افراسيانت - يعتقد خبراء في العاصمة الأميركية واشنطن أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع مواطني 6 دول عربية بأغلبية مسلمة بالإضافة إلى إيران من دخول الولايات المتحدة، والبدء بتفعيل القرار على الفور بأسلوب عشوائي وفوضوي للحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين، يحمل بذور بسط الفتنة الطائفية بين الأقليات المسيحيين والمسلمين في البلدان العربية.
وكان ترامب قال في مقابلة مع إحدى المحطات الإذاعية المسيحية المتطرفة أنه سيمضي في "مساعدة اللاجئين المسيحيين الوافدين من الشرق الأوسط الذين كانوا يُمنعون من دخول الولايات المتحدة" على اعتبار أن الأمر التنفيذي يعطي الأولوية لبعض الأقليات الدينية في المستقبل، ملمحاً الى أن المسيحيين السوريين والعراقيين سيحظون بامتيازات خاصة.
إلا أن "ذلك بعيد عن الحقيقة لان قرار ترامب يحظر دخول جميع اللاجئين القادمين من سوريا بما في ذلك المسيحيين الى الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى، حيث منعت أسرتان مسيحيتان من الدخول عبر بوابات مطار فيلادلفيا، وعادتا أدراجهما إلى الشرق الأوسط" بحسب قول دانيال ويليامز في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، 1 شباط 2017.
ويرى اوليامز أن سياسة ترامب الجديدة تجاه اللاجئين تستخدم المسيحيين في الشرق الاوسط كبيادق شطرنج، ولا تتصرف انطلاقا من رغبة بحمايتهم "بل من الرغبة في انتقاد سلفه الرئيس باراك أوباما، علما أن نسبة المسيحيين بين اللاجئين السوريين الذي تقدموا بطلبات لجوء إلى الولايات المتحدة، والذين استقبلتهم البلاد خلال العام الماضي (وعددهم 12600 لاجئ) ، قلت عن 1%، رغم أن المسيحيين يشكلون نحو 10% من مجمل سكان سوريا".
وقال الكاتب ان "ترامب يستطيع إصلاح هذا الخلل ببساطة بالقول إنه سيسعى لمساعدة المسيحيين السوريين وإخوانهم المسلمين الذين يحاولون على حد سواء الفرار من الحرب الجارية في بلدهم، ولكن هذا ليس ما يحاول ترامب القيام به، حيث إنه يستخدم المسيحيين، بدلاً من ذلك، لإظهار أنه يهتم بهم أكثر مما فعل أوباما، من أجل إرضاء بعض مؤيديه المسيحيين الأميركيين، وإظهار أنه يهتم بهم أكثر من المسلمين السوريين، الذين يتهمهم بإيواء شبكة من الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين".
من جهتها كشفت صحيفة "كريستيان سايانس مونيتور" الأربعاء أن القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس الأميركي ترامب، بمنع دخول مواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين، والتي أثارت تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الأمور بعد هذا القرارات، يقف وراءها كبير مستشاري البيت الأبيض، ستيفن بانون، وهو "قومي شوفيني أبيض" يؤمن بالنقاء العرقي وأن الظلم ألم بـ "الرجل الأبيض في أميركا" في العقدين الأخيرين.
ومن اللافت للنظر أنه حين صدرت القرارات الجمعة الماضية، أعلنت وزارة الأمن الداخلي أن تلك القرارات لن تؤثر على أصحاب البطاقة الخضراء (أي الإقامة الدائمة -جرين كارد) ولكن سرعان ما تم إلغاء ذلك، وانضم جميع المنحدرين من الدول التي يشملها القرار الى ذلك بلمسة بانون، حيث "انه وفي الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون الخطر والهروب من المآسي، شكّل منع دخول المقيمين الدائمين، ممن كانوا خارج الولايات المتحدة لحظة إصدار القرار، مأساة إضافية، الأمر الذي يبعث برسالة قوية وواضحة أن الولايات المتحدة لم تعد مكانا يرحب بالأشخاص الذين ولدوا في الخارج، رغم أنهم عاشوا وعملوا على أراضيها لسنوات" بحسب الصحيفة.
وكان بانون، الذي دلت تصريحاته على مر السنوات تشجيعه لاتخاذ قرارات من هذا القبيل ، وعبر في السابق عن فخره بأن موقعه على الإنترنت كان "منصة للحركات العنصرية"، ومليء بالأخبار التي تظهر الجرائم المرتكبة فقط من قبل المهاجرين، سبق وقال إن "الولايات المتحدة تحتاج إلى اتخاذ موقف عدواني جدا جدا جدا ضد الإسلام الراديكالي"، وصرح العام الماضي بشكل واضح انه لم يكن متحمسا حتى تجاه المهاجرين السلميين والناجحين والمنتجين اقتصاديا، وأن على الولايات المتحدة أن تقلل عدد المواطنين المسلمين في الولايات المتحدة قدر الإمكان، وهو الهدف الذي دفع كي يشمل القرار حملة البطاقات الدائمة (جرين كارت).