متابعون يرون أن الحسم العسكري في بنغازي سيرجح الكفة لصالح الجيش والسلطات الموالية له بعد قطع الطريق أمام المحاولات التوسعية للتيار الإسلامي.
بنغازي - افراسيانت - تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الليبي بقيادة الفريق أول خليفة حفتر وتنظيم داعش في المحور الغربي لمدينة بنغازي بعد أن قامت قوات الجيش، صباح الثلاثاء، بالهجوم على بوابة القوارشة.
وقال مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للجيش الليبي إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على بوابة القوارشة والشركة الصينية بالكامل، في حين مازالت الاشتباكات متواصلة لتحرير منطقة القوارشة بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي.
وتخوض قوات الجيش الليبي معاركها الأخيرة ضد الجماعات الإرهابية في بنغازي حيث مازالت هذه الجماعات تسيطر على أحياء بالمنطقة الغربية من المدينة وهي: الصابري، سوق الحوت، قنفودة والقوارشة.
وكانت قوات الجيش قد شنت هجوما على هذه المنطقة الشهر الماضي، قبل أن تتراجع بعد أن قام ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي بهجوم على تمركزات للجيش، في سعي منه للسيطرة على مدينة بنغازي.
وما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي أنها جماعة مسلحة تتخذ من مدينة الجفرة جنوب ليبيا معقلا لها، تشكلت مطلع يونيو الماضي وقالت حينها إنها لا تتبع أي تنظيم داخل أو خارج البلاد لكنها أقرت بأن مرجعيتها دار الإفتاء في طرابلس التي يتزعمها مفتي الديار المعزول الصادق الغرياني المعروف بفتاويه المحرضة على الاقتتال وإراقة الدماء.
وتشكلت هذه القوة على خلفية دعوة من الغرياني، بوجوب محاربة حفتر واستعادة بنغازي ومدن الشرق من قبضته، حيث يرى الغرياني، الذي كانت حكومة الثني قد عزلته في وقت سابق، أن تنظيم داعش في سرت، وحفتر بمثابة “قوة مضادة” لـ”ثورة 17 فبراير”، وهما بنفس الدرجة من الخطر، وكلاهما يتحالف مع “الأزلام” وهو التوصيف الذي يلصق بأنصار الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وحاول ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي، طيلة الفترة الماضية، العودة لانتزاع مدينة بنغازي من قبضة الجيش، قبل أن تدحره قوات الجيش الليبي والوحدات المساندة لها في مناطق الجليداية والمقرون والرقطة، وتكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. ويرى مراقبون أن هجوم هذه الميليشيا على قوات الجيش الليبي يهدف إلى أمرين: الأول لتشتيت جهود الجيش الليبي وتخفيف الضغط على الارهابيين في المحور الغربي لمدينة بنغازي. أما الهدف الثاني فيتمثل في سعي هذه الميليشيات ومن يقف وراءها لتصوير الحرب في المنطقة الشرقية على أنها حرب أهلية وليست حربا على الإرهاب.
ورغم عدم تصنيف الأمم المتحدة ومجلس الأمن لما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي جماعات إرهابية حتى الآن، إلا أن التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأسبوع الماضي، لمجلس الأمن جاء ليؤكد وجود تحالف مصلحي بين ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي (الاسم السابق لسرايا الدفاع عن بنغازي) وتنظيم داعش بهدف محاربة الجيش في بنغازي.
وليس من المستبعد أن يحسم الجيش الليبي المعركة في بنغازي خلال الأيام القليلة القادمة على وقع الانتصارات التي حققها، الثلاثاء، بالمحور الغربي.
وبحسب متابعين فإن الحسم العسكري في مدينة بنغازي سيكون له الأثر السياسي البالغ وسيرجح الكفة في ليبيا لصالح الجيش والسلطات الموالية له شرق البلاد، بعد أن يكون قد قطع الطريق أمام محاولات التيار الإسلامي الذي يحاول السيطرة على ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.