اللوبي الإسرائيلي في واشنطن يكثف حملته الممنهجة للإجهاز على الـ "أونروا" وتفكيكها

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


واشنطن - افراسيانت - بالتزامن مع اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في شهر كانون الأول 2017، وهي الخطوة التي اعتبرها اللوبي الإسرائيلي بمنظماته العديدة وأشهرها (إيباك)، ومنظمة الدفاع عن الديمقراطيات (إف. دي. دي) جوهرة تاج إنجازاتهم خلال عقود طويلة، حولت منظمات اللوبي الاسرائيلي التركيز على أولوية اخرى تتمثل في تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتكون الضربة القاضية للقضية الفلسطينية كما يعرفها العالم.


وبحسب صحيفة القدس فان مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه قال "إن المنظمات المناصرة لإسرائيل بمن فيها (إيباك)، واللجنة اليهودية الأميركية، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والمنظمة الصهيونية الأميركية، ومنظمة مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، عقدت بحضور ممثلين عن عشرات المنظمات الأخرى لقاءً يوم 30 تشرين الثاني 2017 في واشنطن، بعد أن تأكد لهؤلاء أن الرئيس ترامب لن يجدد الاستثناء بشأن عدم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس وأنه سيعلن في بحر الأسبوع التالي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل السفارة الأميركية اليها رسميا، حيث كان هدف ذلك اللقاء هو حشد كل الطاقات وتركيز الجهود من أجل تفكيك وكالة الـ (أونروا)، خاصة وأنهم واثقون بأنهم سيجدون لدى الرئيس الأميركي أذانا صاغية لروايتهم المزعومة بأن هذه الوكالة (أونروا) هي بقايا من الماضي وهي المشكلة وليست الحل للتعامل مع المتطلبات الإنسانية الفلسطينية".


ويقول المصدر "استهداف الـ (أونروا) من قبل إسرائيل ليس جديدا، بل قديم جدا، ويعود إلى بداية الخمسينات حيث ان اسرائيل لطالما اعتبرت أن المخيمات المتناثرة في ثلاث دول تشكل معضلة لشرعية الدولة (إسرائيل) وتذكير مزعج للعالم وأن الأفضل بالنسبة لها هو استيعاب هؤلاء اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها أو تسهيل هجرتهم إلى دول أخرى عبر شبكة من المحفزات المالية للدول والأشخاص".


واضاف "ولكن الجديد في الأمر أن قضية مساعدة الولايات المتحدة لـ (أونروا) كانت أمرا مفروغا منه، وتحدث بشكل تلقائي وما كان لرئيس أميركي أن يلغي هذه المساعدات، إلا أن الرئيس ترامب هو بدون شك أكثر رئيس مناصرة لإسرائيل وسيستمع بعقل مفتوح لأي اقتراحات او وسائل أخرى لحل القضايا الإنسانية للفلسطينيين بعيدا عن الوكالة المعادية لإسرائيل ولا تقدم الامتنان للولايات المتحدة، وهو ما جعل هؤلاء يعتقدون بأن الفرصة باتت سانحة تماماً للإجهاز على الـ (أونروا)".


في الأيام والأسابيع التي تلت اعتراف الرئيس ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017، قدم ممثلو اللوبي الاسرائيلي ورقة تظهر جردا لحجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لوكالة "أونروا" وكيف انها "تمثل عبئا ماليا على الولايات دون مردود، وانها تبقي لدى الفلسطينيين الفقراء آملا واهمة بأنهم سيعودون يوما ما إلى بلداتهم التي غادرها أجدادهم مما سيبطل مبادرة الرئيس ترامب للسلام المعروفة بصفقة القرن".


وحسب المصدر، تدعي الورقة المزعومة أن "عدد اللاجئين الفلسطينيين الذي لا يزالون على قيد الحياة لا يتجاوز 30 ألفا، وأن الخمسة ملايين المدرجين في سجلات الـ (أونروا) هي أرقام كاذبة كون أن هؤلاء يقبعون في هذه المخيمات المزرية لأغراض سياسة تهدف للنيل من شرعية إسرائيل لا أكثر، و أن منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تخدم بقية اللاجئين في العالم تستطيع أن تتحمل مسؤولية الفلسطينيين في مرحلة انتقالية وجيزة إلى حين حل معضلتهم".


ويبدو ان جهود اللوبي الاسرائيلي على هذا الصعيد قد تكللت بالنجاح، حيث اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب في نهاية شهر كانون الثاني 2018 تجميد الجزء الأكبر من المساعدات الأميركية المقدمة لوكالة الـ (أونروا) وهو الاعلان الذي لا يزال ساري المفعول.


ومنذ بداية العام الجاري يقوم ممثلون عن منظمات اللوبي الإسرائيلي، خاصة منظمة "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وهي واجهة خلقتها الحكومة الإسرائيلية عام 2001، بالتحريض في أروقة الكونغرس الاميركي وصالونات صنع القرار في واشنطن ضد وكالة الـ (أونروا) وأن الأوان قد حان لتفكيكها.


