طرابلس - افراسيانت - كشف المجلس البلدي في سبها جنوبي ليبيا، عن نزوح نحو 120 عائلة من حي الطيوري من منازلهم جراء الاشتباكات التي تشهدها المدينة منذ الأحد الماضي.
والطيوري هو أحد أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الليبية، ويتكون من منازل مبنية من الصفيح وغالبية سكانه من الطوارق والتبو.
وتشهد سبها، منذ الأحد الماضي، اشتباكات بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان اللتين يقاتل مسلحون من كل منهما مع قوات تابعة لحكومة الوفاق ومع الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في الشرق الليبي.
وقال المجلس، في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية، إنه شكل لجنة لحصر النازحين وتلبية احتياجاتهم. وأشار إلى أنه تم تسجيل 700 نازح من البالغين بين النساء والرجال بالإضافة إلى 200 طفل.
وتشهد مدينة سبها منذ الجمعة هدوءا حذرا. ووصل السبت وفد من أعيان وحكماء العاصمة طرابلس إلى المدينة للعمل على تهدئة الوضع، وفق مصادر محلية.
والخميس الماضي، طالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بوقف فوري لإطلاق النار بمدينة سبها.
وأعرب المجلس الرئاسي عن “بالغ الأسف لتطورات الموقف في سبها وما تشهده المدينة من اشتباكات وتقاتل بين إخوة ليبيين، في خرق لما توصلوا إليه من اتفاق مصالحة”.
وأكد بأنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، ويدعوها إلى الاحتكام للعقل وأن تعود إلى نهج الحوار والتفاهم.
وأعلن المجلس الرئاسي عن لجنة مشتركة تضم أعضاء منه ومن مجلس النواب المنعقد شرقي البلاد والمجلس الأعلى للدولة (غرفة نيابية استشارية)، للوقوف على تحقيق التهدئة وإعادة الاستقرار للجنوب.
والخميس، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد النزاع المسلح في مدينة سبها.
وقال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية، “قلق للغاية” إزاء تكثيف النزاع المسلح في سبها.
وأضاف دوغريك، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر المنظمة بنيويورك، “استهدف مستشفى سبها الرئيسي عدة مرات في تبادل لإطلاق النار خلال هذه الفترة”.
وتابع أن “تقارير أفادت بفرار نحو 600 شخص من الأحياء المتضررة، إلى مواقع أخرى في المدينة”.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد أعربت الخميس، عن “قلقها” من التصعيد العسكري في سبها، مؤكدة أنه خلف ما لا يقل عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 9 آخرين بجروح.
ودعت البعثة إلى “ضرورة وقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المكتظة بالسكان”.
ويعود الصراع بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان إلى عام 2012، عندما قتل مسلحون من الأولى أحد قادة القبيلة الثانية. في منطقة قرب سبها ورعت إيطاليا، في أبريل 2017، توقيع القبيلتين على اتفاق مصالحة في العاصمة روما.