دمشق - افراسيانت - دخل اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت بتوقيت دمشق بموجب اتفاق اميركي روسي تدعمه الامم المتحدة.
وهذه الهدنة هي الاولى بهذا الحجم في سوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ نحو خمس سنوات اسفر عن مقتل اكثر من 270 الف شخص.
ويستثني الاتفاق تنظيم (داعش) الذي يحكم سيطرته على مناطق واسعة في سوريا، خصوصا في شمال وشمال شرق البلاد، فضلا عن جبهة النصرة التي تتواجد في محافظات عدة، غالبا ضمن تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامي.
ودعا زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني في وقت سابق الفصائل المقاتلة الى رفض الهدنة التي وصفها بأنها "مذلة".
وعند منتصف الليل تحديدا، لم تسمع اصوات اطلاق نار في دمشق وريفها وفي مدينة حلب بشمال البلاد، حسب مراسلين اثنين لوكالة (فرانس برس).
وقبيل دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، تبنى مجلس الامن الدولي قرارا يصادق على الاتفاق الاميركي الروسي بشأن وقف الاعمال العدائية في سوريا ويطالب جميع الاطراف المعنية بتنفيذه.
من جهته، دعا موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الحكومة والمعارضة السوريتين الى جولة مفاوضات جديدة في السابع من اذار (مارس) المقبل، "شرط ان يصمد وقف الاعمال العدائية في شكل شامل ويتم التزام ايصال المساعدات الانسانية".
والجمعة، استهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية باكثر من 180 غارة مواقع في مناطق عدة، منها ريف دمشق وريف حلب الغربي والشمالي (شمال) وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واستهدفت الغارات ايضا مواقع لتنظيم (داعش).
كما قتل 40 عنصرا على الاقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها خلال الساعات الـ24 الماضية في محافظة اللاذقية في غرب البلاد خلال اشتباكات مع فصائل اسلامية ومقاتلة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة (فرانس برس) "قتل ما لا يقل عن 40 عنصرا من قوات النظام، غالبيتهم من المسلحين الموالين لها، في اشتباكات مستمرة منذ مساء اول من امس (الخميس) في محيط منطقة كباني في ريف اللاذقية الشمالي".
واندلعت الاشتباكات مساء الخميس اثر تمكن الفصائل الاسلامية والمقاتلة من صد هجوم لقوات النظام السوري على كباني، وفق المرصد.
وتتمير كباني بارتفاعها، ما يمكن الفصائل المتواجدة فيها من الكشف عن مناطق واسعة في محيطها.
كما تتلقى الفصائل الدعم من محافظة ادلب (شمال غرب) القريبة منها، والواقعة بالكامل تحت سيطرة "جيش الفتح"، وهو عبارة عن تحالف لفصائل اسلامية اهمها جبهة النصرة.
وتهدف قوات النظام السوري الى استعادة كباني لتتمكن من خلالها من بسط سيطرتها على كامل ريف اللاذقية الشمالي، بعدما نجحت قبل اسبوع من السيطرة على بلدة كنسبا، آخر معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في تلك المنطقة.