افراسيانت - قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر ان الولايات المتحدة الأميركية تعتبر "وحدات الحماية الكردية" حليفاً مهما وفعالا في الحرب ضد "داعش".
وقال تونر الذي كان يتحدث رداً على سؤال في مؤتمره الصحفي اليومي في الخارجية، عما إذا كانت حكومته تثق بالأكراد السوريين: "نعم نثق بهم طالما أنهم يبلون بلاء حسناً في الحرب ضد داعش".
وحول ما إذا كانت حكومته عازمة على المضي في دعم "الوحدات الكردية" رغم احتجاجات وإحباط حليفها الكبير تركيا رد تونر قائلا: "سنستمر في دعمنا لوحدات الحماية الكردية بغض النظر عن الموقف التركي ومدى تذمرهم، طالما أن هذه الوحدات (التي لا نعتبرها إرهابية) تقاتل ضد داعش بكفاءة عالية وتحقق إنجازات ضد هذا العدو المشترك".
ويدور في واشنطن جدل حول هذه القضية خاصة وأن عددا من دعاة التدخل الأميركي البري العسكري المباشر ضد النظام السوري يقولون بأن الأكراد السوريون يهاجمون الآن "الثوار المدعومين من الولايات المتحدة".
ويرفض المسؤولون الأميركيون المنطق القائل بأن ولاءات الأكراد قد "تغيرت منذ معركة كوباني" العام الماضي، وما إذا كان ينبغي أن تواصل الولايات المتحدة تزويدهم بالأسلحة بدلاً من تصعيد الدعم المقدم لعناصر المعارضة السنة المقربين من المملكة العربية السعودية.
ويدعي صقور واشنطن أن المقاتلين الأكراد استغلوا هجمات الجيش السوري المدعومة من روسيا في شمال البلاد، واستولوا على الأراضي من المعارضين المدعومين من الولايات المتحدة الذين أصبحوا في موقف دفاعي.
من جهته كتب جوش روغن في موقع بلومبرغ أن "الجدل يتزايد بين اجنحة إدارة باراك أوباما حول ما إذا كان الأكراد يتصرفون بانتهازية، أم أنهم ينسقون هجماتهم مع روسيا وإيران والنظام السوري".
يشار إلى أن تونر رد على سؤال بهذا الخصوص وكذلك بالنسبة لتصريح مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان الذي قالت فيه بأن "وحدات الحماية الكردية تنسق مع الحكومة السورية" بأن حكومته تدعم "وحدات الحماية الكردية" مع علمها أن شرائح مختلفة من هذه الوحدات تحتفظ بولاءات مختلفة.
ويزعم اللوبي المعادي لإيران الذي يطالب بالإطاحة العسكرية بالرئيس السوري بشار الأسد بالقوة على شاكلة ما حدث في ليبيا مع معمر القذافي، أن أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت لقاءات بين المقاتلين الأكراد ومسؤولين من قوات الحرس الثوري الإيراني، الذي يقاتل الى جانب نظام الأسد ضد المعارضة منذ عام 2011.
وبحسب روجن فإن هؤلاء يزعمون أن "وحدات حماية الشعب الكردية تعمل بشكل وثيق مع حزب العمال الكردستاني"، وهو تنظيم "إرهابي" بحسب التصنيف الأميركي ويخوض حرب دموية مع الحكومة التركية.
وكشف موقع بلومبرع أن "مسؤولا بارزا في الإدارة الأميركية يقول إن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) اكتشفت أن الأكراد قاموا بالتنسيق بشكل مباشر مع القوات الروسية في الآونة الأخيرة أثناء هجوم على مقر للمعارضة السورية المدعومة من الوكالة المركزية في مدينة مارع" فيما يشكك مسؤولون أميركيون آخرون في احتمال تنسيق الأكراد على هذا النحو الصريح مع الأسد وروسيا وإيران.
يشار إلى أن الأكراد ينفون التنسيق مع الروس ولكنهم يعترفون بالاستفادة من الضربات الجوية الروسية، في حين يقول المسؤولون الروس والسوريون أنهم يقدمون مساعدات مباشرة لوحدات حماية الشعب.
واشار موقع بلومبرغ الى أن مسؤولا أميركيا يعمل في الحملة المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية قال بأن وحدات حماية الشعب لا تثق ببعض جماعات المعارضة الثورية التي تدعمها الولايات المتحدة وأنه "على الرغم من أن كلا منهما (الأكراد وما يسمى المعارضة المعتدلة) يحارب داعش، الا ان الأكراد يتجنبون خوض معارك واسعة النطاق ضد نظام الأسد وأنه فيما حافظ مقاتلو /المعارضة المعتدلة/ على محاربة الأسد، فإن العلاقات التركية الكردية ليست فقط متوترة بل في حالة حرب".
وفي قضية متصلة ادعى أندرو تابلر، وهو زميل قديم في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" المقرب من الليكود الإسرائيلي ان المعارك الأخيرة تبين بأن "الولايات المتحدة تدعم كلا الجانبين في حرب بالوكالة بين الأكراد والأتراك في سوريا".
ويجادل بعض المسؤولين الأميركيين داخلياً بأن الولايات المتحدة ليس لديها خيار سوى تقديم دعم مكثف لوحدات حماية الشعب الكردية، لأن الأكراد أثبتوا فعاليتهم في محاربة تنظيم الدولة فيما يقر العديد من مسؤولي الإدارة بأن بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للتحالف المناهض لداعش، يؤيد هذا الرأي بجانب زعماء القيادة المشتركة للعمليات الخاصة، التي تملك نحو 50 مستشاراً داخل سوريا "يعملون بصورة مباشرة مع وحدات حماية الشعب الكردية في الحرب ضد داعش" بحسب قول مصدر مسؤول في الإدارة الأميركية لـ "القدس" دوت كوم.
ويرى قسم آخر من مسؤولي إدارة أوباما (بحسب إدعاء روجن) أن الدعم الراسخ للأكراد يقوض جهود الولايات المتحدة لبناء قوة برية من العرب السنة.
ويزعم هؤلاء أنه لا نية لدى الأكراد لمهاجمة معاقل "داعش" مثل الرقة والسيطرة عليها، ولذا فانه من غير المنطقي السماح لهم بإنهاك المعارضة السنية التي تشكل أفضل أمل لطرد داعش من المناطق السنية "وهو ما يدفعهم للمطالبة بتصعيد الدعم المقدم للجماعات السنية التي تقاتل داخل مدينة حلب وحولها، مع الحد من دعم الأكراد".
يذكر ان سفيرة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة سمانثا باور تعتبر من بين أقطاب القسم المطالب بدعم "القوى السنية التي تدعمها المملكة العربية السعودية".