افراسيانت - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول، أن الاقتصاد الروسي تجاوز ذروة الأزمة الاقتصادية في روسيا، مؤكدا أنه تكيف مع الظروف الجديدة.
وقال الرئيس بوتين خلال مشاركته في أعمال منتدى الاستثمار "روسيا تنادي": "بالتأكيد، لقد واجهنا مظاهر أزمة، ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء وأنا موافق لهم أن ذروة الأزمة تم تجاوزها، وقد تكيف الاقتصاد الروسي بشكل عام مع الظروف المتغيرة للحياة الاقتصادية، وهذه أول بوادر الاستقرار".
وينعقد في موسكو منتدى الاستثمار "روسيا تنادي" الذي ينظمه مصرف "في تي بي" الروسي، بهدف تطوير الحوار بين رجال الأعمال الروس والمستثمرين الدوليين، وكذلك إلى جذب استثمارات أجنبية للاقتصاد الروسي.
ويرى الرئيس الروسي الذي يحضر أعمال المنتدى "روسيا تنادي" بشكل سنوي منذ عام 2009، أن هناك بوادر للاستقرار في الاقتصاد، بالرغم من حالة الركود في بعض القطاعات الاقتصادية باستثناء الزراعة، لافتا إلى وجود استقرار في قطاع الصناعات التحويلية.
وأكد بوتين أن الحكومة الروسية ستفعل كل ما بوسعها لضمان استقرار الاقتصاد كليا في البلاد.
وأضاف بوتين أن روسيا شهدت في الربع الثالث من العام تدفقا مستقرا لرأس المال، والذي هو رد فعل السوق للتكيف مع الأزمة الاقتصادية في البلاد، حيث قال: "لقد شهدنا تدفق رؤوس الأموال خارج البلاد منذ الربع الثاني من عام 2010، بينما في الربع الثالث من هذا العام، شهدنا تدفق رؤوس الأموال"، مشيدا بعمل الحكومة والبنك المركزي الروسي خلال الأزمة الاقتصادية.
الرئيس الروسي: تركيا شريك أولوي لروسيا
ويرى بوتين بأن تركيا شريكا أولويا بالنسبة لروسيا، ومن الضروري أن نفهم كيفية بناء علاقات التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وقال: "تركيا هي واحدة من الشركاء الأولويين، وخير أصدقائنا، لدينا علاقات جيدة جدا مع تركيا لسنوات عديدة. وهي واحد من أكبر شركائنا في التجارة والاقتصاد. ويكفي أن تولي اهتماما بسوق البناء لدينا الذي يقاس بالمليارات خلال السنوات الأخيرة"، لافتا إلى أن روسيا تقوم بتصدير كميات كبيرة من موارد الطاقة إلى تركيا، بالإضافة إلى المشاريع الكبيرة في مجال الطاقة".
ويسعى البلدان للارتقاء بحجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2023، كما أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تتسم بطابع مميز، إذ يقبل البلدان على تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة في قطاع الطاقة أبرزها مشروع نقل الغاز الطبيعي الروسي عبر البحر الأسود إلى تركيا ومنها إلى الحدود اليونانية التركية "السيل التركي".
ويذكر أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا بلغ في عام 2013 نحو 32.7 مليار دولار أمريكي.
مشروع "السيل الشمالي-2" يهدف لإمداد أوروبا بالغاز وليس حرمان أحد من الترانزيت
وتطرق بوتين خلال منتدى "روسيا تنادي" إلى مسألة مشروع بناء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا "السيل الشمالي-2"، حيث أكد الرئيس الروسي إلى أن المشروع يهدف لتوفير الغاز لأوروبا وليس إلغاء خط ما للترانزيت، داعيا إلى عدم تسيس هذه المسألة.
وقال بوتين: "إن المشروع يهدف إلى توفير احتياجات الطاقة لأوروبا الشمالية في المقام الأول، بعد الأخذ بعين الاعتبار انخفاض الإنتاج في المملكة المتحدة والنرويج، وفي الوقت نفسه الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة في أوروبا. وهو لا يهدف على الإطلاق إلى حرمان أحد ما من إمكانية الترانزيت، وهذه الاستغلاليات السياسية، أود أن أطلب وضعها جانبا".
ويتضمن مشروع السيل الشمالي -2" بناء أنبوبين اثنين لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مرورا بقاع بحر البلطيق، حيث من المخطط أن تصل طاقة خط الأنابيب التي يمر عبرها الغاز إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وبذلك ينفي بوتين وجود أية نية لحرمان أوكرانيا من عائدات ترانزيت الغاز الروسي كهدف لبناء خط أنابيب "السيل الشمالي-2"، إذ تقوم روسيا بتصدير الغاز إلى أوروبا مرورا بالأراضي الأوكرانية.
ويشار هنا إلى أن في المنتدى يشارك أليكسي أوليوكايف وزير التنمية الاقتصادية، وأنطون سيلوانوف وزير المالية، ورئيسة البنك المركزي الروسي ألفيرا نابيؤلينا، وكذلك مديرو ورؤساء العديد من الشركات والمؤسسات الروسية والأجنبية.
المصدر: وكالات