افراسيانت - تطوي الحرب في أوكرانيا عامها الثالث في ظل وضع ميداني بالغ التعقيد بالنسبة لكييف ورعاتِها الغربيين، وفي ظلِّ وضعٍ سياسيٍّ يزدادُ تعقيداً على وقع المشهد التالي: تفوُّقٌ روسي واضح في الميدان وانقلاب في الموقف الأميركي من الاستمرار في تسعير الأزمة. يختصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموقف بالنقاط التالية:
- لا مكان لفلاديمير زيلينسكي في مستقبل أوكرانيا.
- أوكرانيا لن تكون رأس حرباً لتهديد روسيا.
- جاهزون للتعاون مع واشنطن، في كافة المجالات والساحات لما فيه مصلحة البلدين.
تقابلُ هذا الموقف تصريحاتٌ للرئيس الأميركي، قال فيها إن الحرب قد تنتهي في غضون أسابيع. ويراقِبَ بقلق الرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته فيما تحلَّ أوكرانيا ملفًّا ثقيلاً على طاولة مجلس الأمن. كلَّ نبحثها في حوارنا، ونسأل مآلات الأزمة الأوكرانية على ضوئها.
روبيو: صوتنا ضد إجراء أممي ينتقد روسيا لأنه كان عدائيا وعلى الأمم المتحدة أن تعود إلى مهمتها الأصلية
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن بلاده صوتت ضد إجراء أممي ينتقد روسيا لأنه كان عدائيا، مبينا أن تمرير مشروع القرار الأمريكي دون أن تستخدم روسيا الفيتو كان أمرا إيجابيا.
وأوضح روبيو لموقع "بريتبارت" الأمريكي أن واشنن صوتت ضد ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدين روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا لأنه كان "استفزازيا ويتعارض مع الجهود المبذولة لإنهاء الحرب"، معتبرا أنه "إذا أرادت أن تكون مفيدة في القرن الحادي والعشرين، تحتاج إلى العودة إلى مهمتها الأساسية، وهي منع وإنهاء الحروب والصراعات. الجميع يعرف ما حدث في أوكرانيا خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن الآن، كما أوضح الرئيس ترامب، فإنه يريد إنهاء هذه الحرب".
ولفت إلى "أننا لم نر أن طرح قرار عدائي في الأمم المتحدة أمر مفيد، لأننا نحاول جمع الأطراف إلى طاولة الحوار. للأسف، أوكرانيا لم تتفق معنا وأرادت المضي قدما بقرارها. لذلك، لجأنا إلى مجلس الأمن بقرارنا التوافقي، الذي أعتقد أنه يحتوي على لغة عادلة، وينص ببساطة على أن الحرب أمر فظيع"، مشيرا إلى أنه "نجاحنا في تمريره في مجلس الأمن دون أن تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) كان أمرا إيجابيا".
وكانت القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم إلى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أكدت أن واشنطن لا تدعم مشروع القرار المناهض لروسيا في الجمعية العامة بشأن أوكرانيا وتدعو إلى سحبه.
في غضون ذلك، وافق مجلس الأمن الدولي في وقت سابق على مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة يدعو لنهاية سريعة للنزاع وتحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا. حيث صوتت 10 دول لصالح القرار، بما في ذلك روسيا والصين والولايات المتحدة، بينما امتنعت 5 دول عن التصويت. ولم يصوت أي عضو ضد القرار.
وأكدت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة أن موسكو تعتبر القرار الأمريكي حول النزاع في أوكرانيا، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي اليوم بمثابة نقطة انطلاق للعمل على حل الأزمة هناك سلميا.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في كلمته بعد التصويت على القرار إن "النص الذي تم اعتماده الآن ليس مثاليا، ولكنه في جوهره أول محاولة لتبني مادة بناءة وموجهة نحو المستقبل من جانب المجلس، يتحدث عن الطريق إلى السلام، ولا يؤجج نيران النزاع. نزاع له أصل معقد للغاية ولا ينحصر في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، كما تحاول أوكرانيا نفسها وحلفاؤها الأوروبيون فرضه علينا. ونحن نرى أن النص المعتمد بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية سلميا".
وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قد أكد يوم الاثنين، أن الولايات المتحدة طلبت التصويت على مشروع قرار قدمته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن باعتباره مقدمة لتحقيق السلام في أوكرانيا.
ويؤكد القرار على أن "الهدف الأساسي للأمم المتحدة، كما هو معبر عنه في ميثاق المنظمة، هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتسوية النزاعات بشكل سلمي"، ويناشد "التوصل إلى نهاية سريعة للنزاع ويطالب بسلام دائم بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية".