخل كهوف ومغارات الجبل على مركز عمليات، وكميات كبيرة من الذخائر والعبوات الناسفة واجهزة اتصالات ولاسلكي، ورايات تنظيم (داعش) ومستلزمات إعاشة، إلى جانب منشورات تحريضية ضد قوات الجيش والشرطة مختومة باسم تنظيم ولاية سيناء.
كما عثر بداخل الجبل على ثلاث ورش لتصنيع العبوات الناسفة، ومخزن يحتوى على كمية كبيرة من الألغام المضادة للدبابات، وذخائر، وبراميل مواد متفجرة، حسب بيان للجيش المصري.
ودمر الجيش خلال هذه العملية سلسلة كهوف ومغارات بالجبل، إلى جانب عدة عربات دفع رباعي ودراجات نارية تستخدمها العناصر الارهابية في تنفيذ عملياتها.
وسبق أن اقتحمت قوات الأمن جبل الحلال مرتين من قبل إلا أن هذه تعد المرة الأولى التي يتم فيها محاصرة ومداهمة الجبل والسيطرة عليه للقضاء نهائيا على العناصر الإرهابية.