افراسيانت - حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السعودية من "قوة ومكانة إيران" على خلفية تفاقم حدة التوتر بين البلدين المتنافسين حول عدد من الملفات الخلافية ولا سيما الحرب في اليمن.
وقال روحاني، في كلمة ألقاها امس في جلسة لمجلس الوزراء نقلها التلفزيون الرسمي، متوجها إلى القادة السعوديين: "تعلمون قوة ومكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية جيدا، كانت هناك قوى أكبر منكم عجزت عن قهر إرادة الشعب الإيراني".
وأضاف روحاني، حسب ما نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، أن "أمريكا وكل أذنابها حشدوا كل إمكاناتهم وقدراتهم لكنهم هزموا أمام صلابة وقوة الشعب الإيراني"، في إشارة إلى الحرب الطاحنة، التي شنها العراق في 1980 على الجمهورية الإسلامية بدعم من دول غربية وعربية وانتهت بعد 8 سنوات بلا تعديل للوضع السائد قبلها.
وأضاف: "بعض دول العالم، تسعى لإيجاد شرخ وخلاف بين شعوب ودول المنطقة، ونأمل من حكام السعودية أن يدركوا هذه الحقيقة".
وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده تدعو إلى منطقة تنعم بالسلام والأمن والاستقرار والازدهار، وقال: "إننا ندعو أيضا إلى أن ينعم اليمن والعراق وسوريا وحتى السعودية بالازدهار والتقدم، على الجميع أن يعلم أنه ليس من وسيلة إلا الإخوة والصداقة ومساعدة أحدنا للآخر، ومن الخطأ أن تفكروا أن إيران ليست صديقة لكم وأن أمريكا والكيان الصهيوني أصدقاؤكم، هذا التفكير هو خطأ استراتيجي في الحسابات" (في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا بأن "التهديد" الإيراني يؤدي إلى تقارب غير مسبوق بين الدولة العبرية وجيرانها العرب)".
وأردف مخاطبا السعودية: "لماذا تعادون الشعبين السوري والعراقي، ولماذا تدعمون داعش، ولماذا تتدخلون في شؤون الحكومة اللبنانية.. على الحكام الجدد في السعودية أن يكفوا عن استعداء شعوب المنطقة".
كما اتهم روحاني ضمنا القادة السعوديين بإرغام رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، على الاستقالة: متسائلا "لماذا تتدخلون في الشأن الداخلي لحكومة لبنان؟ لم نشهد في التاريخ بلدا يتدخل بهذا الشكل في شؤون بلد آخر ويجبر مسؤوله على الاستقالة. هذا غير مسبوق في تاريخ المنطقة".
وطالب روحاني في كلمته السعودية، التي تقود منذ 2015 تحالفا يقدم دعما عسكريا للقوات الحكومية اليمنية، بوقف قصفها للبلاد وفك الحصار المفروض عليها.
وأضاف: "لو سلمنا أن السعودية تعادي الشعب الإيراني، فلماذا تكن العداء للشعب اليمني وتشن هجماتها على شعب مجاور لها؟ كيف يستطيع الشعب اليمني أن يصد هذا الكم من القصف؟".
من جهة أخرى، ربط الرئيس الإيراني بين التحرك السعودي المكثف خارج الحدود بالوضع الداخلي في المملكة، حيث قال إن "على السعودية أن تسعى إلى معالجة مشاكلها الداخلية بعيدا عن إقحام شعوب المنطقة بمتاعبها"، في إشارة إلى حملة الاعتقالات غير المسبوقة التي تشهدها المملكة منذ الأسبوع الفائت وطالت أمراء ووزراء ومسؤولين ورجال أعمال متهمين بالفساد.
المصدر: إرنا