مراقبون لا يستبعدون أن تكون مواجهات طرابلس مرتبطة أساساً باستعراض قوى بين الميليشيات لفرض شروطها على حكومة الوفاق.
طرابلس - افراسيانت - شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة في أكثر من حيّ، وسط شكوك بارتباطها بإعلان حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج الانتقال خلال الأيام المقبلة إلى المدينة.
وأكد شهود عيان أن الاشتباكات تركزت، السبت، في حي الجمهورية وبن غشير وبالقرب من باب العزيزية، وسط العاصمة والقريبة من مقر المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته)، وذلك باستخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وتعكس المواجهات مدى تعقد المشهد الأمني في طرابلس التي تنشط بها عدة جماعات مسلحة في ظل ضعف إنفاذ القانون.
وقال شهود العيان إن الاشتباكات خلفت عددا من السيارات المحترقة في الشوارع بين منطقتي زاوية الدهماني وباب العزيزية قبل عودة العاصمة فيما بعد للهدوء. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع قتلى أو مصابين. وتصاعدت أدخنة سوداء فوق المنطقة وشوهدت مركبات عسكرية تنفذ دوريات في الشوارع المجاورة.
وذكر مصدر أمني أن الاشتباكات وقعت بين الفرقة السادسة من زاوية الدهماني وكتائب صلاح البركي في المعسكر 77 من باب العزيزية.
ويرجح مراقبون أن تكون المواجهات الأخيرة في طرابلس مرتبطة باستعراض قوى بين الميليشيات الإسلامية لفرض شروطها على حكومة السراج الموجودة في تونس والتي أعربت عن نيتها الانتقال إلى العاصمة الليبية في غضون أيام.
وتعم الفوضى ليبيا بوجود جماعتين متناحرتين تتنافسان على السيطرة أحدهما في طرابلس والأخرى في الشرق وكل جماعة تدير حكومتها الخاصة.
وتتفاوض حكومة وحدة وطنية تم تشكيلها بوساطة من الأمم المتحدة ومقرها حاليا تونس لدخول طرابلس في محاولة لإنهاء الصراع.
وتجد حكومة السراج صعوبة في تنفيذ ذلك في ظل رفض من قبل المؤتمر المنتهية ولايته في طرابلس والبرلمان الموجود في طبرق.
وحذر رئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، فايز السراج وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من القدوم إلى طرابلس. وقال الغويل إن انتقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس “خطوة غير قانونية”، مرجحا إمكانية إلقاء القبض على أعضاء المجلس.
واعتبر رئيس حكومة الإنقاذ أن هذه الخطوة ليست في صالح الدولة، مضيفا أن حكومة الوفاق الوطني “تفتقر إلى الشرعية اللازمة لتحكم من طرابلس، ولا يمكن نقل السلطة لحكومة لا تتمتع بدعم المؤتمر الوطني”.
وكان السراج قد أعلن، مؤخرا أن حكومته ستنتقل إلى طرابلس خلال أيام، لافتا إلى أن خطة أمنية جرى الاتفاق عليها مع الشرطة والقوات المسلحة في طرابلس ومع بعض الفصائل المسلحة والأمم المتحدة ستسمح للحكومة الموجودة في تونس بالانتقال إلى ليبيا.
وأوضح رئيس حكومة الوفاق أن أطرافا كمجموعات مسلحة جرى التواصل معها وسيكون لها دور وفقا لمعايير وضوابط معينة وهذا أيضا سيكون واضحا لدى الجميع خلال وجودنا في العاصمة.
وتابع السراج قائلا “توصلنا لتفاهمات واضحة جدا على أساس أن هذه المجموعات المسلحة تكون بثكناتها موجودة لحين إيجاد صيغة للتعامل معها وسيتم استيعاب هذه المجموعات وفق آليات محددة جدا”.
وذكر أن المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة يرى ضرورة اغتنام فرصة قوة الدفع الدولية بشأن ليبيا، لكن الأمر يرجع لليبيين لتحديد احتياجاتهم، مشيرا إلى أنه إذا قدم المجتمع الدولي مساعدة فإنه لا يعتقد أن الليبيين سيرفضونها لكن يجب أن يكون ذلك وفقا لما يريده الليبيون.
وبالتوازي مع التطورات التي تشهدها العاصمة طرابلس، يحقق الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر على الطرف المقابل (بنغازي شرقا) نجاحات مهمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تمكّن من السيطرة على مواقع استراتيجية مهمة بمحيط مصنع الإسمنت آخر معاقل التنظيم بمنطقة الهواري جنوب المدينة.
وقال الناطق باسم القوات الخاصة (الصاعقة)، العقيد ميلود الزوي، السبت إن السيطرة الكاملة على منطقة الهواري باتت مسألة وقت.
وأكد أن تنظيم داعش محاصر من كافة الاتجاهات من قبل المفارز العسكرية التابعة للقوات الخاصة وبقية وحدات الجيش الليبي والقوات المساندة.
وتشهد مدينة بنغازي اشتباكات عنيفة في عدة محاور بين قوات الجيش والوحدات المساندة له من شباب المناطق من جهة، وتحالف مجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمي داعش وأنصار الشريعة من جهة ثانية.
وتطالب قوى إقليمية تتصدرها مصر المجتمع الدولي بدعم الجيش بقيادة خليفة حفتر للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وباقي الجماعات المتطرفة.