افرسيانت - بهتافات مثل "العائلات يجب أن تكون معاً" و"عار عار عار" عارض المتظاهرون سياسة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التي أدت إلى فصل أكثر من ألفي طفل عن أمهاتهم وآبائهم خلال الشهرين الماضيين أثناء محاولات العائلات الهرب من العنف والفقر في بلادهم في أميركا الوسطى- للهجرة- ولو بطريقة غير قانونية، إلى أميركا.
وشارك مئات الآلاف من المتظاهرين في أكثر من 700 مدينة في خمسين ولاية أميركية في مسيرات معارضة لسياسات الرئيس المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.
وطالب المتظاهرون بلم شمل العائلات التي فصلت عن بعضها البعض أثناء محاولتها عبر الحدود المكسيكية الأميركية بطريقة غير شرعية.
ماكس وهو متظاهر يقول إنه لم يشارك أبدا في تظاهرات قبل انتخاب ترمب.
وأضاف "نزع الأطفال من أحضان آبائهم أثناء محاولتهم اللجوء ليس تصرفا أميركيا. كلنا كأميركيين جئنا إلى هنا كمهاجرين!".
تأتي هذه المظاهرات في الوقت التي تتخبط فيه إدارة ترمب للتوصل إلى سياسة موحدة، تتعامل فيها مع المهاجرين غير الشرعيين وعائلاتهم، فمن ناحية قال الرئيس إنه ألغى سياسة فصل العائلات، من ناحية أخرى يقول إنه ما زال ملتزما بسياسة عدم التسامح.
كل هذا بينما يقول حرس الحدود إنه لم يعد يحيل العائلات المهاجرة بصورة غير شرعية عبر الحدود الجنوبية إلى المحاكمة. فيما طالبت إدارة ترمب البنتاغون بتحضير مخيمات قادرة على إيواء عشرين ألف شخص لاعتقال العائلات معا، رغم دعاوى قضائية قد تؤدي نتيجتها إلى إلغاء هذه الخطط.
المتظاهرة زارا بارنز قالت "اعتقال العائلات سويا ليس حلا أفضل من نزعهم من عائلاتهم، إننا في بلد يجب أن يرحب بالمهاجرين. أتى آبائي كمهاجرين إلى هنا ولهذا أعيش حياة رائعة".
ورغم أن أمرا قضائيا يجبر الحكومة على توحيد الأطفال معا خلال أقل من شهر إلا أن آبي ويلش وهي متظاهرة فقالت "ليس لدى الإدارة خطة لجمع شمل العائلات، ولا نعرف متى سيتم لم شملهم، نطالب بلم شمل العائلات الآن".
المتظاهرون ارتدوا الأبيض كلون يوحدهم، وارتدى بعضهم بطانيات من ورق الألمنيوم الذي يضطر الأطفال المهاجرين إلى استخدامه بدلا من الأغطية. بعضهم جاء مع أطفاله رغم الحرارة المرتفعة التي تجاوزت ثلاثة وثلاثين درجة مئوية.
بلانكا وزوجها واكين - وهما مهاجران - شاركا في التظاهرة مع ابنهما لوكا الذي يبلغ عاما فقط. قالت بلانكا بعينين دامعتين "العائلات يجب أن تكون معا! نحن مهاجرون وما يحدث هو جريمة، لا أعرف ماذا سأفعل لو حاول أحد أخذ ابني مني!".
تالا وهي فلسطينية أميركية أتت إلى التظاهرة وهي تحمل لافتة كتب عليها "لا للجدار من فلسطين إلى المكسيك"، وقالت "أنا هنا لأبدي رفضي لسياسة فصل العائلات على الحدود الجنوبية. ولكن هذه السياسات الاعتباطية والظالمة تحدث حول العالم ولا يمكن أن نفصل هذه الصراعات عن بعضها، كلها تتعلق بالسعي للحقوق المتساوية".
أما الليبراليون فيأملون أن يترجم هذا الغضب ضد سياسات ترمب إلى تصويت الأميركيين لصالح الديمقراطيين في الانتخابات النصفية في نوفمبر.