افراسيانت - دعت روسيا والإمارات، الجمعة، إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب، واتفقتا على تعزيز التعاون السياسي والدفاعي والعمل على تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عقب محادثات ثنائية عقداها في موسكو، على إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والإمارات جاء فيها: "إن الجانبين مقتنعان بأن الانتشار غير المسبوق للإرهاب والتطرف وكذلك الهياكل والتنظيمات، التي تهدد أمن الدول وسيادتها، يتطلب من المجتمع العالمي كله اتخاذ تدابير حازمة وجماعية بعيدا عن ممارسة المعايير المزدوجة ومبدأ الانتقائية وبالتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وشددت الوثيقة على أن روسيا والإمارات تدعوان إلى "تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب والتطرف يقوم على احترام سيادة الدول، التي عانت مباشرة من العمليات الإرهابية".
وأكدت روسيا والإمارات أن الدول والمؤسسات المختصة يجب أن تلعب دورا رائدا في التصدي للإرهاب والتطرف ومنع انتشارهما إقليميا ودوليا، وذلك مع الالتزام بمبدأ المساواة السيادية لجميع الدول.
أمن الفضاء الإلكتروني
كما تعهدت روسيا والإمارات بأنهما "ستسهمان في ضمان أمن الفضاء الإلكتروني وسلامته ومنع استغلاله لأغراض نشر أيديولوجية التطرف".
وجاء أيضاً في إعلان الشراكة الاستراتيجية أن "الجانبين يعربان عن عزمهما على تعزيز وتطوير التعاون السياسي الخاص بالقضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك في إطار الحوار الاستراتيجي روسيا – مجلس التعاون الخليجي ومنتدى التعاون الروسي العربي والمنصات الأخرى".
وأوضحت الوثيقة أن روسيا والإمارات ستشجعان لهذا الهدف تبادل الزيارات لرؤساء الدولتين وحكومتيهما وأعضاء البرلمانين ورؤساء الوزارات، بالإضافة إلى عقد مشاورات دورية بين وزارتي الخارجية للبلدين وترتيب الاتصالات والعلاقات بين أقاليمهما والتنسيق في إطار الأمم المتحدة.
واتفق الجانبان، حسب الوثيقة، على دعم تقوية دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وكذلك إكمال قدرات المنظمة الدولية على منع الأزمات والنزاعات الدولية وتسويتها.
التنسيق والاقتصاد
وبموجب هذه الوثيقة سيتم تشكيل مجموعة عمل لتنسيق التعاون بين البلدين في مجال صناعة الألمنيوم، وفي أسواق الألمنيوم العالمية..
كما أعربت روسيا والإمارات، في إعلان الشراكة الاستراتيجية، عن عزمهما على تعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع.
واتفقت روسيا والإمارات في هذه الوثيقة كذلك على الإسهام المشترك في عملية تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وجاء في إعلان الشراكة المشتركة بهذا الصدد: "سيسهم الجانبان بشكل نشط في عملية نزع السلاح على المستويين الدولي والإقليمي، خاصة عن طريق تعزيز نظام حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل والتكنولوجيا المرتبطة به".
وأعلنت الدولتان في هذا السياق "أنهما ستنسقان الجهود الرامية إلى تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".
تطور إيجابي
واعتبر الرئيس بوتين أن العلاقات بين موسكو وأبوظبي تتطور بشكل إيجابي، مشيرا إلى ازدياد حجم التبادل التجاري الذي بلغ نحو 1.6 مليار دولار العام الماضي، بزيادة وصلت إلى 30%، وبلغت الزيادة في الربع الأول من هذا العام 70%.
وأعرب الرئيس الروسي عن ارتياحه لنشاط الإمارات الاستثماري في الاقتصاد الروسي.
ومن المعروف أن الجانبين أسسا عام 2013 صندوقا استثماريا مشتركا بين الإدارة المالية في أبوظبي وصندوق الاستثمار الروسي برأسمال يصل إلى ملياري دولار، وقد بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في روسيا نحو 6 مليارات دولار.
وأضاف بوتين أن العمل المشترك لروسيا والإمارات والسعودية في أسواق الطاقة قد أدى لاستقرار أسواق النفط العالمية، وأكد حرص بلاده على مواصلة هذا التعاون.
من جانبه، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن صلات التعاون بين البلدين تشهد تطورا إيجابيا، وأن بلاده تطمح للمزيد من التعاون.
استثمارات إماراتية
وأعرب الجانبان عن رغبتهما في زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية في روسيا.
وأكد الجانبان على أهمية تطوير التعاون العسكري والتقني، وتجدر الإشارة إلى أن السنوات الماضية شهدت تنفيذ عقود توريد معدات عسكرية ومنظومات صاروخية إلى أبوظبي بقيمة 700 مليون دولار.
وبحسب العديد من الخبراء فإن لقاء بوتين وولي عهد أبوظبي كان محطة لبحث الملفات السياسية الساخنة، باعتبار أن البلدين يحرصان على التنسيق في العديد من الملفات السياسية الإقليمية والدولية.
واعتبر المراقبون أن الملف السوري يشكل أهم هذه الملفات، نظرا للتغييرات التي طرأت على الوضع، والتي تؤثر على أمن دول الخليج والمتمثلة في تصاعد التوتر واحتدام المواجهة بين إسرائيل وإيران على أراضي سوريا.
ويؤكد خبراء روس أن موسكو تعتبر التنسيق مع الإمارات والسعودية في هذه المرحلة من أولوياتها السياسية، باعتبار أنها تلعب دورا قويا في حفظ السلام في المنطقة، وتحاول تهدئة التوتر وتجنب أي صدام بين طهران وتل أبيب، ما يجعلها بحاجة للتعاون مع دول المنطقة.