وتزعم المذكرة التي أعدها ممثلو اللوبي (وصاغها نائب رئيس منظمة "إف. دي. دي" جوناثان شانزر) أنه "إذا كان الرئيس ترامب يريد تعزيز السلام في الشرق الأوسط، فإن خطوته الأولى يجب أن تكون رفع السرية عن تقرير رئيسي لوزارة الخارجية من شأنه إنهاء أسطورة اللاجئين الفلسطينيين".


وتقول المذكرة التي عاد شانزر ونشرها على شكل مقال في صحيفة (وول ستريت جورنال) وعلى موقع المنظمة الالكتروني يوم 5 تموز الجاري "إن كالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) مكرسة بشكل متفرد لقضية اللاجئين الفلسطينيين، تسجل (أونروا) أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وهذا رقم مستحيل، كون أن أول حرب عربية إسرائيلية في عام 1948 أسفرت عن حوالي 800،000 لاجئ فلسطيني؛ ربما لا يزال 30،000 منهم على قيد الحياة حتى اليوم، لكن (أونروا) أبقت قضية اللاجئين على قيد الحياة من خلال وسم أحفادهم - في بعض الحالات أحفاد أحفادهم - بأنهم (لاجئين)، وهؤلاء يصرون على حق العودة إلى منازل أجدادهم، وترفض إسرائيل رفضا قاطعا هذا المطلب".


ويضيف شانزر "إن عمل الـ (أونروا) يتعارض عمليا مع المهمة الأوسع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تتمثل في إعادة توطين النازحين بسبب الحرب. من ناحية أخرى، فإن مهمة (أونروا) المحافظة على جمرة الصراع مشتعلة برفضها إعادة توطين الفلسطينيين في البلدان المجاورة أو حتى في الأراضي الفلسطينية". وتابع "وعليه، إذا كان الرئيس ترامب يريد أن تحظى خطته للسلام بفرصة، فعليه أن يتحدى الروايات الفلسطينية الزائفة. لقد فعل ذلك من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها مبددا بذلك أوهام الفلسطينيين التي حملوها لعقود من الزمان، وأصدروا (القادة الفلسطينيون) مطالبات متطرفة بشأن القدس، ورسالة الرئيس ترامب للفلسطينيين هي أن صنع السلام يتطلب قبول الواقع".


ويدعي شانزر في مذكرته "ان إزالة تصنيف وعلامة لاجئ من ملايين الفلسطينيين لن يؤذيهم، بل سيؤدي إلى فتح إمكاناتهم الاقتصادية وإتاحة الفرصة لسلام دائم. ربما هذا هو السبب في أن القيادة الفلسطينية تقاتلها. وبمجرد أن يتم عرض قضية اللاجئين على أنها عملية احتيال، سيتعين على القادة الفلسطينيين أن يتعلموا كيف يحكموا، وليس فقط إثارة العداء مع إسرائيل".


وقد أثمرت جهود شانزر في الكونغرس خلال شهر نيسان الماضي، حيث تبنى أكثر من 50 عضو في الكونغرس إلى جانب السيناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا ماركو روبيو هذه الأفكار وطالبوا الرئيس الأميركي بأن يصنف وكالة الـ (أونروا) على أنها عملية احتيال باسم اللاجئين.


يشار إلى قرار تجميد الولايات المتحدة الأميركية مساهمتها المالية لوكالة (أونروا) يأتي في إطار خطة واشنطن لتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية وقضية تحرر وطني، إلى مسألة إنسانية تتم معالجتها عبر تقديم مساعدات إنسانية واقتصادية، تبدأ في غزة.


وكانت الولايات المتحدة أعلنت تجميد دعمها لوكالة الغوث (أونروا) حتى تقوم بإجراء إصلاحات في نظامها، ولكن من الواضح أن هذا القرار هو خطوة سياسية تأتي ضمن صفقة القرن، وفي إطار الضغوط الأميركية التي تمارسها على الفلسطينيين للقبول بمشروع التسوية المعروف بصفقة القرن.


ونقلت "القدس" عن أمير مسحال، رئيس اتحاد العاملين في وكالة (أونروا) قوله أن موظفي الوكالة مهددون بإنهاء خدماتهم بسبب سياسة التقليص التي تنتهجها الوكالة، وان مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة، ماتياس شمالي، قد ابلغهم بإجراءات قد تطال جميع العاملين بالوكالة وتهدد بوقف الخدمات المقدمة لكافة اللاجئين بسبب عجز مالي تواجهه الوكالة، وأن من ضمن الإجراءات الجديدة المرتقبة "عدم بدء العام الدراسي في موعده ، وبالتالي وقف رواتب 22 ألف موظف في كافة المناطق، ووقف كامل للكابونات المقدمة في الدورة الرابعة، واحتمال تحويلها إلى قسائم شرائية".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology