اافراسيانت - تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة "ميثاق المستقبل"، الذي يحث زعماء الدول الأعضاء على العمل من أجل تحسين الأوضاع في ما يخص محاربة تغير المناخ والفقر ومنع تصعيد النزاعات وغير ذلك.
وتم تبني "الميثاق"، يوم الأحد، في افتتاح "قمة المستقبل" التي تستغرق يومين، وتعقد بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال غوتيريش مخاطبا ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة: "نحن هنا من أجل إستعادة التعددية... والآن هذا مصيرنا المشترك لنمر به. وهذا لا يتطلب الاتفاق فحسب، بل والعمل".
وشكر غوتيريش الدبلوماسيين على اتخاذ الخطوات الأولى نحو "فتح الباب" لمستقبل أفضل.
وحث الأمين العام زعماء العالم على تطبيق الميثاق وتقديم الحوار والتفاوض وإنهاء "الحروب التي تمزق العالم" من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا والسودان، وإصلاح مجلس الأمن الدولي والنظام المالي الدولي.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا انتقدت الميثاق، واقترح الممثل الروسي في الاجتماع، نائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين، عددا من التعديلات عليه، لكن الجمعية العامة لم تؤيدها.
ووصف نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الميثاق بأنه "غير متزن" و"يتضمن بنودا خطيرة ستؤدي إلى النتيجة العكسية وستقوض تعددية الأطراف للأمم المتحدة"، ما سيوجه "ضربة قوية إلى المنظمة بشكل عام".
وقد أكد دميتري بوليانسكي، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن "ميثاق المستقبل" الذي أقرته قمة الأمم المتحدة، غير متوازن ويحتوي على بنود خطيرة ويشكل ضربة للمنظمة العالمية.
وكتب بوليانسكي في حسابه على منصة "إكس": "لسوء الحظ، لا يوجد شيء رائع في حقيقة أن الأمم المتحدة اليوم اعتمدت "ميثاق المستقبل".. لقد داست الأمم المتحدة على مبادئها الخاصة من أجل إرضاء مجموعة من وفود "الحديقة الجميلة" (تعبير استخدمه مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي جوزيب بوريل لوصف الغرب، الذي تحيط به الأدغال) الذين اغتصبوا المفاوضات منذ البداية، لكن غالبية "الأدغال"، مثل القطيع لم يكن لديهم ببساطة الشجاعة للاحتجاج والدفاع عن حقوقهم، وهم الذين سيتحملون المسؤولية والعواقب".
ووفقا للدبلوماسي الروسي، فإن "الميثاق غير متوازن ويحتوي على بنود خطيرة للغاية سيكون لها تأثير عكسي وتقوض التعددية والطبيعة الحكومية الدولية للأمم المتحدة، التي يدعمها ميثاق الأمم المتحدة"، مشددا على أن "هذه بمثابة ضربة قوية للمنظمة ككل".
وأشار بوليانسكي إلى أنه "نتيجة لعملية المفاوضات الشاملة، لم يتم التوصل إلى الفهم الطبيعي لهذا المصطلح"، وأضاف: "لقد حاول الرئيس الجديد للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة [الكاميروني فليمون يانغ] تصحيح الوضع، لكن فاته القطار".
وفي "قمة المستقبل" التي انطلقت في الأمم المتحدة، أشار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إلى أن النص الذي تم تقديمه بشكل مخالف للإجراء، لم يحظ بتأييد بعض الوفود، واقترح الدبلوماسي الروسي أن يؤجل يانغ اعتماد الوثيقة لحين الاتفاق على كافة بنودها.
ولم يتم قبول التعديل الذي قدمته روسيا، ولذلك أشار فيرشينين إلى أن روسيا الاتحادية تنأى بنفسها عن الإجماع حول "ميثاق المستقبل" و"الميثاق الرقمي العالمي"، مؤكدا أن هذا يتعلق بشكل خاص بالأحكام المتعلقة بنزع السلاح وقضايا مشاركة المنظمات غير الحكومية في عمل الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وتنعقد "قمة المستقبل" في الفترة من 22 إلى 23 سبتمبر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قبل مناقشة السياسة العامة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة.
والهدف الرئيسي للقمة هو مناقشة التحديات العالمية وتطوير حلول جماعية من قبل قادة العالم والخبراء والمجتمع المدني، ورغم الأهمية المعلنة للقمة، فإن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لا يشاركون فيها على مستوى رؤساء الدول والحكومات.